كيف ما تكونوا يولى عليكم

                                             

                             طارق عيسى طه

ناضل الشعب العراقي ممثلا بمنظمات المجتمع المدني وكتل سياسية مختلفة متواجدة في  ساحة العملية السياسية ,فقد خرجت تظاهرات سقط فيها شهداء و سالت دماء بريئة وتم حسم موضوع التغيير بطريقة ( ديمقراطية ) خلال معركة الانتخابات البرلمانية ( بالرغم من الانتهاكات وعمليات التزوير وتوزيع الهدايا على شكل اراضي وموبايلات وعلب معجون الطماطا )

وتشكل مجلس النواب وخرجت من رحمه حكومة نالت اعجاب ألشعب العراقي ببيانها وخطة عملها المستقبلية برئاسة د حيدر العبادي الذي يختلف تاريخه والدرجة العلمية التي نالها الماجستير من بريطانيا والدكتوراة وباسمه تم تسجيل براءة اختراع وعدا ذلك حصل على وسام تقدير لنجاحه في العمل المناط اليه أنذاك وفي بريطانيا , والملفت للنظر انه تخلى عن جنسيته البريطانية قبل تشكيل الحكومة وهذا ما يفرضه الدستور  .وبالرغم من مرور اربعين يوما على تشكيل الحكومة التي حازت على اعتراف دولي واقليمي وشعبي داخلي فقد بدات ظواهر العمل الجاد في اقصاء عددا لا باس به من الفاسدين وخاصة في القوات المسلحة واحالة ثلاثة ضباط كبار على التقاعد من المتورطين بتمكين قوات الظلام الداعشية المجرمة من احتلال الموصل ثاني اكبر مدن العراق ,والمطلوب هو التحقيق من قبل المحاكم العسكرية لوضع النقاط على الحروف ومعاقبة كل من له علاقة بهذه الخيانة العظمى , قبل ثلاثة ايام تم انتخاب وزراء الدفاع والداخلية وبنفس الوقت انتخاب الوزراء الكورد واصبحت الحكومة كاملة خالية من الوكلاء سيئين الصيت واحد الاسباب الاساسية للفشل المزمن الذي عانت منه الحكومة السابقة ,ونتيجة التقارب بين المركز والاقليم فهناك بوادر حلول جذرية للازمات السابقة مثلا دفع رواتب الاقليم واشراف المركز على انتاج النفط وتصديره والمشاكل الباقية المعروفة والتي كان من الممكن حلها بالحوار وليس بالتهديدات المتبادلة بين الطرفين .امام الحكومة قيادة وتوجيه الجهات المختصة للقيام بالاجراءات اللازمة  لغرض التحقق في مأساة قاعدة سبايكر التي راح ضحيتها 1700 شهيد والتي هي جزء لا يتجزأ من مؤامرة تسليم محافظة الموصل  التي  اشترك فيها ضباط من الجيش العراقي يجب محاسبتهم وانزال اقسى العقوبات ضدهم ومعرفة حقيقة المأساة وتشخيص المسؤولين الكبار الذين تسببوا في هذه الكارثة المعيبة والمخزية والتي لم تتسبب في تسلم الموصل فقط بل كل ما حصل من تداعيات لا انسانية من قتل وتهجير ونسف الاثار والمساجد  والكنائس وارجاعنا الى عهود الرق والنخاسة وبيع السبايا وانتهاك الاعراض والاموال , مما لا ريب فيه فهناك خلافات بين وجهات النظر للوزراء ورئيسهم الا ان العدو الغاشم هوالقاسم المشترك الاعظم الذي يخفف الخلافات والذي يجب ان يوحد الجميع, بالرغم من مساويئ التكفيريين الا انهم اظهروا للشعب العراقي مواقع ضعفه الناتجة من سياسة قياداته الفاشلة ويجبرونا على الوحدة في العمل وان ننسى الخلافات ونظهر بمظهر ارقى واكثر حضارة من الجزيئيات التي دافعها مصلحة فئة او طائفة او منطقة . الشعب العراقي ينتظر الكثير من الانجازات ومن الممكن الاشارة الى وجود كوادر من العاطلين عن العمل يمكن الاستفادة من خبراتهم الادارية في مجالات الثقافة والقوانين ولجان النزاهة والمراقبة وتعزيز الاجهزة الامنية بالكوادر المخلصة واتباع سياسة المجرب لا يجرب , اي التخلص من الفاسدين ومحاسبتهم ايضا على اي تقصير ارتكبوه على حساب الشعب العراقي وأخيرا فيجب ان نراعي بنفس الوقت ان الحكومة العراقية الجديدة لا تملك العصا السحرية , فقليلا من الصبر والمراقبة البناءة لسير وتطبيق البرنامج الحكومي .
طارق عيسى طه

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

801 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع