شاهد على الطريق ...

                                       

                          محمد علي الامام

العراق بخير..

في الاسبوع الماضي وتحديدا يوم الاربعاء كنت قد عزمت على السفر من اربيل الى بغداد برا بعد امن طمأننا الاخوه السائقين ان الطريق آمن وفعلا تحركنا فجرا الى العزيزه بغداد..

وبكل راحة وانسيابيه وصلنا الى (طوز خورماتو) وتناولنا فيها فطورنا ومن ثم باشرنا السير فوجدنا ان جسر الطوز مقطوع وهناك تحويله كبيره وواسعه تدور الى مسافه كبيره على يمين الجسر وبعد ان تجاوزنا ذلك وانا اتابع ماموجود على الطريق فلم اجد اي حركه او مؤشر لوجود حياة في جميع القرى من ( طوز خورماتو ) حتى الخالص فكل القرى والنواحي التي قيل انها تحررت ومنها ( آمرلي ) ولايتواجد فيها اي بشر حتى الحيوانات قد هجرتها عدا الدور المدمره والمحروقه وبقايا العجلات المحترقه وجميعها مدنيه حيث يبدو ان الجيش قد سحب آلياته من ارض المعركه التي دارت هنا في هذه المناطق ولاتزال آثارها على الطريق من حفر القنابل والتخسفات والحيدانات الكثيره ..
لم اشاهد الجيش العراقي عدا بعض المفارز في بعض النقاط والباقي مجموعات من المليشيات المؤلفه من بدر ( الجناح العسكري ) وسرايا السلام التابعه لمقتدى الصدر ,, الطريق مزدحم بالشاحنات التي تراكمت منذ فتره والقادمه من تركيا وهي تحمل البضائع المختلفه وبارتال طويله غطت على الطريق وهنا موضوع المقال ..
قرب العظيم هناك سيطره مختلطه من الجيش والمليشيات وشاهدنا طابور من الشاحنات يزيد حجمه عن خمسمائه شاحنه غطت على كل الطريق الذاهب ونصف الطريق القادم ولم تبقى سوى مساحه لعجله واحده قادمه من اتجاه ديالى فقط ,, والسؤال لماذا سمح منتسبي السيطره لهذه الشاحنات بأشغال الطريق بهذه الطريقه دون تنظيم وقوفهم كما هو مطلوب .. ( في سؤال لااحد سواق الشاحنات عن سبب التعامل معهم بهكذا اسلوب قال بالحرف الواحد انهم في هذه السيطره يدفعون بين 25 ألف دينا و75 ألف دينار عن كل شاحنه وحسب الحموله ) هنا قرر سائقنا وهو من الاخوه الكورد ان يستخدم هذا الطريق القادم من ديالى بالمسير عكس السير بالرغم من طلب بعض الراكبين وانا منهم بعدم المجازفه خوفا من الحوادث ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان فقد اوقفت عجلتنا من قبل جندي يقف مع سياره عسكريه بك آب وجرى الحوار التالي :
الجندي : لماذا انت جاي رونك سايد ؟
السائق : الشاحنات ساده الطريق وانا معي ركاب وعائله .
الجندي : انت مخالف ,, وذهب الجندي الى مقدمة السياره وبدأ بخلع رقم السياره بواسطة البندقيه ,,نزل السائق ليسأل
السائق : ليش ,, وهنا وجه الجندي لكمه الى السائق ولكن السائق لم يرد عليه وبدأ الجندي بالكلام البذيء والتهجم على السا ئق والكورد وفجأة تجمع عدد من الجنود واصبح عددهم خمسه وانهالوا بالضرب على السائق من كل اتجاه وطرحوه ارضا وهو يصرخ من الضرب باعقاب البنادق ونحن داخل السياره منعنا من النزول على الاقل لفض الاشتباك وتهدأت الموقف واستمر الضرب حتى سالت دماء السائق وكان هناك جندي سادس يقوم باطلاق النار في الهواء لاثارة الفزع والتخويف واخيرا تمكنت امرأه من النزول عنوة وصرخت وصوتت حتى تركوه مضرجا بدمائه والجندي يقول ( هم كوردي وهم رونك سايد ) .
واخيرا سمح لنا بالنزول لانقاذ السائق المسكين ومسح دمائه والبحث عن رقم السياره الذي رماه احد الجنود في كومه من الانقاض واستغرق منا وقتا وغادرنا حتى اجتزنا السيطره وبعدها توقفنا لغسل السائق من التراب والدماء ..
ذكرت هذا الحادث ليس في سبيل الاثاره ولكن في سبيل لفت الاتنباه الى تصرفات الجيش العراقي الجديد واخلاقه الحميده في تعامله مع المواطنين ..
نعم السائق مخالف ويجب محاسبته ولكن ليس بطريقة الهمج والرعاع ولكن هناك مائة طريقه يمكن محاسبته بها كأن يحجزه لمدة نصف ساعه او اكثر ومنعه من المرور وغير ذلك ولكن هذا مؤشر على تعامل العسكريين الجدد مع المواطنين بهذه الاخلاق المنحطه والوضيعه ..
رحم الله العراق وجيشه ونخوة جنوده واخلاقهم ..
محمد علي الامام

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

618 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع