دولار الخطوط الجوية

                                      

                           عدنان حسين

الزميل مشرق عباس كتب أمس على صفحته في موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" ان "رفض الخطوط الجوية العراقية (مؤسسة رسمية) استيفاء أجور بطاقة السفر بالدينار العراقي مخالفة قانونية ودستورية، والأكثر غرابة انها مخالفة للضرورات الاقتصادية ومساهمة في إضعاف العملة المحلية"، وأضاف ان "المثير للشفقة في هذا الأمر، اننا الدولة الوحيدة عبر العالم التي تقرر مؤسسة رسمية فيها عدم الاعتراف بعملة الدولة الرسمية!".

علامة التعجّب الواردة في آخر المكتوب هي للزميل وليست مني، فأنا لا استغرب ولا أندهش ولا أتعجب من أن ترتكب الخطوط الجوية العراقية وسواها من مؤسسات الدولة أي خطأ أو مخالفة قانونية أو خرق دستوري.. تاريخ هذه المؤسسة في عهدها الجديد (أقصد هذا العهد الذي ضحّينا بالكثير من أجل أن يكون، مؤملين أنفسنا وواعدين الناس بعهد مشرق بسّام نقيض لعهد صدام حسين) حافل بالأخطاء والمخالفات القانونية والخروق الدستورية. فعدا عن انها لا تعترف بالدينار وتطلب الدفع بالدولار الأميركي، تستوفي اجوراً عالية عن رحلاتها، وبخاصة الداخلية، فيما الخدمات التي تقدمها في مقابل الأجور بائسة للغاية، ولقد كتبت في مناسبة سابقة ان الشركة تقدّم في رحلاتها الداخلية ساندويشات لحم معلّب باردة "تلعّب النفس" ولا تصلح للاستهلاك الآدمي (لا أعرف مستوى خدماتها في الرحلات الخارجية لتوفر بدائل أفضل لي).. أما خدمة طواقم الضيافة فليست أقل بؤساً. انهم يعطونك، بوجوههم المكفهرة وعجلتهم في تقديم الأشياء، الشعور بأنك غير مرغوب بك على متون طائراتهم، أو كأنهم مُسخّرون سخرة في عملهم.
قبل اسبوع كتبتُ في هذا العمود عن أحدث تجربة لي مع هذه الشركة، فبينما كنت مسافراً مع آخرين الى أربيل من بغداد أرسلت الشركة حقيبتي الى العاصمة الأردنية عمان واضعة عليها اسماً آخر لم يكن مسافراً معنا! .. وحتى اليوم لم أتسلّم تفسيراً أو اعتذاراً من الشركة.. ماذا يعني هذا؟ يعني بكل بساطة انها لا تحترم نفسها، فشركة الطيران التي لا تعتذر عن أخطائها، والشركة التي لا يقرأ مسؤولوها ما يُكتب عنها في الصحافة، لا تحترم نفسها بالتأكيد.
ولا تختلف الخطوط الجوية في وضعها عن شقيقتها سلطة الطيران المدني (المنشأة العامة) التي في مثال صارخ لم تكلّف نفسها حتى اليوم بتقديم إيضاحات حول قضية منع طائرة لشركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية من الهبوط في مطار بغداد وإعادتها الى بيروت، فقط لأن الطائرة اللبنانية طارت في موعدها الى بغداد ولم تنتظر ابن وزير النقل السابق الذي لم يحضر في الوقت المحدد للطيران .. الحادث مرّ عليه الآن أكثر من ثمانية أشهر، ويومه وعد الوزير السابق في مؤتمر صحفي انه سيحقق في الأمر وسيعلن نتائج التحقيق وسيقدم ابنه بنفسه الى القضاء إذا ما ثبت تورطه في الحادث، وقد انتهت ولاية الوزير وعاد نائباً في البرلمان ولم تُخبرنا سلطة الطيران ولا وزارة النقل ولا وزير النقل السابق أي نتيجة أسفر عنها التحقيق.. بالنسبة لي هذا دليل على تورط ابن الوزير السابق، والا لكانت نتائج التحقيق قد أعلنت على الملأ.
مشرق عباس .. لا تتعجب نحن في دولة يقلّ فيها الاحترام لنفسها ولمواطنيها، بل ينعدم أحياناً.. والخطوط الجوية وسلطة الطيران مثال.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1243 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع