(((هل يعذر الظالم )))؟؟؟؟

                                   

                                          د.جمال الحيالي الكيلاني

 

تعال معي أيها المظلوم لنقف على حقائق مهمة ونتصفح التاريخ الحاضر والماضي ونستشرف المستقبل ونبصر البديهيات كي نتصبر وننتظر الفرج ،

ولا أراك أيها العزيز تنتظر اعتذارا من ظلوم لأن النفس البشرية ذكية في وضع العراقيل وإحضار التبريرات لمنع المخطىء من التوبة وإرجاع الحقوق ولم نسمع في حياتنا اأن ظالما اعتذر من مظلوم الا ماندر ولم نسمع حقاً رجع إلى أهله في ظروف طبيعية والأغلب أن الظالم يقهر على ذلك أو يحدث بعد فوات الأوان .

وأكثر ما يجعل الظالم  يسوف في ذلك هو بطانة السوء التي تسول له وكذلك ضعف وخور المظلوم المتساهل في حقوقه والمفرط بها .
وكثير من الجبابرة يدعون الاجتهاد والحقيقة أنهم يجتهدون فيما لا يجتهد فيه ويلعبون في حقوق لا ينبغي التلاعب بها ويتجاوزون حدودا معلومة للقاصي والداني بوجود النصوص الثابتة التي لا تقبل تأويلا ولا تبديلا سماوية كانت أو أرضية .
ولذلك فإن الظالم غير معذور في اجتهاده إذا ظلم .
والمظلومون معذورون ما اجتهدوا وحقهم محفوظ دنيا وآخرة ولهم الأجر مرتين
يوم اجتهدوا ويوم صبروا.
ودائما يتبادر إلى الذهن أن الظالم هو الحاكم أو المسئول وذلك لأن الظلم الجمعي وبالجملة يطال الملايين بسببهم في وقت تنسى الناس واجبها ولا تتذكر الا حقوقها ،
 فليس الظالم من يحكم شعبا فقط بل كل من ولاه الله رعية فكل راع مسئول عن رعيته كماأوصى النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ،
ولأن العدل أساس الملك فمن بنى ملكه أو بيته أو عمله أو جماعته على غير ذلك فسنرى الاعوجاج والميلان في البنيان عن الحق والخط المستقيم يزداد يوما بعد يوم  وسيكون انهدام البنيان على رؤوس ساكنيه نتيجة حتمية .
 ومن البديهيات أن  الاجتهاد ليس مفتوحا لكل أحد كما يشتهي وينبغي أن تتوفر شروطه ومستلزماته في كل حاكم بالاضافة الى الكفاءة والامكانية فإن فقدت فيه فعلى بطانته أن يعينوه وإلا فهم في الإثم سواء،
وأما الرعية فعليهم أن يتبعوا الحق ويطلبوا العدل ،
وبما أن شروط الاجتهاد غير ملزمة فيهم ولا صلاحية عندهم فيعذروا اذا وقع الظلم عليهم ورد فعلهم عادة يكون بعد انقطاع السبل بهم واستخدام الظالم أعنف ما عنده ،
 والرعية المظلومة معذورة إذا استمرت في طلب العدل والثبات على الحق وصبرت على ذلك ولم يذكر التاريخ  عرشا لظالم صمد أمام شعب حر يأبى الظلم،
ذكرت ذلك عسى أن تستعين به لتطوي أيام الظلم بصبرك وتنتظر الفرج ممن لا يظلم عنده أحد..
(وما ذلك على الله بعزيز )

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

694 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع