لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

                                                                        

                        د.علوان العبوسي

تتواتر احداث العراق اليوم  بين الايجاب المفقود والسلب الطاغي  على واقعنا الوطني والقومي  دون الارتكاز على واقع سياسي وعسكري حقيقي نتائجها تصب  في الاستراتيجيات المعادية لهذا البلد دون تحقيق اي منفعة ولو بسيطة تخدم دفاعنا الوطني بمفهومه الشامل،

وقد حذرنا من ذلك  منذ الايام الاولى للاحتلال دون  اذن صاغية لما يجري من احداث جسام نتائجها باتت واضحة بعد التمدد الداعشي البغيض في محافظاتنا الشمالية والغربية دلالاتها  واضحة في ضعف الارادة  السياسة واستنادها على واقع طائفي وعرقي تغذيه جارة السوء ايران بقبول امريكي مبطن يخدم اهدافها الجيوستراتيجية  في المنطقة ضد مبادئنا العربية والاسلامية الحقيقية.
لقد مضى على الاحتلال الامريكي الايراني للعراق اكثر من اثنى عشر عاماً ظهرت من خلاله العديد من المؤشرات السلبية لايفهم منها سوى تدمير العراق اهمها شق اللحمة الوطنية والعمل على تقسيم العراق وسوء الادارة دون علاج شاف ولدت  سياسة الكره  والحقد والازدراء بين مواطنيه دون اتخاذ ابسط الحلول لتلافي ذلك .
لنترك كل ذلك ونركز على ماجرى في الموصل الحدباء من احتلال سهل ومقيت للتنظيم ألداعشي ترك آثاره السلبية على الموسسة العسكرية الجديدة   .
نحن كعسكريين نفهم من اولويات بنود العقيدة القتالية الاستفادة من الدروس المستنبطة بعد اي معركة مهما كان حجمها ايجاباً وسلباً ثم المباشرة بتعديل او الغاء السياقات المتبعة لتحسين الاداء في المستقبل وهذا هو النهج الصحيح المتبع في كل جيوش العالم ، لناخذ مثال واقعي قريب هو سقوط الموصل وسيطرة عصابات داعش المتطرفة عليها رغم وجود قوات عسكرية كبيرة تعدادها  فيلق او اكثر وهنا يجب الوقوف على هذا السقوط ودراسة اسبابه بدقة متناهية وعدم تركه دون اتخاذ حلول صحيحة لمعالجته ، كما اني لاانكر اتخذ قرار الحشد الشعبي من المرجعية الدينية في النجف (خارج المؤسسة العسكرية)، ولكن هذا القرار المفروض يكون وقتي لمعالجة حالة تطلبت هذا القرار السريع ثم يجب تداركه لاحقاً بقرارات اخرى سريعه ومدروسة جيداً لتلافي ما قد يحدث مستقبلا طالما ان داعش انتشر ايضاً بعدد من محافظاتنا الاخرى واصبحت تهدد الامن الوطني والامن القومي العربي ،  الاجراء المتخذ من الحكومة بعد سقوط الموصل تشكيل  لجنه يتيمه للوقوف على مسببات هذا السقوط يراسها احد النواب لاعلاقة له بالشأن العسكري لامن قريب ولا من بعيد   ولم نفهم حتى الان ماهي النتائج المتحققة من هذه اللجنة ،  كما لاانكر اتخذ قرار مشروع الحرس الوطني ليجمع كل طوائف الشعب العراقي ولكن عُلق تشكيله حتى الان بحجج واهية ترتكز عدم موافقة عدد من الكتل السياسية التي لاتعي خطورة الموقف ولا تفهم  ابسط مبادئ العلم العسكري ادى بالتالي الى التدخل المباشر الايراني وهي تتصرف خارج المؤسسة العسكرية وتربكها تركت آثارا سلبية لهذا التدخل السافر.
منذ بدايات تشكيل الجيش العراقي الجديد طلبنا بمناسبات كثيرة اعادة الخدمة الالزامية للوجود كونها تجمع كل طوائف الشعب العراقي دون استثناء  احد كان لها ان تغنينا عن الحشد الشعبي او الحرس الوطني او العشائر او او تكون هذه القوات مدربة وجاهزة للدفاع عن العراق في اي وقت بالاضافة لما تشكله كقوة احتياطية يمكن استدعائها عند الضرورة وهذا هو المعمول به في كل دول العالم .
نعتقد سيتكرر ماجرى في الموصل  بمحافظة  الانبار تعكس ضلالها الخطيرة  على الامن الوطني العراقي  تذكرنا بما جرى في الموصل واحتمال كبير في ظل  الاوضاع السياسية والعسكرية المتردية ستتضاعف المخاطر على كافة محافظاتنا  ولم نشعر بوجود  حلول صحيحة للمواجهة في الافق ، نسمع من هنا وهناك بان النصر ناجز ومتحقق وسننتصر وكلام آخر انشائي ولكن الحقيقة غير ذلك والانبار اليوم  تفرغ من سكانها وداعش على ابوابها القريبة وتحكم قبضتها عليها دون ردود فعل عملية من الحكومة كالاعلان عن النفير العام لكل من يستطيع حمل السلاح ومن كافة المحافظات او تسخير الاعلام الوطني لهذه القضية الوطنية الخطيرة ولكن الذي نلمسه على ارض الواقع  عدم اهتمام ومبالات الحكومة واحزابها من هذا الحدث الجسيم واهالي وعشائر الانبار يستصرخونها بتسليحهم دون رد فعل منها ، وقد  يبدوا هناك شروط مبيته  اما اشراك هذا الفصيل مع اهل الانبار او لاندافع عنها وكان الانبار ليست عراقية ، اما مايجري في باقي المحافظات  الاخرى يدعوا الى البؤس فالبصرة مثلا تطالب  بالاقليم  دون اعتبار لما يجري في المحافظات الشمالية والغربية بينما المفروض بمثل هذه الظروف تتكاتف كافة المحافظات ضد الخطر الذي يشملها جميعاً دون الالتفات الى اي اجراء اداري يعقد الموضوع ولا ينهيه ، اما المرجعة الدينية في كربلاء والنجف فهي الاخرى بعيده كل البعد عن الاحداث الخطيرة التي يمر بها العراق وباتت تندد باسعار الكهرباء الجديدة وغير ذلك من الامور وكاّن موضوع خطر داعش في الانبار لايهمها  ولا يمسها  .
ان المتتبع لنزوح مئات العراقيين من الانبار اطفالا ونساءً وشيوخاً والاوضاع المزرية لهذا النزوح يدق اجراس الخطر المميت لكل العراق ويدفع جارة السوء ايران الى التدخل دون طلب منها بحجة امنها القومي وكما فعلت اثناء احداث ديالى وصلاح الدين وهناك اكيد من يرحب بهذا التدخل مع الاسف لاحياء امبراطوريتها البائسة تاييداً لتصريحات مسؤوليها.
رب سائل يسال ماهو الحل برأيك وجوابي هو:
•عدم اعتماد الطائفية كمبدأ عمل للحكومة وابعاد رجال الدين للتحكم بمبادئ السياسة والتقرير لها مهما كانت طوائفهم .
•ترك نسب المحاصصة الغير منصفة للجميع والمعمول بها والاعتماد على ممن تتوفر فيهم  الكفاءة المهنية سواء في العمل السياسي او العسكري .
•يجب استشارة قادة الجيش العراقي السابق في كل صغيرة وكبيرة  لرأب الصدع المتحقق من القادة والامرين الجدد .
•اتباع نهج  سياسة التسامح والمصالحة مع ابناء العراق ككل دون تمييز وترك سياسة الحقد والكره المعمول بها حالياً التي تسببت في الفرقة وشق عرى الوحدة الوطنية التي يسعى لها اعداء العراق في الداخل والخارج من اجل اعادة بناء العراق .
•يجب بقوة اعادة التجنيد الالزامي  فورا والاستغناء عن الترقيعات الحالية كالحشد الشعبي او الحرس الوطني او العشائر او او اوالخ .
•الاسلحة تكون بيد الدولة ولا مجال الاستعانة بالمليشيات مهما كان انتمائها للدفاع عن العراق .
• يجب ان يقتنع القادة السياسيين ان اوضاع العراق الحالية ايلة للسقوط لامحال اذا استمر الواقع الحالي  لما عليه الان .
•دعو العراقيين يشعرون بوجود نفس وطني حقيقي لدى السياسيين ورجال الدين المتشددين
•تسخير الاعلام لتنفيذ الفقرات اعلاه وترك اللقاء المتشنجة تجاه الاخرين .
ولا اعتقد هذه الحلول صعبة المنال ومعظمها طرحت سابقاً على السياسيين والقادة العسكريين لكنها تحتاج الى قرار شجاع وجريئ من اجل العراق والا سيكون القادم اسوء وحينها لاتنفع الحلول والمقترحات الترقيعية ولا ينفع الندم بعد ان يقع الفاس بالراس كما يقول المثل الشعبي .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

840 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع