العراق - الحلقة الثانية‏

                              

                         د.رعد العنبكي

هناك اليوم عدد من علماء التاريخ القديم ومن المؤرخين والمستشرقين الذين ذكروا ان ارض الرافدين( دجلة والفرات) كانت هي الارض التي شهدت السلالات الاولى من بني الانسان

كما اكدوا على ان الارض كانت هي الاولى ايضا في ولادة اولى وكبرى الحضارات الانسانية في العالم وانها الارض التي نشاء عليها سيدنا نوح  ( ابو البشر الثاني ) بسبب مباركة الله عز وجل لها وما وهبها بعد ذلك من حكمة السومريين وصلابة الساميين وباءس الاشوريين وعظمة العرب والمسلمين في ارض ومنطقة معطاء قيل انها كانت مسرحا لجنة عدن ويكفي ان يكون ابناء الحضارات العراقية القديمة هم اول من اخترع الكتابة والعجلة اصل جميع العلوم والاداب في العالم كما كانوا اول من افتتح المدارس النظامية عندما اسسوها في المدينة العظمية (بابل ) التي عرفت بمدينة حدائق بابل المعلقة احدى عجائب الدنيا السبع والمدينة التي وضع علماؤها اسس علوم الحساب والفلك والكيمياء كذلك كان العراق هو البلد الذي شهد قيام ملك بابل العظيم ( جلجامش) بتنظيم ملحمته الاشهر في التاريخ القديم والمعاصر ومثلما اشتهرت هذه الملحمة فقد نالت الشهرة الكبيرة ايضا مسلة (حمورابي) التي سنها الملك الكبير ( حمورابي) وضمنها نصوصا عادلة عن حقوق المواطنين وواجباتهم
ياتي واقع نشوء الحضارات القديمة الكبرى على ارض وادي الرافدين ترجمة للحقائق التاريخية التي تؤكد ان جميع هذه الحضارات نشاءت في مواقع تجاور انهارا كبرى مثل نهري دجلة والفرات اللذان يمران من شمال العراق الى جنوبه وكانا هما الاساس في نشاءة وتطور حضارات بلاد مابين النهرين على امتداد حوالي(8000) سنة من التاريخ حضارات اضاءت العالم وصاغت اسس النظام الانساني وحفرت الحروف الاولى في ازدهار الحضارات البشرية التي تعاقبت عبر التاريخ وتمثل ذلك اولا بالحضارات السومرية والاكدية والبابلية والاشورية كما تمثل بالفترات المزدهرة التي شهدها العصر الاسلامي في العراق
خاصة في الفترة التي كانت فيها ( بغداد ) عاصمة للدولة الاسلامية الكبرى زمن العباسيين
يقول العالم(ولفنسون) ان هناك نظرية خاصة تقول ان اقدم منطقةعمرها سام بن نوح هي ارض بابل وقد اثبتت البحوث القديمة ان ارض بابل كانت هي المهد الاصلي للحضارة السامية والحضارات التي اعقبتها والتي خلفت اعظم الكنوز الاثارية والمواقع الثقافية في العالم
وبخصوص نفس الموضوع يقول الكاتبان العراقيان السيدان عوني القلمجي وعلي الصراف في مقالة مشتركة : ( لقد بنيت على ارض العراق خمس حضارات كبيرة والنفط لم يكن في اي واحد منهما بل الانتاج والابتكار والعلم والثقافة والمعرفة ) وعلينا هنا ايضا ان لاننسى ما تحدث به المؤرخ الكبير هيرودتس الشهير بلقب ( ابي التاريخ ) عن حضارات العراق وعلى صلة بذلك تقول مصادر التاريخ بانه وقبل ظهور الانبياء والرسل الكرام كانت بابل ام
الدنيا حضاريا وثقافيا وروحيا  مثلما جاءت بعدها وبقرون مدن عراقية اخرى كانت كل منها بدورها وفي زمانها ام الدنيا وحاملة شعلة الحضارة والثقافة والعلوم للعالم
عن بدايات السلالات الاولى من بني الانسان في العصور السحيقة عصور ما قبل التاريخ يقول الدكتور علي القاسمي: ( ان علماء الاثار الذين باشروا الحفريات على طول شواطئ الرافدين وجدوا اثار انسان التيندرثال في مغارات ( شانديرا ) في وادي الزاب الاعلى احد روافد نهر دجلة حيث عاش هذا الانسان في تجمعات سكانية قبل اكثر من مائة الف عام
وعن قدم الحضارات في ارض ( بلاد مابين الرافدين ) تشير المصادر التاريخية من بين ما تشير اليه الى ان ارض هذه الارض المباركة شهدت ظهور عدد من الرسل والانبياء وردت اسمائهم وقصصهم في القران الكريم كان من بينهم ابو البشر الثاني نوح وابو الانبياء ابراهيم وهود وصالح عليهم السلام
كان التسلسل الزمني في تعاقب الحضارات والعهود في العراق هو ما يلي:
شهدت الالف السادسة قبل الميلاد – نزوح القبائل العربية من جزيرة العرب الى منطقة الهلال الخصيب بشكل عام ومنطقة نهر الفرات بشكل خاص وهي التي شاركت السومريين في بناء اولى الحضارات الانسانية في العالم وساهمت بخبرتها في ميادين هندسة الري والزراعة وصناعة الادوات المختلفة والتجارة الخارجية والداخلية كما ادت دورا فاعلا ايضا في عملية تاسيس السومريين ( وهم سكان البلاد الاوائل ولم ياتوا من خارجها كما تزعم بعض المصادر)
لعدد من المدن للمرة الاولى قي التاريخ مثل المدينة ( اوروك) في نهاية الالف الرابعة قبل الميلاد
وشهدت تلك العصور امتداد الحضارة السومرية العربية الى العيلاميين في ايران والى بلاد الاناضول ومصرمن (3700) ق م  الى (2350 ) ق م  :
الحضارة السومرية (او ما يطلق عليها البعض اسم حضارة بلاد بابل او حضارة ما بين النهرين ) اشهر ما تميزت به هذه الحضارة :
انها الحضارة الانسانية الرائدة عبر التاريخ وان ( التاريخ يبدا من سومر ) كما قال العالم الاثاري الامريكي  صموئيل نوح كريمر  وكان تعليق الدكتور علي القاسمي على مقولة كريمر( ان صدق هذه المقولة تعتبر بديهة من البديهيات لدى المؤرخين لانه لا وجود للتاريخ بمعناه العلمي الدقيق من دون وجود سجل مدون لاحداث يعود اليه المؤرخ والسومريون هم الذين ابتدعوا الكتابة وجعلوا ذلك ممكنا
انها قامت على ايدي اقوام عدة بدات بالسومريين ( والعرب الذين هاجروا الى بلاد مابين النهرين من الجزيرة العربية ) وهم الذين يعود لهم الفضل في تقديم اهم الاختراعات والنظم والانجازات في تاريخ البشرية فخلال عصرهم تم اختراع ( الكتابة) و ( العجلة ) اللتان تعتبران ولحد الان اكبر واهم انجازين في التاريخ البشري اذ شكلا الاساس في جميع الاختراعات التي توالت حتى الان
وبهذا سادتي القراء الكرام اكتفي والى حلقة قادمة باذن الله تعالى
ولكم مني اطيب المنى
اخوكم المخلص
الدكتور
رعد العنبكي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

698 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع