سيبقى العراق قويا ومتماسكا فى مكوناته تجمعه المحبة والاخوة والتاريخ

                                                   

                            فلاح ميرزا محمود

الغزو الامريكي للعراق عام 2003 م كان بداية اختبار لتاسيس مد طائفى جديد فى العراق تحت اسم  السنة والشيعة رغم ان القيادة الدينية للمذهب الشيعى فى هذه المرحلة تولاها رجل دين بمنزلة السيدالحجة السيستانى تلميذ الخوئي الذى يختلف مع الخمينى اختلافا كبيرا حول الدور السياسى للحوزة العلمية

وقال بضرورة الفصل بين السياسة والحوزة وبذلك فهو اقرب الى الاعتدال وابعد مايكون عن السلوك الثورى الذى تنادى به حوزة ايران ,ولكن وفى ظل الاحداث التى وقعت فى العراق اخيرا وتربع الاحزاب الدينية سدة الحكم حدثت تغييرفى بعض ماتمسكت به بهذا الجانب  وكما اشرت بياناتها مؤخرا وصرحت به بانها على اتفاق فى الرأى مع السياسين والحركات الدينية فيما تدعو اليه باعتبار ان المكاسب التى تحققت لابد من المحافظة عليها وترسيخها لما له من تأثير على المذهب وتابعيه فى المنطقة وليس فى العراق فقط والمطالبة بان يكون لها صوت عالى فى ادارة الحكم داخل بلدانهم وبهذا التفاعل المتسلسل ستكون له محصلة اجمالية ومزيد من الصلاة الثقافية على امتداد الهلال الممتد من لبنان الى الباكستان .ولاشك بان الرأي هذا بحاجة الى توضيح.
قبيل الغزو الامريكي فى عام 2001-2002  كان عراقيوا المعارضة فى الخارج وبعد سلسلة من الاجتماعات قد قرروا بقاء الاكراد كتلة قومية لوحدهم فى مقابل ان يتخلى العرب عن قوميتهم ليتوزعوا طائفيا بين المذهبين السنى والشيعى وكان ذلك ليس بقرار امريكى بل تحت تأثير ايران والتزمت به المعارضة , هذا الواقع المنتحل هو الذى سيغير صورة العراق على الادارة الامريكية صحيح ان ايران لاترغب ان ترى دولة كردية ولكن الاصح  ايضا انها لاترغب ان ترى العراق عربيا, ويبقى ان يذكر على انه عربيا بتهمة تلحق باتباع المذهب السنى على عكس اتباع المذهب الشيعى بانهم فقط  كانوا شيعة  من غير ان يوصفوا بالعرب , من يومها تم استضعاف العرب فى البلد الذى اشرقت منه ذات يوم الحضارة العربية وهو مايدفعنا الى القول ان شيعة العراق كانوا ضحية لمشروع ايرانى لم يكن الهدف منه اقامة دولة شيعية بل كان  هدف ايران محو العراق العربى ليكونوا شيعة العراق من بعده فاقدى الهوية , لذلك فانها تشترك مع الدولة العبرية والصهيونية بادعائها تاريخيا بان الشيعة كانوا خلال حكم العباسين مظلومين ولن ينفعهم ماقام به الخليفة المامون من اعادة التوازن لهم بتعينه الامام موسى بن على بن موسى الرضا(الامام الثامن) ولى للعهد والذى توفى فجأة وقيل انه مات مسموما وهو امر مختلف عليه لذلك ومنذ ذلك التاريخ لم يفكر الشيعة او ممن تبعهم القيام بأي مشاركة فى ادارة الحكومات وكان ذلك خط احمربالنسبة لهم وغير مستحب وفضلوا الاعمال الاخرى وخصوصا فى مجال التجارة فى انتظار الوقت الذى يظهر به المهدى ليقيم دولتهم وهو اعتقاد راسخ وكان دعائهم اليومى ينتهى بجملة (عجل الله فرجه) ومن كل ذلك كان لرجال الدين فى ايران وعلى راسهم الخمينى مخرجا دينيا فاخترعوا مبدأ ولاية الفقيه الذى ومن خلاله اختلفوا مع شيعة ال بيت الرسول عليه وعليهم الصلاة والسلام واعتبروا ذلك تعويضا مؤقتا عن غياب امام الحجة الذى لم يظهر بعد, وبعكس ذلك فان كثير من دعاة المذهب من العراقيين لازالوا بين الشك واليقين فيما تدعوهم اليه حوزة قم ولايؤمنون بهذا الرأى وفضلوا ان يكونوا رهائن لغيب لايعرفون شيئا عنه على يسلموا امورهم لرجل دين قد يذهب بهم بغير ما عرف عن اصول المذهب   .    لقد جلب المحتل الامريكى مجموعة من سياسى العراق متلبسين بعباءة الدين بدفع من ايران والذين ارتضوا ان تحتل بلادهم ويذل شعبهم لقاء تسهيل وصولهم الى السلطة على اعتبار انهم ممثلى الاغلبية المذهبية فى حين ان العراق وكما هو معروف لم يميز بين مواطنيه على اساس الانتماء الدينى او العرقى  وكانت هناك حدود معينة من المواطنة لم تصل الى الدرجة القصوى  يتمتع بها العراقيون من دون تميز فى ظل انظمة سياسية تميزت طريقتها فى النظر الى السلطة بشعور تملكي مبالغ فيه لكن ذلك ازيل بعد 8 سنوات من حكم متطرف وطائفى وغير نزيه تلك حدود لم يكن للمواطن ينظر اليه العراقيون باحترام بل اصبح الولاء لتلك الفئات والاحزاب هو المقياس وهو الذى يخاف منه العراقيون الذى يستدعى شعور بخطر اندثار مواطنتهم لهذا بدأت فكرة المهاجرة والتغرب وترك العراق ونسيانه وهو ماكان يسعى اليه الذين يكرهون الدين الاسلامى وغيره من الاديان السماوية الاخرى فالملايين التى هجروا والذين فى طريقهم الى الهجرة سيساهم فى افراغ العراق من اصوله ومكوناته وتاريخه, لكن الحقيقة التى يجب ان لاتغرب عن البال بان الذى على العراق فيما مضى وكما يقول تاريخية كان اشد وامر ولكنه وبفضل تلاحم مكوناته وصلة القرابة والحب والمودة التى تجمعهم تجاوزوا ذلك وعاد العراق مزهوا ومعطرا بنسيم هواءه واشجاره وعذوبة ماءه وبشماله وجنوبه وعلومه وكما قال عنه رب العزة  لقد اودعت فيه خزان علمى هناك فرق كبير بين التعصب والطائفية كحالة فكرية او سلوكية تتسم بها بعض الجماعت وبين المذاهب الفقهية والكلامية والاتجاهات الاسلامية المختلفة التى ولدت ضمن تطورات فكرية وتاريخية مختلفة ربما لاتكون العصبية الطائفية من سماتها ويقول الامام على عليه السلام( فان كان لابد من العصبية فليكن تعصبكم لمكارم الخصال ومجاهد الافعال ومحاسن الامور) . ان التمسك بالبعد الوطني ورفض التبعية حالة مطلوبة وان وقفت  تتقاطع مع قوة الدعاية التى تحملها الطائفية السياسية بزعمها التعبيرعن اتباع المذهب وانهاء الطائفية هروبا من تنسيقها مع نظم سياسية اقليمية يعبر عن مصلحة ابناء الطائفة على حساب وجودها الوطني الذى  يمثل استغلالا مزعوما لها وان دمج اليات الحياة اليومية للشعب باليات اشتغال مؤسسات الدولة بواسطة منطق الطائفية وفلسفتها التى تمارسها الحركات السياسية الحاكمة بأدعاء ان ذلك يمثل التعددية الطائفية تحديدا امر من التزيف والخطورة بما لايقل توصيفا انه ادعاء تضليلى فهذه الفلسفة تعنى عمليا تعارضا فعليا  هو الاخطر مع الوحدة الوطنية ويعنى تفكيك وحدة المجتمع وعلاقات مكوناته وطنيا  وعندها تتحول الطا ئفية الى مشروع للتفريق والتباعد بين ابناء الشعب الواحد من خلال التعصب للتفكير الطائفى الجمعى الذى يستخدم الدين او اى نسق عقائدى اخر بشكل سلبى فيؤدى ذلك بدوره الى احضار مقومات التقارب والوحدة الوطنية  واتخاذ الحوار السلمى والتعايش المشترك بين ابناء الشعب الواحد
 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

492 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع