حچاية زغيرونة ( أوعدك بالوعد وأسقيك يا كمون )

                                       

                     د. بشير عبدالواحد يوسف

الحكيم لقمان ايام زمان طبيب حاذق وحكيم زمانه لا يجاريه في مهنة الطب حكيم في الارض ..... يعالج الملوك والامراء والناس فيشفيهم من الامراض .....

يعمل مع لقمان صبي شاطر يساعده في عيادتهِ ويسهر على خدمتهِ أسمه كمون ..... حصل ذات يوم ان بعث الملك حاجبه يدعو الحكيم لقمان للقصر لأمر جلل حيث دخل َ نداس ( حشرة متعددة الأرجل )الى مخْ ولي العهد ابن الملك كبير الأمراء عبر أذنهِ اليسرى ..... حضر لقمان وصبيه كمون على وجه السرعة مع أدواتهم وعقاقيرهم الى قصر الملك فأستقبل الملك الحكيم لقمان وطلب منه أنقاذ الامير بإي ثمن ..... فكر الحكيم لقمان بأن يخرج الحشرة اللعينة بوضع قطرات من السبيرتو في أذن الامير وعندما تشم الرائحة تخرج من أذن الامير ولكن دون نتيجة ..... الامير يصرخ من شدة الألم وامه الملكة تصرخ معه والخدم والحشم والحرس وقد نصب الجميع مناحة في القصر..... حزن الملك حزناً شديداً وهو يرجو من الحكيم لقمان ان يفعل شيئاً ...... لقمان مضطراً يخدر الامير ويحاول جاهداً أخراج الحشرة بالملقط لكن الحشرة بعيدة وتشبثت بمخ الامير المسكين بأرجلها العديدة....يضطر الحكيم لقمان ان يجري عملية جراحية كبرى للوصول للحشرة  ..... حاول رفعها بالملقط عدة مرات بهدوء دون فائدة ..... الوقت يمضي مسرعاً والتخدير يخف تأثيره مع مرور الوقت ولقمان في حيرة من أمرهِ ..... والصبي كمون يتفرج وهو غاضب من أستاذه الحكيم لقمان وفي لحظة غضب صاحَ النار ياحمار....أنتبه الحكيم لقمان لصوت صبيه كمون وحمى ملقطاً وكوى رأس الحشرة فماتت فرفعها بيسر وسهولة من مخ الامير وأكمل علاجه وعاش الامير وفرحت العائلة المالكة وكرموا لقمان وأنهالت عليه الهدايا والاعطيات ولكن الحكيم لقمان عزت عليه نفسه وشتيمة صبيه كمون فقال اسمع يا كمون من اليوم اما أنا الحكيم او انتَ وتخاصما وتراهنا ان يعطي احدهم للآخر سماً يشربه فمن عاش فهو الحكيم ...... أتفقا ان يشرب السم اولاً لقمان الحكيم......... جهزَ كمون السم ....... لقمان الحكيم يشرب سائلاً زيتياً لطلاء جهازه الهضمي  ويطلب من زوجتهِ وولده بعد ان يشرب السم عليهم ان يشَرطوا جسده بهذا المبضع تشريطاً خفيفاً ثم يطلوه بهذا العسل ويفتحوا عليه خلية النحل هذه لامتصاص السم ...... هكذا تقول الحكاية والعهدة على الراوي .... وهكذا كان وينجوا الحكيم لقمان ويتماثل للشفاء ...... ويأتي دور كمون في شرب السم الذي سيجهزه له أستاذه الحكيم لقمان ..... لقمان الحكيم يوعد كمون أنه سيجهز له سماً قاتلاً خلال اسبوع .... كمون ينتظر مصيره المحتوم ....من الخوف لا يأكل ولا يشرب ولاينام وقد أضناه التفكير وأتعبه ....... انتهى الاسبوع الاول والحكيم لقمان يخبر كمون انهُ يحتاج اسبوع آخر لإعداد مادة سمية تستطيع ان تقتل ثوراً خلال دقائق ....... كمون ينتظروقد هزل هزالاً شديداً ومرض ..... وهكذا الحكيم لقمان يؤجل الموعد عدة مرات الى ان مات كمون قبل ان يشرب السم ...... فقال الحكيم لقمان أواعدك بالوعد وأسقيك ياكمون فذهبت مثلاً ..

ومعذرة من أطبائنا الكرام لكونها من سوالف جداتنا ايام زمان .

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1243 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع