ما لم يتعاون العالم بصدق لن يهزم الإرهاب

                                                       

                                   بثينة خليفة قاسم

العملية الإرهابية المروعة الثانية التي وقعت في فرنسا خلال أقل من عام ومن قبلها عمليات أخرى كثيرة في البحرين والسعودية ومصر والعراق وغيرها من الدول تثبت حقيقة واحدة هي أن العالم الذي نعيش فيه ما لم يتعاون تعاونا صادقا على كل المستويات في مواجهة الإرهاب، فسوف يظل الجميع يكتوي بناره.

ونحن نستخدم كلمتي تعاونا صادقا لأن العالم حتى الآن لم يتعاون بإخلاص في مكافحة الإرهاب، رغم التصريحات المشددة التي تقال ليلا ونهارا كلما وقعت عملية إرهابية حول مكافحة الإرهاب وضرورة وقوف الجميع صفا واحدا في مواجهته.
العالم لم يتفق حتى الآن على تعريف محدد للإرهاب، وبالتالي لن يكون هناك تعاون حقيقي في مكافحته.
ولا نبالغ إذا قلنا إن الإرهاب الأداة التي يستخدمها البعض حاليا في صياغة العالم الجديد ورسم خرائطه التي يريدها اللاعبون الكبار.
العالم لا يتحدث عن الإرهاب بلغة واحدة في كل المواقف، فعندما تقع عندنا حوادث إرهاب وتسيل دماء وتتدمر منشآت، نجد العالم يحدثنا عن حقوق الإنسان وعن ضرورة حلحلة ملفات معينة، ولكن عندما يحدث الإرهاب على الجانب الآخر من العالم نسمع لغة أخرى ونرى إجراءات أخرى، فعندما وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، أعلنت أميركا أنها في حالة حرب وبررت لنفسها خرق كل القوانين لأنها في حالة حرب ولأنه لا شيء فوق أمنها واستقرارها وأرواح مواطنيها ولها كل الحق في حماية نفسها.
أميركا من أجل حماية نفسها اخترقت كل شيء حتى سيادة الدول الأخرى وقامت بملاحقة كل من أرادت ملاحقته في كل بقعة من العالم، وقالت من ليس معي فهو مع الإرهاب، وأنشأت أكبر معسكر للاعتقال والتعذيب عرفه التاريخ وقدمت للعالم اختراعات في فن التعذيب لم تعرفها الانسانية من قبل، مثل الإيهام بالغرق، وكانت وسائل الإعلام تتابع أخبار التعذيب وكأنها تتابع مباريات رياضية ومارس العالم فن الفرجة أو المشاهدة طوال سنوات.
وعندما وقع الإرهاب في فرنسا، قال الرئيس الفرنسي “نحن في حالة حرب”، وأعلن حالة الطوارئ واستدعى الجيش إلى شوارع فرنسا دون أن يهتف أحد ضد العسكر كما يحدث في بلاد العرب، ولو أن قوات الأمن وقوات الجيش الفرنسي قامت بذبح آلاف المسلمين في فرنسا في تلك الليلة الدامية لما اعترض عليها العالم!
لابد أن يكون الرأي واحدا والمعلومات مشتركة والتحرك واحدا ضد الارهاب أينما وقع، ولكن إذا ظل العالم على هذه الحالة، فسوف يبقى الارهاب ويزداد.
إن بقاء الإرهاب بدون تعريف موحد حتى الآن معناه أن الارهاب يكون أداة لدى هذا الطرف أو ذاك يستخدم في تحقيق أهداف وتأديب دول وتركيع دول أخرى.
الإرهاب شيء واحد ولكن اختلاف المصالح وصراع القوى الدولية والإقليمية هو الذي يمنع العالم من الانتصار عليه.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

639 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع