حجاب الطفلة الغجرية

                                               

                                  دلع المفتي

طفلة لا تتعدى الخامسة من عمرها، بيضاء جميلة تجول بشارع إدجوار في لندن بحجابها الأسود وثيابها المهترئة، تحييك بـ«السلام عليكم» بعربية ركيكة ثم تمد يدها طالبة العون، وعندما تسألها من أين هي، تقول: مسلمة من البوسنة. تضع في يدها بضع جنيهات، تشعر بالسعادة أنك ساعدت «مسلمة» ثم تذهب في طريقك.

سأصدمك.. إن كل ما أتى في وصف الطفلة كذب ودجل ما عدا أنها جميلة. فالطفلة لا هي من البوسنة، ولا هي مسلمة ولا هي محتاجة. الطفلة فرد من عصابة من الغجر الرومانيين الذين احتلوا شوارع لندن أخيراً، يفترشون الحدائق، ينبشون القمامة، يقضون حاجتهم في الشارع، ويتسولون.

في برنامج وثائقي مهم على قناة الـ«بي بي سي»، قام الصحافي جون سوييني بتتبع أولئك المتسولين لمدة ثمانية أشهر وصورهم سراً في شوارع لندن وهن يبحثون عن ضحاياهم، خصوصاً بين السياح العرب. اكتشف الصحافي أن أولئك النساء والأطفال يعملون لحساب عصابات منظمة، «مافيا» تستغل أطفالاً ونساء يتم تهريبهم من رومانيا إلى بريطانيا، ويصبحون عبيداً لها. وقد سافر الصحافي إلى رومانيا في بحثه عن الحقيقة، فوجد فيللاً وقصوراً وسيارات فارهة وأموالاً وأسلحة وذهباً، تم التحفظ عليها بعد مداهمة الشرطة هناك عدة مراكز لرؤساء تلك العصابات.
إن تلك الطفلة ذات السنوات الخمس تجني من تسولها يومياً ما يجنيه موظف بنك شهرياً، وتلك السيدة العجوز التي تقول إنها بلا مأوى، وإنها أم لستة أطفال صغار لا تجد ثمن حليب ودواء لهم ما هي إلا آنسة بكامل صحتها، حالما تنتهي من «وظيفتها» اليومية في التسول، تنزع حجابها في محطة القطار وتتوجه إلى منزلها في منطقة كرويدن، بكل نشاط وسعادة بعد أن نجحت بسرقتكم.
عندما وقّعت بريطانيا اتفاقية بينها وبين رومانيا وبلغاريا عام 2007 تسمح بموجبها دخول هاتين الجنسيتين أراضيها من دون فيزا، أصبح هناك ما يقارب 183.297 رومانياً ورومانية على أراضيها، أغلبهم يمتهنون التسول، غير المجرم قانوناً، إذ تكتفي الشرطة بتحريكهم من الأماكن الموجودين فيها، فيتحركون من شارع للعرب إلى مسجد للمسلمين، بعد أن وجدوا ضالتهم «الأنسب» بين السياح هم العرب والمسلمين الذين يتعاطفون مع «حجاب»، و«السلام عليكم» وكلمة «الله» التي تعلمها أولئك النصابون ويرمونها بكل استعطاف.
في يوم من الأيام رأيت شاباً عربياً في لندن يرمي في حضن واحدة من أولئك النساء رزمة من الجنيهات، وأنا أقصد «رزمة». عزيزي الكريم المعطاء.. هناك من هم أبدى من هذه النصابة بكرمك، ومن هم أكثر حاجة وعوزاً في بلادنا. فلا داعي لتبرعاتنا أن تهاجر معنا.
آلاف العرب سيئمون لندن خلال شهور الصيف، بكامل زينتهم، مجوهراتهم وأموالهم. كونوا حذرين، وتبرعوا بأموالكم لمن يستحقها من مساكين العرب.. فلقد أصبح لدينا الملايين منهم.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

824 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع