يبقى مستقبل المنطقة غامض فى ضوءماهو عليه الان

                                                                  

                                       فلاح ميرزا

كثر الحديث فى الاونة الاخيرة على ما سيكون عليه العراق بعد الانتهاء من عمليه تحريرالموصل من داعش والحركات المتشددة الاخرى التى تتعاون معها فى سوريا وهناك من يروج الى فكرة الاقاليم الثلاث واخرين عن الفدرالية وعلاقة تركيا بموضوع الموصل والاكراد وسهل نينوى وكركوك والمناطق المتنازع عليها وهناك من يقول لن يوجد افضل من الحركات الاسلامية  المتشددة للقصاص من سوريا ومصر اللتان هاجمتا اسرائيل وكادتا تمحيها من الوجود يضاف لها العراق ,

لذا فان اسرائيل تسعى الان لمحو سوريا من الوجود بمساعدة بشار والقادم مصر على يد السيسى كما يروجوا بين فترة واخرى فما يصيب المنطقة من تهجير قسرى لمجتمعات غير متجانسة ثقافيا ودينيا وعرقيا يدعو الحكومات والشعوب القبول بالامر الواقع رغم كل مساوءه , هكذا تراه الامم المتحدة وليس احدا اكثر  صراحة من رئيسة الارجنتين عندما هز خطابها الاخير امام رؤوساء الدول فى الامم المتحدة فى اجتماعها الاخير بقولها بان مايحدث فى المنطقة من فوضى وارهاب تحت مسميات متعددة هو من صنع امريكا وحلفاءها.   وهناك من يقول نحن نخطط لمدة اسبوع وهم يخططون لمدة خمسون عام للمستقبل مصائب العالم من اعدادهم ومصائب العرب من اغبيائهم وسياسيهم اذا اسدى لهم الحل والربط , سبحان الله قتلوا الرئيس العراقي صدام وابنائه ومعمر القذافي ورئيسهم السابق جون كنيدى وحاولوا غتيال فيدل كاستروا ويقولون نحن نرفض الاغيالات السياسية , امريكا بهذا الوصف اصبحت دولة متناقضات ولا تصلح ان تكون شرطى للعالم نحن بحاجة الى شرطى عادل لقد اسسوا الامم المتحدة كشرطى للعالم وللاسف قراراتها معطلة بسببها والعالم بهذا الوضع يتجه الى الهلاك لان الظلم قد زاد كما وان الولايات المتحدة لو لم يكن يخدمها هذا العمل الصهيوني لما تجرأت وبوقاحة احتلال دول واسقاط انظمة , لذلك فان مايجرى اليوم فى سوريا والعراق واليمن وليبيا وربما مصر مستقبلا والسعودية كذلك لايستطيع احد ان يتوصل الى معرفة من هو صاحب الحل الذى سينصف حاليا به الشعبيين السورى والعراقى فتركيا وهي ايضا معنية بالامر ترى ان المشهد يخشى منه ان يتحول الى حرب عالمية نتيجة صراعات دوليه ومصالح وستكون عواقبها كارثية , بينما هناك من  يشيران ماهو مخطط له مستقبلا هو الاخطر  فالذى قال به مفكر صهيوني من اصل بريطاني  ووضع نظرية جديدة  للوضع الجغرافي والسياسى فى المنطقة تعادل ماتم العمل به فى اتفاقية سايكس بيكوالاولى 1916 التى قسمت بلاد الشام والعراق تلك النظرية تشير الى تفتيت وليس تقسيم الوطن العربي لى 52 دويلة بحيث تختفى خارطة الوطن العربي لمصلحة نظام اقليمي جديد (الشرق الاوسط الكبير)تصبح فيه اسرائيل الدولة الكبرى المهيمنة والقائددة تلك الوثيقية قد اقرها الكونغرس الامريكى سنة 1983وخطط اخر بريطاني ومتخصص فى الدراسات الشرقية الافريقية فى لندن يعتبر صاحب اخطر مخطط طرح فى القرن العشرين لتفتيت الشرق الاوسط الى اكثرمن دويلة اثنية ومذهبية مخططة الذى يدعو الى اشعال النعرات الاثنية والعرقية والدينية المتواجدة فى دول العالم العربي الاسلامي نشرته لاول مرة وزارة الدفاع الامريكية مرفقة بمجموعة من الخرائط التى توضح تقسيم كل دولة الى 4 دويلات واخرى الى اكثر من 4 دويلات كما توضحهها تلك الخرائط  ولديه كتب اخرى بعنوان حرب مندسة وارهاب غير مقدس وازمة الاسلام ومستقبل الشرق الاوسط والعرب فى التاريخ والحداثة فى الشرق الاوسط الجديد ونقل عنه فى مقابلة اجرتها وكالة الاعلام ان العرب المسلمين قوم فاسدون مفسدين فوضويين لايمكن تحضيرهم واذا تركوا لانفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية ارهابية تدمر الحضارات لذلك فالحل السليم هو اعادة احتلالهم لذلك فانه من الضرورى اعادة تقسيم بلدانهم الى وحدات عشائرية وطائفية ولا داعى لمراعاة خواطرهم او التاثر بانفعالاتهم وردود افعالهم والحديث عن تلك المخططات بات واضحا ونشر فى المجلات والصحف العربية والغربية نيويورك تايمزوالتايم وكان القصد منها واضحا هو تخويف حكام وشعوب المنطقة من ما يخطط له المتشددون واضعاف الحركات الوطنية عن القيام بواجبها الوطنى العربي والاسلامي.
 السياسة فى الولايات المتحدة ليست مقتصرة على جهة معينة وان كانت تبدو هكذا ولكنها فى واقع الحال تخضع الى ضغوطات وتاثيرات اطراف متعددة داخل الحكومة ومن خارجها فالكونغرس له شان بها الى جانب الرئيس الامريكى الذى يكون له دور بها كذلك , رغم ان مجموعة الضغط الخارجي الذى تقودها الجمعيات الصهيونية تمارس دورها الاقوى من خارج تلك الموسسات  ونوع السياسة التى تتبعها الادارة الامريكية وان الاثر الكارثى الذى خلفه غزو العراق عام 2003 وهو الحدث الاكبر المسبب لزعزعة الاستقرار والنظام الاقليمى والذى اسفر مباشرة على الاثار المدمرة التى لاتزال المنطقة تعانى منها الان , الاحتلال الامريكي وماتبعه من تفكيك للدولة ساهم الى حد كبير فى تغيب دولة عربية رئيسة كانت تلعب  دور الحاجز الذى يقف  فى وجه ايران ويوازيها وبلا شك فان الاتفاق الغير معلن مع ايران مكنها من توسيع نفوذها وبالتاكيد فان التحولات التى شهدتها السياسة الخارجية الامريكية لم تلقى التاييد حتى من قبل حلفائها كونها ساهمت فى انتشار الفوضى وظهور مجموعات مسلحة ترتدى لباسا دينيا لم تعرفه المنطقة من قبل الامر الذى جعلها لن تتمكن من الاجابة على كثير من التساؤلات الموجهة اليها من المجتمع الدولى بصورة مقنعة  حول اصول وجذور تلك الجماعات ووضعت نفسها فى مواقف متناقضة حيال التعامل معها . او حتى نفيها  لاية صلة معها وبالنسبة لموضوع الشرق الاوسط والمشاكل التى يعانى منها ابتداء بالانظمة وانتهاء بموقفها من المصالح التى ستحصل عليها جراء احتلالها العراق  . الشئ الخطير والخاطئ فى تلك السياسة انها تحاول ان تمسك بكافة الخيوط ومن جميع الاطراف المتناقضة وتعمل فى العلن فى ظواهر الاشياء بعكس ماتخفية من حقائق تلك السياسة فى الباطن اى انها تتعامل مع الشئ وضده,  لتخلق بذلك بيئة غير مستقرة فى تكتيك استخبارى دقيق بالشكل الذى يؤدى الى اضعاف قدرات دول المنطقة ماليا, وكذلك التعامل مع القدرات الاقتصادية لتلك الدول بقصد انهاكها وايقاف الاستثمار فيها وخنقها اقتصاديا وبالطبع هذا لايعني انها سوف تتخلى تدريجيا عن تلك السياسة مادامت هناك مصالح للمستقبل  وستبقى تمارس هذه السياسة وتبقيها على راس اولويات امنها القومي ولان موضوعها يتعلق بدور النفط الكبير فى تحديد من سيكون الاقدر على الامساك بقارة اسيا واوروبا من عنقها, وبالمقابل  فان من نتائج تلك السياسة داخل المجتمع الامريكى قد ولد تحولا فى الرأي العام الامريكي  و اصبح له مكانته وبدء يدرك خطورة اللعبة  واخذ يهتم فى موضوع مكانة امريكا مستقبلا وحلمه واسلوب حياة مجتمعاتها والتشكيك فى ديمومة هذا الحلم او امكانية تحقيقه فى المستقبل كما يقول الكاتب الامريكي الكبير فواد زكريا  الذى اخذ يبحث بعصر مابعد امريكا  وكذلك الكاتب نيل فيرغسون المعروف بايمانه العميق بالراسمالية الامريكية وقدرتها الخارقة  وقال عن امريكا الدولة العظمى المتقاعدة ويقول ان وراء تراجع امريكا ليس فساد الاسواق المالية والمصارف الامريكية او نقص روح العمل وجيل الحلم الامريكي بل ظهور جيل جديد واقعي النظرة والتطلعات والى حقيقة لايمكن اغفالها وهو العالم الخارجي بدأ ينهض ويميل مفكرون اخرون الى ان الانحدار الامريكي فى الساحة الدولية انما هو قبل اي اعتبار اخر انعكاس مباشر لتأكل البيئة التحتية للمجتمع الامريكي امثال  توماس فريدمان كبير معلقى صحيفة نييورك تايمزالذى يدعو الى بناء هياكل تحتية فى كافة القطاعات وتنويع مصادر الطاقة بمعنى ان تقوية امريكا من الداخل هو المطلوب , لقد اعتمدت الادارة الامريكية سياسة الخديعة فى الداخل والخارج منذ رئاسة رونالد ريكن الذى كان يخضع للاساطير التلمودية وجورج بوش الذى وقع فريسة اليمن المتطرف وتبنى شعار القديس يوحنا الذى يقول ان الحقيقة تجعلك حراThe Truth shall make you free , ورأت الادارات الاخرى بان ليس المهم المحافظة على الديمقراطية بل على المصالح الامريكية لذلك فان المغامرة الامريكية لاحتلال العراق لم تكن سهلة عليها لانها بمثابة كابوس ثقيل سيجعلها فى نهاية المطاف الى الامتثال الى الامر الواقع وان تعترف بالحقيقة .
السياسات الاستراتجية للولايات المتحدة رغم انها تتعامل مع مفرداتها بثوابت هدفها الرئيسي خدمة المصالح الامريكية بغض النظر عن مصالح المنطقة ومن يحكمها  ومدى علاقتها بها الى جانب مصالح اسرائيل وليس لها صديق ثابت وتتخلى عنهم بسهولة عندما يتعرضوا لمتغيرات داخلية والامثلة على ذلك كثيرة ومعروفة والنهج الثابت ايضا هو المحافظة على مصالح الدولة العبرية اسرائيل لسبب بسيط هو ان كثير ممن يرسمون السياسة الخارجية الامريكية يعتنقون الديانة اليهودية وعلى  علاقة باسرائيل لذلك فان مجموعة عوامل دولية ساعدتها على انتهاج معايير متناقضة فى حل الازمات الاقليمية  ,موقفها من القضية الفلسطينية والاراضى العربية المحتلة من قبل اسرائيل والنزاعات الحدودية بين الدول والحرب بين ايران والعراق وقضايا المنطقة المتشابكة  ويعترف خبير استراتجي امريكى بان ماحدث فى العراق بعد احتلاله انطلق من غرف البيت الابيض مشيرا الى ان الولايات المتحدة وقعت فى مأزق كبير لان كثير من دول العالم ادركت اللعبة  وتسعى للتخلص من السيطرة وحبال المشنقة التى تفرضها السياسة الامبريالية ويضيف ان كل الاحداث والقلاقل فى دول الشرق الاوسط والدول العربية هى بفعل تلك السياسات التى لم تحسن الانظمة العربية التعامل معها بفعل قصور فى الفهم  وامام نمو المخاوف الامريكية والاقليمية من اتساع العداء لها وتشنج فى العلاقات مع روسيا وتنامي ازمة العراق وسوريا الا ان الخيارات لازالت غير متوفرة وتراوح بين الاحتواء ماهو سيئ وتفادى السيناريوهات الكارثية مما يعني انها فى حالة تراجع وانحدار نسبي هذا التميز بين التراجع والانسحاب لا يضعنا فى استناجات متسرعة كما يقول الباحث مايكل هدسون  وطالما ان الصورة على هذا النحو يمكن تفسير مانشاهده من انحسارامريكي حقيقى وكبير فى المنطقة  تجلى فى تخليها عن الخطوط الحمر والخطور الزرق  والبيضاء اليس هذا دليلاعلى الانحدار التاريخى الامريكي لذلك قال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارنى ان الرئيس اوباما يتوقع ان يجرى فريق الامن القومي شكل مستمر اعادة تقييم الخيارات السياسية .وتبقى حدود فهم الانظمة العربية على ما يقول به الاعلام الذى تسيطر عليه المنظمات الصهيونية بشان السياسة الامريكية فى المنطقة بالشكل الذى يعبر فيها عن المواقف بعكس حقيقتها وبخلاف ذلك فان القوى الوطنية واحزايها تجد من الصعوبة بمكان الرد عليها بشكل ايجابي رغم ان دول مثل روسيا والصين الذى يهمها ايضا امن المنطقة تبقى تراهن على النتائج التى ستكون فيها الشئ الذى تسعى اليه من باب المصالح الاقتصادية  وليس الانسانية لان الذى تفعله فى سوريا يوضح للعالم الوسيلة التى تتعامل بها لتحقيق تلك المصالح



أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

404 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع