القشة التي قصمت ظهر القذافي !

                                         

الدكتورعبد الرزاق محمد جعفر
استاذ جامعات بغداد وطرابلس  وصفاقس/ سابقاً
يقدم فصل من كتيب شـاهد عيان لنظام القذافي
بمناسبة صدور حكم الأعدام بحق سيف الأسلام

            

          

القشة التي قصمت ظهر القذافي !
في يوم الأربعاء 21 ديسمبر 1988م. انفجرت الطائرة البوينغ 747،التابعة لشركة بان أميركان(PANAM)أثناء تحليقها فوق قرية لوكربي الأسكتلندية، واتهمت ليبيا بمسؤليتها عن الانفجار.
صدر قرار من مجلس الامن في 31 مارس 1992 يحمل الرقم 748 بأغلبية 10 أصوات بينها دولة عربية وامتناع 5 أعضاء عن التصويت، يوجب على ليبيا الاستجابة لطلب الدولتين، ويهدد بفرض عقوبات عليها من بينها حظرالطيران منها واليها.
الدول الأفريقية قررت في قمتها التي انعقدت في(واغادوغو) عاصمة بوركينا فاسو(, في العاشر من  يونيو 1998 , كسر الحظر المفروض على ليبيا!
في الرابع والعشرين من اغسطس 1998م. اتفقت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بمحاكمة الليبين المتهمين بالتفجير في هولندا بـ (كامب زيس(, حسب طلب ليبيا. وعلى أية حال فقد أدانت المحكمة أحد المواطنين الليبين(عبد الباسط المقرحي) استنادا على قرائن ظرفية وبرأت الاخر  (لامين فحيمة)!
قبلت ليبيا رسميا مسؤوليتها المدنية دون الجنائية باعتبارها مسؤولة عن موظفيها، ولذلك فإن الحكومة اقرت بمسؤوليتها عن تصرف عبدالباسط المقرحي.
دفعت الجماهيرية الليبية العظمى, تعويضات تبلغ قيمتها مليارين وسبعمئة مليون دولار لأسر الضحايا , بسبب عمل طائش بأمر من جهة عليا متنفذة في القرار السياسي,..وهكذا رأينا كيف استقبل المقرحي بعد أن أطلقت الحكومة الأسكندلية سراحة, واستقبله سـيف الأسـلام , أستقبال الأبطال على سلم الطائرة التي أقلته الى طرابلس!
لا زالت أثار وتداعيات قضية لوكربي مستمرة إلى يومنا هذا خاصة بعد الشهادة التي أدلى بها الشاهد الأساسي في هذه القضية (اولريش لومبرت(,فأثارت من جديد ملف القضية الموسومة بـ (لوكربي(, من جديد وجعل العديد من المحللين والسياسين والقياديين وحتي اسر الضحايا يعيدون النظر والتحليل والدراسة لهذه القضية التي حرفت مسيرة ثورة الفاتح من سبتمر الى الوراء!
حاولت ليبيا منذ البدء الإسـتناد  على البراهين التي كانت تصب في صالح ليبيا, فعندما اعترضت ليبيا على تسليم اثنين من مواطنيها كان ذلك نابعا من أن كل القوانين والأعراف الدولية تمنع أن يكون التسليم بهذه الطريقة, وإن ليبيا تمسكت بما تنص عليه "اتفاقية مونتريال",  في مثل هذه الحالات, لذلك فإن أول قرار صدر من مجلس الأمن، والذي يحمل رقم (731) يعتبر انتهاكا لأبسط متطلبات السيادة الوطنية!..
إن تحمل نظام القذافي لأثار الحظر لأكثر من عشر سنوات, كان نتيجة طبيعية, لأعتقاده من ان الزمن يكفل نسيان ما حدث!..  وقدم الأعلام العديد من الوقائع للبرهنة على عدالة قضية دفع ثمنها الشعب الليبي , الذي أجبر على التقشف والسفر الى تونس او مالطا عندما يرغب  بالتوجه جواً الى خارج ليبيا!  ومما عززموقف النظام الليبي ,هوأفتراء الشاهد(اولريش لومبرت(, وتزييفيه للحقيقة.
لقد كانت (قضية  لوكربي(،المحصلة للمواقف السياسية الليبية ، المعارضة لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها, ألا أن التغير الواضح في السياسيات والمواقف الليبية بعد أحتلال العراق سنة 2003 , يمكن أن يعيد النظر في لوكربي والبحث عن ضحية تحمل عبْ القضية!,..
مع محبتي للشعب الليبي!

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

918 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع