العراق وكر الجواسيس

                                          

                              محمد علي الامام

لقد كان العراق ولايزال مستهدفا من القوى العالميه والاقليميه منذ القدم وخاصة بعد استقلاله في الربع الاول من القرن العشرين ولحد الان لاسباب كثيره منها تاريخيه واقتصاديه وعقائديه وتشكل دول الجوار الاكثر اهتمام  بالعراق لانه يمثل مركز ثقل وسطي في منطقة الشرق الاوسط ولقد تعرض الى العديد من محاولات تعويقه ومنعه من التقدم والنهوض تخوفا منه لانه صاحب حضاره وتاريخ وامكانيات ماديه كبيره وشعب جبل على الحروب والصراع والتنوع القومي والديني والمذهبي الذي يشكل تربة خصبه لعمل خلايا التجسس اضافة الى عوامل اخرى ..

يعتبر الكثيرون من الخبراء أن القرن العشرين كان هو البداية الحقيقية لظهور أجهزة المخابرات الحديثة أي بالشكل المتطور الذي تحددت لهذه الاجهزة فيه المهام التي ستقوم بها والذي جعلها احدي الادارات الحكومية الرسمية رغم السرية التي تحيط بها.

كانت بريطانية هي صاحبة المبادرة في هذا المجال حيث اقامت أول وكالة مخابرات حديثة تسيطر عليها الحكومة وتمولها بشكل مباشر.. أما مهمة هذه الوكالة فكانت في الاساس هي الحصول علي أسرار الاجانب و حماية الاسرار الوطنية.
 في جميع الفترات التي مرت على العراق بعد الاستقلال تعرض الى عمليات تجسس منها ماكان مرصود ومنها ما اكتشف ومنها من مرت مرورالكرام ولكي ننصف التاريخ فان الفتره الوحيده التي خلى العراق من الجواسيس كانت بين عام 1977 وعام  1993 في هذه السنين   وباعتراف مدير الموساد في تقريره السنوي عام 1999 ان اسرائيل لاتملك جاسوسا واحدا فعالا في العراق لانه من الصعب جدا تجنيد العملاء في هذا البلد ,, وبعد حادثة بازوف البريطاني الايراني اصيبت بريطانيا العظمى بصدمه عند كشف عميلها الوحيد في العراق  ,,
 ينقسم المجتمع العراق الى اقسام عديده كما اسلفنا ومع الاسف الشديد وهنا نتحدث بصراحه وبآسى شديد ان بعض فئات المجتمع لاتدين بالولاء للعراق بل تدين الى دول اقليميه واجنبيه واكثر هذه الدول حظا هي ايران منذ عهود قديمه ولحد الان وزادت بعد ان استبدلت امريكا حكم الشاه بحكم اسلامي من نوع خاص فان اكثر المراجع الدينيه الشيعيه والاحزاب السياسيه والحركات الاجتماعيه تدين بالولاء لايران وكذلك بالنسبه لبعض العرب السنه مع تركيا او دول عربيه  والتركمان والكورد ينقسمون بين هذه وتلك ناهيك عن امريكا وبريطانيا وفرنسا ولقد استفادت دول الجوار العراقي من هذه الحاله وجندت الكثير من عملائها ولكن بصوره سريه وبشكل حذر جدا ..... ولكن ماذا يحصل الان ؟؟؟ بعد الاحتلال واسقاط النظام الوطني ؟؟؟
قبل الخوض بالموضوع لابد من الاشاره وبوضوح تام ان جميع الذين جاؤوا مع المحتل الامريكي من قيادات سياسيه وعسكريه وافراد وبمناصب مختلفه وحمايات وشركات امنيه وغيرها كل هؤلاء مجندين لصالح دول شاركت بالاحتلال وبشكل علني مع اختلاف الموقع والتعامل حسب الاهميه اضافة لما كان موجود اصلا في الداخل منهم المكشوف ومنهم غير المكشوف .
وهنا لابد من ملاحظه ان التجسس بعد ان كان سريا ومحذورا اصبح اليوم بعد الاحتلال مكشوفا ويحظى بحريه تامه وعلنيه وخاصة جواسيس امريكا وبريطانيا وايران وقد اشتهرت الاقليات بخضوعها الى تجنيد الدول لاسباب كثيره ..
في هذه البيئة العراقية المنقسمة الان بين أراضٍ خاضعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وأخرى لسيطرة الحكومة العراقية، ومثلها للمليشيات وجزء شمالي معزول للأكراد، وفي ظل ارتفاع معدل البطالة إلى  41  %، ونسبة الفقر إلى 39  %، وجدت 16 دولة غربية أبرزها الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية وآسيوية  و أفريقية،وجدوا المكان المناسب للعمل بحرية وتحقيق اختراقات وهو العراق الجديد .
وتحت غطاء "الحرب على الإرهاب" وكشف مصادر التمويل ومواقع القيادة العسكرية لتنظيم "داعش"، وجدت هذه الدول باباً للدخول إلى صفوف الشباب والرجال وحتى النساء في العراق، لتجنيدهم مقابل مبالغ مالية شهرية تتراوح بين (ألف  -  الفين) دولار شهريا  لتزويدهم بالمعلومات اليومية، مهما كان نوعها أو دقتها وأهميته ويكشف مسؤول عراقي رفيع ( وزير ) في حكومة حيدر العبادي، لـمجلة "العربي الجديد"، معلومات وصفها بالاستخبارية حول رصد الحكومة لنشاط استخباري واسع في مختلف المدن العراقية، سواء تلك الخاضعة لسيطرة الدولة أو الخارجة عن سيطرتها، لمصلحة ست عشرة دولة أجنبية، ليس بينها أي دولة عربية. ويضيف المسؤول  ، أن تلك الدول جنّدت العشرات من الشبان العراقيين للعمل معها في جلب المعلومات، وتم تزويدهم بهواتف محمولة وأجهزة اتصال فضائية (من نوع ثريا) لتوفير معلومات يومية حول ما يحصل في مناطقهم وحتى الشائعات التي يتداولها الناس، فضلاً عن تفاصيل تقوم تلك الدول بطلبها بين الحين والآخر.
ويشير إلى أن تلك المعلومات لا تتعلق بتنظيم "داعش" فحسب، بل بجوانب أخرى تتعلق بالمليشيات وإيران وسورية والقوات الامريكيه وحركة الافراد والشخصيات  ومنظمات إنسانية دولية وعربية تعمل في العراق، وصولاً إلى قطاع الاقتصاد والطاقة ومسوحات تتعلق بالمجتمع العراقي وتركيبته.والمساعده في تأجيج الطائفيه والاثنيه وترويج الاشاعات والمساعده في التخريب والتفجيرات وتعطيل التطور ..

  المعلومات التي كشفها الوزير العراقي والتي  يؤكدها مسؤول رفيع آخر في وزارة الدفاع العراقية، إذ يقول     إنها "ليست محطات استخبارية، بل تحولت إلى دكاكين علنية، وكل دولة تريد أن تدخل وتتجسس، عليها أن تدفع وتحصل على ما تريد، فبتنا مكشوفين للجميع".
 
ويضيف "لا تجد أجهزة الاستخبارات عناءً في تجنيد عملاء أو إقناع الشخص المستهدف، وحتى إسرائيل بات لها ما يكفي من العناصر، وكل ذلك تحت عنوان مكافحة الإرهاب والمساعدة على التخلص من داعش، لكنها في الحقيقة تؤسس للمستقبل، والمستقبل البعيد أيضاً".. 
ويكشف المسؤول العسكري الذي يشغل منصباً رفيعاً في هيئة رئاسة أركان الجيش العراقي  أن "الحكومة منعت في الثاني والعشرين من الشهر الماضي عمليات التصوير في المناطق العامة أو القتالية من دون ترخيص، وفرضت رقابة على الإنترنت العام، وكذلك فعل (داعش) وهو يقطع منذ أيام الاتصالات والإنترنت عن أهالي الأنبار والموصل وتكريت، ويمكن القول أننا تحولنا إلى ساحة نشاط استخباري، هي الأكبر من نوعها".
ويضيف "أن تقوم وكالة أخبار بتعيين ثلاثة مراسلين لها في بلدة صغيرة، لا تتجاوز مساحتها 20 كيلومتراً، فهذا الأمر يجب أن يكون محط اهتمام، كما أن شركاء التحالف الدولي يطلعوننا على معلومات مهمة وأحداث تحصل في بلدنا، ونحن لا نعلم بها، وهذا أمر مضحك ومبكٍ في الوقت نفسه"، معتبراً أن "العيب والخلل الأول يتمثل في الفقر والجوع، وفي أجهزة الاستخبارات العراقية التي بُنيت على أساس محاصصة طائفية"       .
ويلفت المسؤول العراقي إلى أن "بعض تلك الدول لها وجود ونشاط عسكري واقتصادي في العراق، لكنها تعمد إلى تجنيد الشبان، كون موظفيها مقيدي الحركة ويمكن رصدهم، لكن وضع شخص من داخل الوسط أو المجتمع سيكون مفيداً للغاية لها"، مشيراً إلى أن "الكثير من أجهزة تلك الدول نجحت في اختراق داعش، في الوقت الذي عجزنا نحن فيه عن ذلك"  ...
الشاب حسين علاوي، الذي فضّل إطلاق هذا الاسم عليه، هو أحد الشباب الذين يتعاملون مع شخص يدعى "أبو آرام"، يروي أنه يعمل على منحهم المعلومات المتعلقة بـ "داعش" وباقي الجماعات المسلّحة الموجودة    في إحدى ضواحي بغداد  ..                                                                          .
ويكشف أنه "يتعامل منذ عدة أشهر مع شخص وهو عراقي مقيم في العراق، ولا أعرف اسمه الحقيقي، لكنني أعطيه ما أرى أو أسمع بتقرير يومي مسائي وصباحي، وفي حال كانت هناك صور أقوم بإرسالها على بريده الإلكتروني". ولا يعتبر علاوي أن ما يقوم به خيانة، "فمن خان هي قيادات العراق التي سلّمت كل شيء وتركتنا في جوع، ولم يبقَ من الوطن سوى أطلال، وما دُمت أشاركهم بعدو مشترك واحد وهو داعش، فهي ليست خيانة بل وطنية ووفاء" ...
ويكشف أنه يستغل شبكة علاقاته الاجتماعية، كأصدقائه في سلك الشرطة والجيش والمعلومات التي يسمعها من مقربين منه وينقلها مقابل ألفي دولار شهرياً.
 حول هذا الموضوع، يقول رئيس مركز الدراسات العراقية الاستراتيجية محمد المعيني   إن "الحديث عن التجسس من قِبل الدول على العراق ليس بجديد، لكنه شاع وانتشر وبات يُمثّل قطاعاً ومورداً اقتصادياً للشباب"، مضيفاً "لا تُعد صدمة إن قلنا إنهم يجندون أيضاً مديرين عامين في مؤسسات عراقية وضباطاً كبار، وأنا لا أستغرب إن سمعت في يوم ما أن وزيراً أو حتى رئيس الوزراء متورط في عمليات تجسس على العراق لمصلحة تلك الدول".
ويرى أن "العراق وكما هو مخترق السيادة على أرضه من قِبل داعش وإيران والولايات المتحدة، فمن الطبيعي أن يكون مخترقاً استخبارياً، لكن علينا أن نؤمن أن آثار التجسس الاستخباري على العراق لن تزول لعشرات السنين المقبلة".

لابد من الاشاره الى ان العراق اصبح ساحة لتصفية الحسابات وحسم النزاعات وحتى الحروب بين الدول ومنها امريكا وايران واوربا وبعض الدول العربيه ومنها من يغذي هذه الافعال ماليا وهي دوله الكويت ( مصدر تمويل 90% من عمليات القتل والتفجيرات )  وهناك تنافس في اسعار الجواسيس بين من يدفع اكثر ولكن الاكثر حظا هي ايران فأن عملائها يزودوها بالمعلومات الكامله من قمة الهرم الحكومي والى ابسط المعلومات في الشارع العراقي  مجانا بل بالعكس فأن العراق يزود ايران بالعمله الصعبه لتجاوز الحصار الاقتصادي الدولي عليها ..



أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

958 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع