الحرب على داعش ام على العراقيين؟؟

                                     

                        محمد علي الأمام

المليشيات المنفلته

تزداد حرارة الحملة التى تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم« الدولة الاسلامية في الوقت الذي حذرت فيه العديد من المنظمات العالميه والكثير من وسائل الاعلام من ان عدم معالجة التطرف بشكل واسع او اتخاذ قرارات خاطئة يمكن ان تؤدى الى تعميق الشرخ الطائفي في العراق وبالتالي كارثة لا رجعة فيها،  وهذا ماورد ايضا في وثيقة لمنظمة العفو الدولية تقوم على أساس البحث الدقيق في المناطق التى مزقتها الحرب في البلاد والحسابات الرهيبة للجرائم التى ارتكبت مؤخرا من قبل الجماعات الشيعية المتطرفة على خلفية الحرب ضد  ( داعش ).
وتحصل هذه الجماعات الشيعية المتطرفة على دعم واضح من قبل النظام الايراني عبر وكلاء عراقيين  من ابرزهم رئيس  منظمة بدر هادي العامري الذي يستهدف السنة تحت مزاعم الانتقام لهجمات  ( داعش )، وتقوم هذه الجماعات في بعض الاحيان بابتزاز المال عبر اختطاف الافراد من اسرهم، وفي معظم الحالات يتم القبض على الضحايا تحت وضح النهار من قبل ميليشيات ترتدى الزي الرسمي، وقتلهم بعد ابتزاز اموال كبيرة من أسرهم، وفي مشهد مرعب تصل الجثث الى الطب العدلي بعد بضعة أيام وايديهم ما زالت مكبلة خلف ظهورهم مع أعيرة نارية داخل الراس، اضافة الى السرقات والاغتصاب والاعتقالات والقصف العشوائي اما القوات الحكومية العراقية فهي تسهل ارتكاب الجرائم كما جاء في الوثيقة وتسمح للمليشيات الشيعية الطائفية بالافلات من العقاب .
العراقيون لا يريدون تنظيم الدولة او افكاره التى عفا عليها الزمن ولكن عندما يتم اجبارهم على الاختيار بين الجماعات المتطرفة الشيعية او السنية فان خيارهم سيكون بالتاكيد مع المجموعات التى  تسبب لهم ضررا اقل وهي حالة تؤدى الى الانقسام الطائفي ودفع البلاد الى صراعات داخلية عميقة ولذا فان الحملة الحالية غير المتوازنة ضد طرف معين لن تحل سوى نصف المشكلة لان أضعاف جماعة متطرفة لصالح جماعات متطرفة اخرى لن يحل الوضع، وعلى المدى الطويل ستكون هنالك نتائج كارثية سوف تعيد الجميع الى المربع الاول من الصراع ..
دور النظام الايراني
النظام الايراني ومن خلال دأبه المشبوه على تصدير التطرف الديني لدول المنطقة و خلقه في العديد منها بؤر توتر و مشاکل لتلك الدول، له علاقة خاصة مع کافة التيارات الدينية المتطرفة حتى تلك المتناقضة معه حيث أنه يسعى دائما لإيجاد قواسم مشترکة بينه و بين تلك التنظيمات المتطرفة من أجل الحفاظ على المصالح و الاهداف المشترکة التي تجمع فيما بينهم و تخدمهم، ولعل إستقبال و إيواء النظام الايراني لقادة من تنظيم القاعدة و کذلك التنسيق المشبوه مع داعش على صعيد دوره في سوريا خصوصا في تلك الفترة التي کان النظام السوري مهددا فيها، تلقي بظلال داکنة على دوره و علاقته بهذه التنظيمات الارهابية المتطرفة. حادثة تفجير مرقدي الامامين العسکريين والتي أکد قائد القوات الامريکية السابق بتورط النظام الايراني فيها، مثلما توجه له أيضا إتهامات بحادثة التفجير التي جرت في مرقد الامام الرضا بمشهد، تبين بأن هذا النظام و من أجل الوصول الى أهدافه و تحقيقها يتوسل بکل الطرق و الاساليب وحتى أن دخول داعش المفاجئ للعراق و إستيلائه على مساحات شاسعة من الاراضي العراقية في ( نينوى وصلاح الدين والانبار واجزاء من ضواحي بغداد وضواحي كركوك ) و تخاذل القوات عراقية أمامه، لايمکن أن يکون قد تم ذلك من دون علمه، إذ لايوجد تنظيم ديني متطرف إلا وکان للنظام الايراني من علاقة ما معه بأي طريقة او وسيلة کانت، وان النظام عندما يقوم بعرض مشارکته في الحملة الدولية لمقاتلة داعش في مقابل منحه تسهيلات معينة في المفاوضات النووية الجارية حيث موقف النظام فيها مهزوز و ضعيف ، فإن ذلك يعطي أکثر من إنطباع عن دور وعلاقة هذا النظام بداعش و تحرکاته و نشاطاته في العراق و سوريا.

 لقد ساهم النظام الايراني بتأسيسه أکثر خمسين ميليشيا شيعية مسلحة مبنية على أساس الفکر الطائفي المتطرف، الى جانب تدخلاته السافرة المتباينة في الشؤون الداخلية للعراق في مختلف المجالات، وزرع العملاء في جميع مفاصل الدوله ويوغل في تدخله السافرليس في العراق فقط بل امتد الى المنطقه كافه واينما وجدت عنف وفوضى الا ووجدت اصابع ايران الخبيثه فيها وهذا مايحصل في اليمن ولبنان وسوريا والبحرين ..
النتائج
1 . الحرب على داعش بهذا الاسلوب والطريقه التي تسمح للمليشيات الشيعيه ان تقتل وتعدم وتغتصب وتسرق تحت هدف مستعار هو قتال داعش سيزيد من قوة داعش لانها قاعده حياتيه كلما زاد الظلم على مجموعه من الناس لجؤ الى المقاومه وهذا ما سيدفع اهل السنه الى الانضمام الى داعش لدرء خطر الشيعه عنهم اذا لم تتم معالجة هذه المليشيات المنفلته وطائفيتها وايرانيتها .
2 . من السهل جدا ان تقوم جهات سنيه لدرء خطر الشيعه المتمثل بالحشد الشعيس ان تطالب بالانفصال او انشاء اقليم شبه مستقل وهنا سيكون ملاذا للتطرف ضد الشيعه وهذا امر طبيعي ووارد جدا لان تصرف المليشيات وقادتها ودعم النظام الايراني لها يدفع بهذا الاتجاه وسيكون كل الاطراف في محل الخساره .
3 . الطروحات التي نسمعها هذه الايام وخاصة من السيد اياد علاوي تدل على الشعور بحراجة الموقف والكارثه التي تقترب من العراق دون ان يفكر قادة الشيعه بذلك ونأمل ان تكلل بالنجاح .
4 . قد يعتقد البعض ان التحالف الدولي سينهي حربه على داعش قريبا او ضمن فتره زمنيه معقوله وهذا بعيد الاحتمال جدا وان الحرب على تنظيم الدوله قد يستمر الى عشرة سنوات وان المتضررين هم العرب والمنطقه وخاصة العراق وان الاحتمالات مفتوحه على جميع الخيارات امام الدوله الاسلاميه ومنها التعرض على اهداف شيعيه مقدسه تكون بمثابة انتقام لما تقوم به مليشيات الشيعه في مناطق السنه .
هل الحرب التي شنتها الولايات المتحده الامريكيه على تنظيم الدوله الاسلاميه شملت السنه لتتم عملية تصفيتهم وقتلهم بهذه الصوره وتحت انظار ورعاية الحكومه العراقيه والمرجعيه غير الرشيده التي افتت بالحشد الشعبي وهي غير قادره على ان تتلافى ما يحصل بتفسيرات لاتسمن ولاتغني من جوع وان دماء الضحايا برقبة المراجع الشيعيه والحكومه والمليشيات ناهيك عن الانتقام للضحايا الذي سوف لن يهدأ الى مائة عام على الاقل ..

محمد علي الامام

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

604 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع