العبادي التغيير\ الاصلاح \ التهدئه

                                     

                    د.علي حسين علي

التظاهرات التي اجتاحت مدن العراق منذ فتره قريبه لم تكن وليدة الصدفه بل سبقتها تظاهرات واعتصامات قامت بها  ستة محافظات وكانت لديها حزمة مطالب اقل بكثير مما تطالب به تظاهرات اليوم ولكن مع الاسف كان التعامل مع الاولى بنفس طائفي غبي من لدن رئيس الحكومه وبتشجيع خارجي معروف لكتم اصوات مكون معين ولم يتم التعامل مع هذه التظاهرات كما حصل مع تلك والسؤال موجه الى المرجعيه لماذا هذه الازودواجيه في التعامل ؟

على كل حال ماحصل من نتائج للاعتصامات في المحافظات السته يؤوسس لقضيه قانونيه كفلها الدستور وذهب ضحيتها ابرياء ودماء واملاك وفوق كل ذلك سمحت تصرفات الحكومه الرعناء الى الارهاب ليجد مبررات دخوله الى هذه المناطق بسهوله وهذه قضيه جنائيه تضاف الى قضايا رئيس الحكومه نوري المالكي يجب تفعيلها لكي لايبقى ظلم معلق لعراقيين عانوا من حاكم غبي وفاسد ..
لم تكن التظاهرات وليدة الصدفه باستشهاد مواطن بصري ولا بشحة الكهرباء وسوء الخدمات لان كل ذلك عوامل ثانويه وبالرغم من تأخر رد الفعل الشعبي المطلوب لمدة عشرة سنوات ولكنه ظهر في الاخر وبشكل يكاد يكون مفاجيء للبعض وغير مفاجيء لمن تابع اجراءات امريكا في العراق بعد داعش .والتظاهرات هي ايضا وليدة تراكمات أخطاء فادحة قامت وتقوم بها أطراف خارجية لها علاقة مباشرة بإدارة السياسة والحكم في العراق خاصة أمريكا وإيران، وأخطاء أكثر سوءاً قامت بها الطبقة الحاكمة التي جاءت برضى الاحتلال ودعم إيران على أسس من المحاصصة الطائفية والعرقية، لذلك فإن موافقة رئيس الحكومة حيدر العبادي على حزمة إصلاحات أولية وموافقة مجلس الوزراء بالإجماع وكذلك موافقة مجلس النواب بإجماع الحاضرين أيضاً يومي الأحد والثلاثاء 9 و11 أغسطس/آب الجاري يمكن أن تكون مجرد مسكنات أو محاولة لاحتواء الغضبة الشعبية التي خرجت تطالب بالتغيير وليس فقط بمحاسبة ومحاكمة الفاسدين والمسؤولين عن الفساد من رأس السلطة في العراق إلى أدنى مستوياتها، ويمكن أن تكون خطوة على الطريق الصحيح للتغيير داخل العراق، وهذا ما سوف تؤكده أو تنفيه تطورات وأحداث الأيام القادمة.

ان أهم الشعارات التي رفعت خلال تلك التظاهرات ذلك الشعارالمهم و العميق الدلالة الذي يقول: «لا سنية ولا شيعية.. تسقط دولة الحرامية»، الأمر الذي حفز البعض للتفاؤل بأن هذه الحركة الشعبية يمكن أن تؤسس ل «تيار وطني جديد» يتجاوز الطائفية والمذهبية والتقسيمات العرقية بقدر ما يتجاوز التبعية سواء لمرجعية دينية داخلية أو لسطوة دولة إقليمية مجاورة تملي شروطها على الطبقة الحاكمة في العراق. فقد تركزت مطالب المتظاهرين في الدعوة إلى تفعيل جهاز الادعاءالعام بوصفه ممثلاً لحقوق الشعب العراقي، إضافة إلى تشكيل قوه لحماية الجهاز القضائي من ضغوط الساسة الفاسدين، وإنشاء هيئة لتجميع ملفات الفساد واصلاح هيئة النزاهه الفاسده وتقديم مالديها للقضاء بشكل مباشر، وإعطاء الأولوية لمطلب إبعاد القضاء والهيئات المستقله عن المحاصصة الطائفية.
يقودنا التساؤل حول  حزمة لا تقل أهمية من التساؤلات أبرزها: هل ستسمح الطبقة الحاكمة بالاستجابة للمطالب الشعبية الحقيقية بعد حزمة العبادي الإصلاحية التي جرى دعمها اختياراً أو إجباراً من القوى والكتل السياسية المتنفذة في السلطة والبرلمان خشية الضغط الشعبي، وما هي آليات التغيير التي يمكن أن يكون في مقدورها فرض التغييرات المطلوبه: هل باجراء انتخابات مبكره ، أم يقوم البرلمان بإصدار حزمة أخرى من القوانين   الأكثر جذرية، أم بتعديل الدستور أو حتى تغييره؟
من في مقدوره أن يفعل ذلك، وهل التظاهرات الشعبية قادرة على مواصلة مشوار التغيير بتطور التظاهرات إلى اعتصامات وخوض تجربة موجة ثورية على غرار التجربتين التونسية والمصرية، ومن يضمن ألا يكون المآل هو المصير السوري أو حتى اليمني؟
التظاهرات تحمل شعارات واكثر شعاراتها طلبا للاصلاح ولكنها تفتقر للتنظيم ومن السهوله خرقها وقد حصل ذلك فعلا في البصره وبغداد وغيرها وهي تحتاج الى تنظيم سياسي وطني لتشكيل تيار تقدمي فاعل يقود عملية التغيير والاصلاح واستمرار التظاهرات لايعني تحقيق المطالب بالرغم من الدعم القوي للولايات المتحده الامريكيه لعملية التغيير ولكن ذلك لايعني شلل قدرة الخصوم الذين بدؤا برد الفعل لاختبار القوه مع المتظاهرين .. وفي الجانب الاخر فالسؤال المهم هو هل العبادي مؤهل شخصيا للقيام بدور المصلح وخلفيته تشير الى انه رضع من نفس الثدي الملوث من حزب الدعوه اضافه الى ضعف الشخصيه والخوف والتردد الذي يعاني منه ؟؟ وكان هذا واضحا في توجيه المرجعيه في النجف اليه ان يكون اكثر جرأه وشجاعه ..
هناك بوادر صراع بين الخط الديني على المستوى الحكومي والشعبي وبين المتظاهرين وقد ظهرت بوادر ذلك في الجمعه الماضيه اضافة الى رد الافعال لبعض الشخصيات التي تشير الى ان التظاهرات تريد الغاء الدوله الدينيه وقد يكون هذا صحيحا الى درجه كبيره لان الدوله لايمكن ان تندمج مع متطلبات الدين ولابد  من دوله مدنيه بعيده عن الدين وفصله عن السياسه وهذا رأي المرجعيات السنيه والشيعيه .
ماتم لحد الان من اجراءات لايعدو كونه عملية ترقيع وترشيق ولم يشهد الموقف العراقي اصلاحا جريئا بمعنى الكلمه ولذلك فان العراق ليس بحاجه الى ترقيع ومحاباة كما يحصل اليوم مع بهاء الاعرجي وتعينه سفيرا في سويسرا ومع غيره وكأن المشكله في شخص او اكثر بل المشكله اعمق وهي مشكلة نظام سياسي فاشل بحاجه الى ثوره شامله لتغيير المفاهيم التي سادت بعد الاحتلال وتجتث الفساد بجرأه وتعيد الكفاءات وتعمل بموجب ضوابط علميه في اختيار الاشخاص بعيدا عن الحزبيه والطائفيه والسيد والحجي والعلويه ..
 ان موافقة الكتل السياسية ومنها  التحالف الوطني الشيعي على حزمة إصلاحات العبادي يمكن توصيفها على أنها عملية امتصاص لغضب الجماهير من جهه ومحاولة للحفاظ على النظام القائم لكن هناك من يتخوف على النظام الديمقراطي  والتعددية  مثل إياد علاوي الذي حذر من «نشوء ديكتاتورية جديدة تحصر الإصلاحات بيد شخص واحد» (يقصد رئيس الحكومة). كما أن موقف هذه الكتل من إصلاحات العبادي تتوقف على اختياراته للمسار الذي، من خلاله، سيسعى إلى تحقيقها: هل سيستبدل نظام المحاصصة بنظام الكفاءات والتكنوقراط، أم سيلجأ إلى فرض نظام حكم الأغلبية، أي حكم «التحالف الوطني» وبالذات حزبه «حزب الدعوة»، كما تتوقف أيضاً على مدى تجاوب الحشد الشعبي المدعوم من إيران مع هذه الإجراءات أو التطوير في خصوصية النظام وعلاقته بإيران، خصوصاً في ظل دعوة رئيس الأركان الإيرانية اللواء حسن فيروز أبادي الشعب العراقي «سنته وشيعته» إلى «الحذر من مكائد الأعداء في الداخل والخارج» وقوله: «إن بعض الأزمات في العراق مصطنع، والدعوة للتظاهرات تتم بتحريض من مجموعات معروفة،   , ويقصد امريكا ودول الخليج وتركيا طبعا .
التغيير مطلوب والاصلاح مطلوب والوجوه الكالحه التي تسيدت على العراق لابد لها ان تغادر الى المحاكم او الى المزابل ولكن يبقى السؤال المهم هل العبادي جاد في الاصلاح ولماذا لم يستقيل من حزب الدعوه لاعطاء نفسه مصداقية اليس حزب الدعوه هم راس الفساد والسرقه وضياع اموال العراق وتهجير اكثر من ثلث العراقيين والثلث الباقي تحت خط الفقر والتعليم فاشل في جميع مستوياته وهضم لحقوق الانسان وخاصة المرأه وضياع حقوق الناس واستشراء الرشوه والمحسوبيه ..
هل العبادي قادر على معالجة ذلك ؟؟ انتظروا انا معكم من المنتظرين

سلاما ياعراق

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1027 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع