حزب الدعوه والاستمرار في حكم العراق

                                             

                        د.علي حسين علي

لم يمر العراق في تاريخه الحديث منذ تاسيس الدوله العراقيه ولغاية الاحتلال الامريكي بظاهرة سياسيه يخيم عليها الفشل الكبير والتخبط الاعمى والفساد والتوجه غير الوطني والنزعه الطائفيه كما مرت على العراق في هذه السنين الاثني عشر من تاريخه التي اتشحت بالسواد والتي تزعمها حزب ديني لايملك من رصيد العراقيين الا القليل جدا ولكن امريكا وايران ارادا ان يتولى هذا الحزب مصير ومقدرات العراق في اصعب فتره من تاريخه المعاصر ..

ولانريد ان نستعرض تاريخ هذا الحزب المتنقل  باحضان اعداء العراق من ايران الى بريطانيا الحاضنه الام للاحزاب الدينيه العراقيه وخاصة الشيعيه منها  الى سوريا صاحبة العداء التقليدي للعراق وحتى اسرائيل من قبل البعض والكويت واخرين   ,, كما لانريد ان نتعرض للشخوص التي قادت هذا الحزب والانشطارات التي اصابته كما هو حال الفرق الدينيه الاخرى ولكننا لابد ان نتطرق الى ان هذا الحزب وخلال فترة حكمه للعراق وعلى مدى ثلاث مراحل الاولى متنوعه بين العلماني اياد علاوي وامين عام الدعوه الجعفري ثم الثانيه التي حكم فيها  المالكي لفترتين والثالثه لحيدر العبادي وفي هذه الفترات الكثير من النتائج والاستنتاجات السياسيه والتنظيميه والتمزق التنظيمي والخلافات الداخليه والعقائديه اضافة الى الخراب والتمزق والفساد الذي اصاب العراق والعراقيين ..
حزب الدعوه لايملك اي نظريه استراتيجيه او ايدولوجيه واضحه ولذلك كثرت في التنظيرات والانقسامات ماعدا ما خلفه محمد باقر الصدر من كتابات واحاديث والتي خضعت لجدال بين المؤيدين والاعضاء وتشضت الافكار والمفاهيم واختلفت الاراء ومن ثم تعددت الاهداف والتقاطعات فيما بين الاعضاء .
حكم حزب الدعوه العراق ابتدءا من ترأس ابراهيم الجعفري الحكومه الانتقاليه لمدة عام 2005 – 2006 بدون اي وضوح او ملامح ايديولوجيه سوى تحشيد الشارع الشيعي طائفيا  والانحياز لايران والرضوخ لامريكا وكانت تلك الحقبه قد شهدت صراعا طائفيا وتسيد الغوغاء على الشارع والقانون وكثرت فيها الجرائم الطائفيه وتصفيات علماء العراق وضباط الجيش واساتذة الجامعات والاطباء لانهم من طائفه احرى ولم تشهد اي حس وطني شريف يخدم العراق .
يقول الصدريون وهم اتباع مقتدى الصدر والذين يدعون انهم على نهج الصدر الثاني وعلى خلاف شديد مع حزب الدعوه والمجلس الاعلى والحوزه في النجف ولهم اراءهم الخاصه يقولون ان من دعهمهم خلال الفتنه الطائفيه الكبرى بعد تفجير المرقدين العسكريه في سامراء هو ابراهيم الجعفري ونوري المالكي وهذا دليل على ان حزب الدعوه نحى منحى طائفي بعيدا عن الوطنيه التي يفترض ان يكون عليها اي حزب يتحدث باسم العراق ,, وما تلى من حكم نوري المالكي اثبت ان الحزب ليس له اي دور على الصعيد القياده ولاعلى الصعيد الشعبي في رسم السياسات والقرارات وان الديكتاتوريه هي التي كانت تتحكم بالحزب والاملاءات الخارجيه وحتى الحوزه وصلت في بعض الاحيان على خلاف كبير مع الحزب وخضعت للتهديد العلني من لدن المالكي يضاف الى ذلك الخلافات بين القياده الرئيسيه للحزب وتفكك الخط الاول من كمال الساعدي ووليد الحلي وابراهيم الجعفري والعنزي وغيرهم ممن كانوا يتجمعون لاغراض المصلحه الخاصه والطائفيه وعاد حكم الدعوه الى نفس اسلوب الاحزاب القوميه الواحده  .
لقد كان التحول في الحزب هو مجيء الدكتور حيدر العبادي وهو احد اعضاء تنظيم حزب الدعوه ( جماعة لندن ) وعلى خلاف مع المالكي ( جماعة سوريا ) وعلى خلاف مع العنزي ( جماعة الكويت ) وعلى خلاف مع الجعفري واخرين ( جماعة ايران ) وجماعة الحوزه الصامته ,, ولحد الان لم يظهر من العبادي كما كان من سلفه المالكي اي صوره لاستراتيجية الحزب وآرائه ومشروعه لحكم العراق ونظرته لتنوع الفيسفساء العراقيه كما يحلوا للبعض تسميتها ولامن رأي بما فعله المالكي من احداث تسببت في حرب طائفيه وهدر المليارات وسرقات قام بها الحزب واعضاءه وتبوء المالكي منصب الامين العام للحزب دون اي مسائله من الحزب عما فعله وعن فشله الذريع في قيادة العراق هو اخرين من اعضاء حزب الدعوه ؟؟
هل يستطيع العبادي تصحيح المسيره التي بدأت بالعماله للاجنبي والرضوخ لايران والانبطاح للمحتل وارتكاب الجرائم والقتل والسرقه والفوضى ؟؟ اليوم العراق كله من اقصاه الى ادناه مشغول بداعش وحتى ننسى ما جرى لابد ان نرى ونلمس ماهو اكثر مما مضى من القتل والتهجير ولكن تبقى الاسئله المشروعه ,,
هل حزب الدعوه صالح لحكم العراق وخاصة بعد التجربه المريره التي خاضها العراقيون خلال تحكمه الفاشل ؟؟
وهل سيبقى العراقيين الذين افقدتهم الطائفيه عقولهم يركضون خلف نعش حزب الدعوه وهم يضنون انه حي ؟؟
وهل سيستمر المجلس الاعلى وطموحه في قيادة العراق وهو الذي يدعي بانه قاتل النظام السابق من خلال ايران ؟؟
وهل سيرضى التيار الصدري البقاء تحت خيمة الدعوه الممزقه وهو الذي يملك جماهير واسعه تفوق الدعوه بكثير ؟؟
وهل موافقة الحوزه على ابعاد المالكي هي الخطوه الاولى لتنحية الدعوه من المشهدالسياسي العراقي ؟؟
وهل سنشهد اياما اكثر سوءا مما شهدناه فيما مضى من  ال 12 عاما السوداء ؟؟
سيكون الجواب بعد ان تقرر امريكا وحليفتها ايران انهاء مسرحية داعش لنرى الصراع على حقيقته بين حلفاء الامس واليوم واعداء الغد القادم حتما لانه سيكون صراع نفوذ غربي ايراني عربي  ...
ودمتم بخير ياعراقيين


  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1003 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع