الصراع وان كان يبدو صراع مصالح ولكنه فى حقيقته مبنى على تنبؤات

                                  

                          فلاح ميرزا

المشهد المضطرب الذى يشهده العراق رغم انه يشكل علامة اشبه ماتكون عليه صحوة ضميرتراكمت لدى العراقيين الاصلاء الذين لم تتغلب عليهم ادعاأت المحتل واعوانه التى مارسها منذ 2003 وتحول تدريجيا الى مشروع لتغيرالنظام سواء كان ذلك بالاساليب المدنية او باخرى ,

الروح الوطنية الاصيله التى عبرعنها العراقيون وخصوصا ابناءنا من الجنوب والشعارات التى تعالت بها حناجرهم وابيات الشعر والهوسات كانت تنطلق من قلوبهم رافضين من خلالها ماوصل اليه العراق نتيجة احتلاله وضياعه وبيع مقدراته لايران واعوانهم , وكل مايقال بان الولايات المتحدة ليست مسؤولة عن ذلك فهولازال غارقا فى نومه فتغير الشاه فى عام 1979 وابداله برجال الدين الملالي لم يكن ضرورة مرحلية تقتضيها ظروف المنطقة ومصالح الشركات الاحتكارية بل كانت الخطوة المهمة لاسقاط كل الانظمة التى لا تؤمن بالراسمالية وعلى راسهم الاتحاد السوفيتى ليس لان النظام الاشتراكى يشكل خطرا على مصالحها بل لان النبؤات التوراتية كانت تريد ذلك , ومن يقرا التاريخ وكتب اصحاب تلك النظريات امثال فكوياما صاحب كتاب نهاية التاريخ بغض النظرعن كيفية تجلى هذه المبادى فى مجتمعات مختلفه ونهاية التاريخ لا يعنى توقف الاحداث او العالم  عن الوجود ووجود اجماع لدى الناس بصلاحية وشرعية الديمقراطية اللبرالية اى انتصارها على صعيد الافكار والمبادى لعدم وجود بديل يستطيع ان يحقق نتائج افضل على المدى البعيد واخر كرة ارضية لمؤلفه هال لندسى يقول فيه ان دولة اسرائيل هى الخط التاريخى لمعظم احداث العالم فى الحاضر والمستقبل وصراع  الحضارات لصموئيل هنتنجتون التى جادل فيها صراعات ما بعد الحرب الباردة بانها لن تكون متمحورة حول اختلاف ايدلوجيات بين الدول القومية بل بسبب الاختلاف الثقافى والديني بين الحضارات الكبرى فى العالم  يتعرف على ما يجرى بسهولة فالذى نشاهده فى ليبيا واليمن وسوريا والعراق وقبلها لبنان هو فصل بسيط من فصول كثيرة لاتزال غير معروفه فالصراع وان كان يبدو صراع مصالح ولكنه فى حقيقته صراع مبنى على تنبؤات تلمودية, سيكون المنتصر فيها التوراتيين والخاسر فيها المسلمين وهذا ليس محظ خيال اوحلم بل حقيقة ولدت بعد دراسات عميقة للمجتمعات الاوروبية وتزايد نمو المسلمين هناك بنسب اعتبروها مخيفه فى المستقبل . وحتى لا تسحبنا التحليلات التى يتاتى بها محللي الاعلام والاقتصادين الى مواقف ماليه واقتصادية يغلب عليها الجانب السياسى لان ظاهرة التطور والاختراع تتجدد ولن تتوقف رغم الازمات الحالية وصراعاتها
  رغم التغيرات التى طرأت على المشروع الامريكي فى العراق والاندفاع المتهور للنفوذ الايرانى فى العاصمة بغداد وبعض المحافظات وتقدم المطالب الكردية الى الحد الذى لا يبشر بخير للعراق والعراقيين فان افتعال الازمة الاخيرة التى ارادت بها ايران ان تكشف عن نفوذها فى الاجهزة الحكومية وان كانت تتصرف بعكس ذلك , فان الولايات المتحدة كان لها شأن اخر لايبدو مقبولا عند الذين كانوا يراهنوا على الموقف المضطرب فى المنطقة فى حين كان للتيارات الاخرى الوطنية والدينية حسابات متباينة لاتخلوا استنتاجات كان ورائها اعلام متناقض مابين توقع اتساع فى دائرة الصراع الدولى والاتفاق على تقسيم المصالح بين الاطراف الدولية التى كانت تراقب الموقف بدقة وبحذر شديد استعدادا للمرحلة القادمة فالولايات المتحدة ادركت وهى مقبلة على انتخابات جديدة ان من مصلحتها اظهار سياسة جديدة تتطلب منها العودة الى اعادة هيكلة الدولة العراقية بالشكل الذى يعطى للاخرين الفرصة بحجة تصحيح اخطائها التى ارتكبتها فى احتلالها للعراق , واستعدادا الى المرحلة الثانية نحو نظام الملالي بعد اتفاقها الاخير بشان برنامجها النووى الذى سيتيح لها العمل على اثارة قوى المعارضة من الشعوب الايرانية ( العربية الاذرية والكردية) على نظام الملالي عن طريق تسهيل قوى المعارضة لعقد مؤتمرات لها اشبه بمؤتمرات المعارضة العراقية التى سبقت الاحتلال  تمهيدا لتكوين مجتمع ايرانى علماني التطلع يساعدها مستقبلا على اعادة النفوذ الامريكى بعد ازالة خطورة التعامل مع الدول المنتجة للنفط التى كانت وراء ماحدث فى المنطقة تحت شعار الربيع العربي ,  ولاشك فان السيناريو الجديد الذى وضعته للمنطقة سوف يلغى ايضا الدور التركى فى موضوع المجموعات الاسلامية الارهابية الذى تزعمه اوردكان  والتى احتلت مواقع فى العراق وسوريا واعطاءها الضوء الاخضرلبوتين بتنفيذ العمليات الجوية الروسيه بضرب بكثافة تلك المجموعات , ودعمها للسعودية بان تاخذ زمام المبادرة لطرح رؤيتها بشان ازمات المنطقة , ورغم ان الانظمة العربية قبل ان تدرك المصير الذى سيصيبها ,  كان العراق فى عهد الرئيس صدام قد اشار باكثر من مناسبة ومؤتمر ولقاء مع الرؤوساء والملوك العرب وزعماء الاحزاب والمتظمات الى المرحلة الحرجة والدقيقة التى سوف تمر على المنطقة تحت غطاء المحافظة على الامن العالمى من الارهاب الذى روجته الولايات المتحدة بعد تفجبرات 11 سبتمبر التى ارادت ومن خلالها ان تنفذ برنامجها نحو احتلال المنطقة ومن ثمن تبديد ثراوته النفطية تحت مسميات حضارية الاستثمار واقامة الديمقراطية ولاتزال السياسة التى اتبعها الرئيس العراقي " صدام حسين  " بشان المحافظة  على التوزنات الدولية والاقليمية فى منطقة الشرق الاوسط بعيدا عن تدخلات القوى الكبرى وخطورة توجهات ملالي ايران لتاجيج الصرعات المذهبية انسجاما مع المخططات التلمودية التى كان يبشر بها الرؤوساء الامريكان منذ الربع الاخير من القرن الماضى  وكان لتحذيره  المستمر من خلال لقاءاته مع رؤوساء الدول وموتمرات القمة العربية والجامعة العربية بان استقرار المنطقة لايتاتى وهناك تحركات للاساطيل الامريكية نحو مياه الخليج العربي وحاول وبمختلف الوسائل ان يجمع الدول العربية على راى واحد تجاه التغيير الفجائي لنظام الشاه ومجيئ رجال دين ليحكموا ايران بطريقة فوضوية تهدف الى زعزعة المنطقة وتحوبلها الى مناطق لصراعات طائفية لم تعرفها السياسة الدولية من قبل لم تصغى لها الادارات الامريكية وكان ايضا يستقرى الواقع  السياسى ومستقبل الانظمة الوطنية وحذر الولايات المتحدة قبل غيرها بخطورة التلاعب بالنار مع  نظامه وان العراق رغم ان حربه دفاعا عن الامة قد كلفته الكثير الا انه لايزال قويا بشعبه وعمق تاريخه  وان الذى يعتدى عليه سيلاقى الويل وهذا الذى اشار اليه خبراء السياسة الامريكية امثال كيسنجر ثعلب سياستها الخارجية واخرين امثال بن رودز  مستشار الرئيس الأمريكي باراك اوباما والذي يشغل أيضا منصب نائب مستشار الأمن القومي لشؤون الاتصالات الإستراتيجية ، قال في تغريدته هذه أن ما يشهده العراق حاليا ليس بالحرب الطائفية ولا بالفوضى الأمنية التي تخلقها الجماعات الإرهابية ، إنما هو عودة لنظام الرئيس العراقي صدام حسين ، وهو ما يعكس حالة الاستقرار والنظام التي شهدتها وتشهدها المدن العراقية التي سقطت فى 2003  ، ويضيف بن رودز انه وبالرغم من السنيين التي عقبت الغزو الامريكى، إلا انه وما زال نظامه يتمتع بشعبية كبيرة على ارض الواقع بين جموع العراقيين من محبيه وخصومه ، فحتى الأكراد اللذين عانوا في عهد حكم صدام حسين ، استأثروا نظام صدام على حكم المالكي ، والأمر كان جليا عندما امتنع الأكراد من دعم قوات المالكي في الموصل وسمحوا لأتباع صدام حسين من السيطرة عليها  . وفى كل الاحوال فالحرب لا يزال فتيل نارها غير موقد وهى فى عداد التهيئة ولم تظهر حرارتها

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

944 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع