حقائب وزارية بالجملة!

                                      

                           افراح شوقي

ربما فرصة لاتتكرر كل عشر سنين مرة، ان نشهد نحن ابناء (الشعب المبتلى) ثلاث حقائب وزارية يجري تسليمها وتسلمها  في يوم واحد،

وطبيعي ان الحقائب تلك التي تناقلت صورتها  شاشات الفضائيات لوزارات الثقافة والمرأة والدفاع ليست بالحقائب الاعتيادية التي نعرفها ويحملها الاطباء والمحامون، وتباع بالجملة والمفرد في اسواقنا المحلية، انما هي حقيبة وزارية من نوع اخر و بكل مافي الكلمة من معان  وامتيازات ومحاصصات وتكالبات قدم فيها الشعب ثمنها مسبقاً  دون  ان يحضى حتى بلمسها وليس بحملها...
الحقيبة التي درجت نشرات الاخبار وتصريحات المحللين السياسيين  على تصديع رؤسنا بها، دارت قربي  امس، في حفل تسليم مهام وزارة الثقافة الى الوزير الجديد، سألت وقتها صديقتي  بخبث( ادفع نص عمري واعرف مافي داخل الحقيبة) عندها جائني صوت ضاحك من خلفي ( لادوخين نفسك ولاتدفعي نصف عمرك..  الحقيبة لاتحوي سوى اوراق حضرت على عجالة تضم اقسام الوزارة وملاكها)...... مممممم اذن هذه هي الحقيبة! التي ظلمناها معا وتصورنا انها مثل مغارة علي بابا وهي تفتح لك خزائن كنوزها بمجرد ذكرك لكلمة سر ابوابها المحصنة.
بالامس كنت شاهدا على حفل تسليم وتسلم حقيبة وزارة الثقافة للصحافي فرياد راوندوزي، ( بحكم عملي فيها)  والاقدار رمت بي وزملاء اخرون  في المقاعد الاخيرة للقاعة بعد ان تصدرها نجوم الخط الاول من الوكلاء والمديرين العامين ومعاونيهم، فسمعت احدهم  يقول لصاحبه(هل تتصور ان يتحسن اداء الوزارة والوجوه  ذاتها تتصدرها منذ  سنين!؟) فما كان من صاحبه الا ان يجيبه مسترخيا ومن باب  المفلس بالقافلة امين( يمكن طبعا  تغيرها بسهولة اذا ماقلبنا ترتيب المقاعد ووضعنا اخرها اولها!!).
وهذا مااوقعنا جميعا بفخها الكبير ، فخ الوزارة والحقيقة والامتيازات التي اضاعت الكثير من روح الثقافة العراقية، وهذا ماشخصه وزيرها راوندوزي( الصحافي الاصل والثقف الهوى)  في اول كلمة له اثناء الحفل( عندما ركز على اهمية تخليص الوزارة من ارثها البيروقراطي والدفع بها لتكون ماكنة لانتاج الثقافة والادب, وان تتسع مدياتها لتحتضن كل الفنانين والمثقفين وتفتح ابوابها مشرعة امامهم)
ونحن نقول ومن باب ذات (منطق المفلس) بأن لاقائمة تقوم لاي وزارة  مالم تتخلص من اشواكها التي تعيق حركتها وتمنعها من اداء مهمتها على مدياتها الرحبة والنزول الى المثقف الذي لايملك من الوجاهة ان يرتدي القاط والرباط بقدر امكانياته المتواضعة لاقتناء ورق ابيض يكتب به اشعاره او  قصته الجديدة او يرسم  لوحته ليزجها بين اخواتها في معرض لايكلفه سوى بضعة اوراق وزمن ثمين  من  عمر ابداعه.
وحتى تتخلص من ( فخ الوزارة) لابد ان تتخلص قبلا من كتب الشكر التي لامعنى لها، وصور اللقاءات الدعائية  التي لاتغني من جوع وايفادات مدرائها المدللين  ذاتهم ومعالجة مشكلة التضخم في اعداد موظفيها وكبح جماح نظرية التعالي على المثقف والتميز بينهم حسب الولاءات ومقالات المديح  وايجاد خريطة واحدة للعمل بدلا من سياسة المكاتب الوزارية في كل طابق. وللحديث صلة.

الگاردينيا:اهلا وسهلا بالأستاذة القديرة/ افراح شوقي في حدائقنا ..

                  

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

887 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع