من حكايات جدتي .. الثامنة

                                         

                         بدري نوئيل يوسف

من عادات اهلنا

في تلك الامسية استمرت جدتي بسرد لنا ما حفظته من عادات وتقاليد قالت:
عند العامة في العراق عظم العزيزة يدل على إثارة الفتنة هي قطعة عظم مصدرها الغنم أو البقر، ولا يهم أي جزء من العظام، وإنما المهم أن يكون له شكل بيضاوي تقريباً، بحيث تشبه جزء من جسم الإنسان له رأس وجسد فقط دون أطراف، حيث يتم رسم وجه على الجزء الشبيه بالرأس، ومن ثم يلبس أو يلف في قطعة قماش ويتم تبخيره ومن ثم يتم إلقائه في بيت أو بين جماعة فيسبب لهم الفتنة، وغالباً ما يستخدم عظم المفصل أحياناً يكون موجود من ضمن وجبة الغذاء، فإذا حدث شجار بين أفراد الأسرة على مائدة الغذاء يتم البحث عن عظمة العزيزة في قدر المرق أو بين العظام الموجودة على المائدة، فإذا عثر عليها تلقى خارج المنزل، وأحياناً تلعب الصدفة دوراً فيتزامن حدوث الشجار مع وجود العزيزة على مائدة الغذاء، وبذلك يتم تعزيز المعتقد القائل بقوة عظم العزيزة ثارت الفتنة في العائلة، كما ان القصاب عند اخراجه العزيزة من اللحم يضربها بالسكين حتى يبطل مفعولها الخبيث .
واستمرت جدتي تحكي لنا وكأنها جربت كل العادات قالت :  
من العادات المنتشرة بشكل واسع عند العامة هي وضع سكين تحت رأس الطفل حديث الولادة .
والصحن المكسور (الماعون) يجب ان يرمى خارج البيت، ويمنع منعا باتا طلب الابرة والملح عند وقت المغرب، لأنها تجلب الفقر، ولذلك يجب ان لا تعطي لمن يطلبها في هذا الوقت .
يتفاءلون اصحاب البيت بنحر الذبائح عند الشروع ببناء الدار الجديدة، (عند دك الاساس وعند وضع التكم تمهيدا للتسقيف وعند تثبيت باب الحوش)، وعند اكمال البناء والانتقال الى سكناه يتفاءلون بدفن قطع نقود فضية تحت عتبة الباب عند نصبها وذلك طمعا في الخير والرزق، ويتفاءلون بوضع حدوه حصان قديمة او فردة حذاء قديم او قرني كبش، او رأس غزال او لعابه من القماش محشوة بالحرمل وعليها ام سبع عيون فوق مدخل الدار من الخارج لطرد عين الحسود.
وإذا اعتزم احدهم القيام بعمل ما (وعطس)احد بقربه عطسة واحدة يتريث في عمله قائلا (صبر)اى عليه ان يصبر ويؤجل تنفيذ ما قرر ، وإذا عطس عطستين متتاليتين فانه يقول (راشدة)وينفذ ما عزم عليه
النعال أعزكم الله لا يجوز أن يبقى مقلوب حيث يعتقد بأنه يدعو على اهل البيت بالشر، او على من رآه ولم يقلبه وهي تقال لحد يومنا هذا حتى يقوم الشخص ويعدله .
تمنع النساء الحوامل من روية البومة، وترفض ان يأتي أي شخص بطائر البوم اليها، لكي لا يصبح وليدها شبيه البوم .
 اذا عانى شخص من الم في البلعوم فالأفضل ان تعلق صدفة محارات حول رقبته .
البنت الشابه ... لا يجوز  للبنت الشابة ان تقطع (تمشي) في منطقة متروكة وغير مسكونة وقت الغروب .
ان طائر الططوة ورؤيته يعتبر نذير شؤم، ولكن لتجنب الشر يرد عليه بالقول: ( سجين وملح )، وايضا عواء الكلب يستحسن عند سماع العواء القول: ( عوية بدار صاحبك ) ، اما الارنب فإذا صادفت او اعترضت شخص ما في الطريق وكان في سيارة، فالأفضل ان يرمي نقدا على الطريق وحسب الاعتقاد ان في ذلك تفاديا للشر .
لا يجوز كنس فناء الدار وقت الغروب لكي لا تزول النعمة .
 عند حدوث زواج في القرى نجد عزاب تلك القرية يأتون الى مخدع العروس ويبدأ العروسان بحك ارجل هؤلاء العزاب وذلك اعتقادا من ان هؤلاء العزاب (الشباب والشابات) بان حك ارجلهم عند العروسين سوف يسهل ويسرع في زواجهم ويقولون المثل الاتي (ان انمطرت كاع تتبشر اخوتها).
عندما تضع المرأة الطحين في الصحن المعد للعجين وتبدأ بعملية العجن، يتطاير بعض العجين الى الارض من بين يديها فتعتقد بأنه لابد ان يأتيهم في هذا اليوم ضيف (خطار) ،وبذلك تخبر اهلها معلنة لهم بأنه سوف يأتي اليهم في هذا اليوم ضيف، وذلك لان عجينها يتطاير من الصحن وهو من نصيبهم حسب ما تعتقد.
تحتفظ الام بملابس ولدها البكر لتلبسها لأولادها اللاحقين او اولاد اولادها.
اذا خرج ابو البيت للعمل تلقي زوجته او والدته خلفه الماء اعتقادا بان ذلك يفيد بالرزق والعودة بسلام .
وماذا وجد احدهم قطعة خبز على الارض فانه لا يطأها بقدمه بل يلتقطها ويقبلها ثم يضعها في (فتحة الجدار) او بالقرب منه .
يحذر من قطع شجرة النبق فان قتلت أو تأذت فسيموت احد أفراد المنزل، أو يصاب بأذى شديد ، ويفضل عند قطعها تكليف شخص آخر يفعل ذلك نيابة عن احد افراد العائلة  بشرط أن يضحى و ويجري دما على جذعها أو ساقها.
ومن عادات اهلنا اذا سافر احدهم فان زوجته لا تتصنع ولا تضع الماكياج  (اى لا تتجمل ولا تستعمل اية مادة من مواد التجميل) حتى يعود زوجها.
وإذا سكنت عائلة بجوار عائلة اخرى فمن واجب الجيران تكريم الجار الجديد بإرسال (خبر)فحواه ان غذاء يوم الغد سيكون من بيت فلان ، هذه من العادات اللطيفة التي تتيح الفرصة للعائلة الجديدة في ترتيب البيت وفرشه وتنظيفه فضلا عن ان ام البيت لا وقت لها تصرفه في طبخ الغذاء (لصاحب البيت والجهال). وهي كذلك عادة توطيد اسباب التعارف بين  الجيران وهكذا تبقى العائلة الجديدة مدة اسبوع او اكثر والجيران يتناوبون في ارسال صواني الغداء الحافلة بكل ما لذ وطاب .
من موروثا شعبنا لا بأس من الاطلاع عليها من باب العُلم بالشيء ، مع العْلم ان فيها صفات حميدة جدا وتبقى ذكريات من زمن جميل ، ونتابع حكايات جدتي في العدد القادم
المصدر: بغداديات عزيز الحجية

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

871 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع