في الاردن اخوتنا المسلمين يدعمون النازحين وفي بغداد الكلدان يدعمون نازحي الانبار

                                              

                         د .غازي ابراهيم رحو
 
باهتمام بالغ من سفارة العراق في الاردن  وبهمة ناشطين عراقيين مسلمين ومسيحيين  وبدعوة كريمة من سفير جمهورية العراق  الدكتور جواد هادي عباس ومتابعة لجنة اغاثة النازحينز..

 تم عقد لقاء في سفارة جمهورية العراق  في الاردن وبحضور مجموعة من الخيريين من ابناء العراق اللذين حرصوا على ان يقدموا لاهلهم واخوتهم مسيحي العراق النازحين من الموصل والقرى والقصبات المحيطة بها  في سهل نينوى  كل الدعم والاسناذ في محنتهم هذه  وخاصة النازحين المسيحيين المتواجدين في قاعات الكنائس الاردنية التي  استقبلتهم ..  حيث يتواجد اكثر من 700 فردا عراقيا مسيحيا  من مجموع حوالي اكثر من 8000 نازح  عراقي هجره الدواعش ولا يزال هؤلاء النازحين يقيمون في تلك القاعات وبعدد 14 قاعة وموقع  في مختلف الكنائس الموزعة في الاردن منها في عمان ومنها في الزرقاء ومنها في السلط ومادبا   حيث اجتمع الخيرون من العراقيين المتواجدين في الاردن  لكي يتسابقوا في دعم اخوتهم ابناء العراق الاصلاء وبعد كلمة من قبل سعادة سفير جمهورية العراق وتقديم توضيح  حول النازحين  من قبل د غازي رحو وشرح من قبل الدكتور محمد البلداوي تم فتح النقاش بشأن البحث عن طريقة لدعم النازحين  حيث استطاعت اللجنة المشكلة في هذا اللقاء من جمع مبلغ بحدود 144 الف دولار كمرحلة اولى  لدعم النازحين  المسيحيين بعدها  تم مناقشة كيفية  صرف هذه المبالغ على النازحين المتواجدين في قاعات الكنائس  وبحضور المتبرعين انفسهم  حيث توصل المجتمعون بان تقوم السفارة العراقية  واللجنة المشكلة بتقديم دعم شهري لتغطية الغذاء ومستلزمات الحياة  لساكني هذه القاعات التي تضم النازحين  على ان يقدم ذلك الدعم من خلال زيارة سعادة سفير جمهورية العراق واللجنة المشكلة  لسيادة  المطران مارون لحام  المسؤل المباشر عن تلك القاعات  والرئيس الفخري للكاريتاس في الاردن لتقديم هذا الدعم  ..وفعلا قامت اللجنة بمعية السيد السفير بزيارة المطران  مارون لحام وتقديم المبلغ الاول لشهر ايار  لتغطية تكاليف الطعام والغذاء ومستلزمات المعيشة للقاعات التي تضم النازحين المسيحيين  حيث تم استقبال اللجنة  التي قدمت الدعم للنازحين بعد تقديم شرح مفصل  لهذا الدعم ......ان هذا الدعم  الذي قدمه  ابناء العراق من التجار والصناعيين العراقيين المتواجدين في الاردن من اهلنا  مسلمي العراق   لاخوتهم وابنائهم النازحين المسيحيين  يعطي صورة انسانية عالية المعاني في التالف والتكاتف في هذا الظرف المصيري  الذي اصبح فيه ابناء العراق نازحين ومهجرين بسبب اجرام  وتخلف القوى الظلامية التي تتحكم اليوم بمناطق ابناء العراق الاصلاء  ....ولو نظرنا الى  داخل العراق  نجد ما يقابله من احساس وطني  وانساني بالمبادرة الرائعة والدعم الوطني الذي  قدمته الكنيسة  الكلدانية في العراق باسم مسيحيي العراق  لاخوتهم  النازحين من المناطق  التي دنسها الغرباء والارهاب  في الرمادي والفلوجة وتكريت .. حيث قامت الكنيسة الكلدانية في العراق بتسيير قافلة من المساعدات الانسانية لاكثر من 2000 عائلة نازحة من اخوتنا وابناء وطننا المسلمين  والذي جاء نتيجة احساس وطني  لرفع ما يمكن من الالم الذي يعانيه ابناء واهل تلك المناطق ... وهكذا هي القيم الانسانية  واللحمة الوطنية  التي تتجلى في  وقوف مسلمي العراق المتواجدين  في الاردن مع اخوتهم النازحين من مسيحيي العراق ووقوف مسيحيي العراق مع اهلهم مسلمي العراق من الرمادي والفلوجة وتكريت  ان دور الجهات التي قامت بهذه المبادرات ان كانت  السفارة العراقية في الاردن واللجنة المشكلة فيها  في دعم ومؤازرة النازحين او دور الكنيسة والبطرياركية  الكلدانية في العراق  هو شعور  وطني اصيل يعبر عن احساس بالوطنية الحقة وبالمواطنة الواحدة لابناء العراق  بعيدا عن الطائفية واختلاف الدين والقومية والمذهب  ..ان هاذان الموقفان في الاردن والعراق يعبر اليوم عن مواطنة حقة اصيلة بين ابناء الوطن الواحد وهو رد على تلك الاصوات النشاز التي تدعي وجود فرقة بين ابناء الوطن الواحد  لان الحل اليوم  وخاصة في البلدان  المنكوبة بالارهاب  كبلدنا العراق  ليس  في استئصال الطرف المختلف  في الدين او الطائفة او القومية ، ولا في الطلاق بين الطوائف والمذاهب والأعراق، بل في تحقيق المواطنة الحقيقية، بحيث يصبح الجميع مواطنين متساوين، وليس طائفيين أومذهبيين أوعشائريين أوقبليين أوعنصريين متناحرين. فإذاتحققت المواطنة لن يعود أحد يتمترس وراء طائفته أومذهبه أوعرقه، بل تذوب الفروق المذهبية والعشائرية والقبلية والطائفية والمناطقية في مبدأ المواطنة. وهذه عملية قد تبدو صعبة وغيرسريعة  في بعض الاحيان ، لكن إذا توفرالعزم والإرادة لدى النخب الحاكمة ستتحقق المواطنة بسرعة  لكن طالما  البعض من القادة والحكام  يتصرف بالبلاد كمزارع خاصة، ويفضل عشيرته  أوطائفته أوقبيلته أوجماعته على بقية الطوائف والمذاهب والجماعات، فحتما  سيظهر من بين ابناء الشعب من  سيتصرف بنفس الطريقة.  ويتقوقع  على نفسه، وسيتمترس وراء انتماءاته الضيقة تماماً كما يفعل الحاكم الطائفي أوالقبلي أوالعشائري أوالعنصري أو الأمني. بعبارةأخرى، فإن سبب المصيبة في بلادنا اليوم هم بعض الحكام والقادة ، لأنهم القدوة. فعندما يتصرف الحاكم على أساس وطني عام، سيحذوالجميع حذوه. وعندما يهتم بطائفته ويعطيها أعلى المناصب، ويرمي بالفتات لبقية الشعب، فيصبح الجميع يعمل  بنفس المبدأ الطائفي المقيت ...
ان هذه المبادرات التي انطلقت في الاردن من قبل مسلمي العراق تجاه اخوتهم مسيحيي العراق  وتلك المبادرة التي انطلقت من العراق ومن كنيسة عريقة هي الكنيسة الكلدانية  لدعم ابناء العراق مسلمي الانبار وتكريت والفلوجة  تعبر عن المواطنة الحقة وتعطي درسا بل دروسا بليغة  في حب ابناء الوطن الواحد ..لان التفرقة موجودة فقط في عقول  الارهابيين والمتعصبين والمتخلفين ..ان هاتين المبادرتين تدفعنا جميعا بان  نطالب ان يكون هنالك  دورا اساسيا ايضا لحكومة العراق  لكي تعمل  كما يعمل المخلصون في الغاء تلك التفرقة  والعمل  على التعامل مع الجميع كونهم ابناء وطن واحد  بغض النظر عن الخلفية الدينية والطائفية والعرقية.... ...ان ما يقدمه العراقيين اليوم من نماذج في التعاون  يعبر عن حب العراقيين لبعضهم البعض  وهو رد كبير على ذوي التفوس الضعيفة اللذين ارادوا زرع الفتنة بين ابناء العراق وقاموا بتهجير  الاصلاء من ارضهم ووطنهم  فالف تحية للعراقيين  ولمواقفهم الانسانية والرجولية  ومزيدا من التعاون ...لان اليوم لا مكان لدولة العصابة أو الطائفة أو القبيلة أو القوم أو الدين أو العرق ...الف تحية لكل من يمد يد التعاون والمحبة والاخاء  لدعم المواطنة ...

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1123 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع