داعش.. العفريت الأمريكاني

                                          

                           ريهام مازن

ماذا تعرف عن العفريت؟ هل يمكنك أن تراه؟.. هل هو كائن إنسي أم جان؟ وهل تستطيع أن تحارب العفريت؟ هذه التساؤلات لسنا بصدد الرد عليها، إنما هي تعبيرات عن حال السياسية الأمريكية التي باتت تجد الكثير من الأزمات في إدارتها، بل وأصبحت مكشوفة لدى الكثير من شعوب العالم، خاصة في المنطقة العربية... فلا أحد أصبح يصدق الألاعيب الأمريكاني.

ما توصلت إليه شعوب العالم العربي، هو أن  السياسة التي انتهجتها الإدارة الأمريكية في العشرة أعوام الماضية وتحديدا منذ هجمات 11 سبتمبر، كانت تهدف للتوغل في دول المنطقة، بدءا من العراق التي دخلتها عن طريق أكذوبة أسلحة الدمار الشامل.

الخطط "مستمرة" ولا تنتهي في المنطقة بأكملها، فبعد أحداث العراق ، بدأت الشعلة لثورات الربيع العربي منطلقة من تونس، ثم مصر، ثم ليبيا، ثم سوريا، ثم اليمن.. الخ.. والتخطيط بدأ من خلق تنظيم "القاعدة"، الذي اتهم بارتكاب هجمات 11 سبتمبر، ثم تدريب شباب وتعليمهم كيفية القيام بثورات من أجل الديمقراطية، وصولا لحكم الإخوان، الذين أجرت معهم أمريكا صفقة ، لحسابها الشخصي، من أجل تواجدها في المنطقة للحفاظ على "صغيرتها" إسرائيل، و"التكويش" على بترول العرب أو ما يستجد في التنقيب عنه.

وعندما لم تفلح ثورات الربيع العربي، وتأتي بالنتيجة المرجوة، ظهرت هذه "الدواعش" أو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على الساحة، ليستمر مسلسل دفاع أمريكا عن المنطقة، في محاربة الإرهاب.. المهم أن تكون قدميها راسختان في الشرق الأوسط.

الآن، تحشد الولايات المتحدة إلى صفوفها، كل من بريطانيا وفرنسا ومن تستطيع إقحامه من دول المنطقة العربية في هذا المخطط لمحاربة داعش.. أوباما يحاول الضغط على مصر من خلال تأجيل مسألة المعونة العسكرية وجون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، جاء إلى مصر، ليحاول أن يقنع الرئيس بأهمية مشاركة مصر في محاربة هذا التنظيم.

هدف الأمريكان هو (طرق الحديد وهو ساخن).. فالآن، وبعد أن أصبح هناك عداء لأي تنظيمات إسلامية نتيجة فشلها ووحشية أدائها، فالمناخ، من وجهة نظر الإدارة الأمريكية، أصبح مهيئا، لمحاربة هذا التنظيم.

تقابلت مع صديق أمريكي منذ عدة أيام، ولم ينف لي هذه النظرية، بل قال لي: داعش مولودة من رحم القاعدة، وأكد لي أنها صناعة أمريكية 100%، من أجل إرباك المنطقة وزعزعة استقرارها!

علينا أن نفرق بين أمريكا الشعب، وأمريكا الدولة، فأمريكا الدولة أو بمعنى أدق، السياسة الخارجية لأمريكا، لا تعرف سوى المصالح الخاصة وتعيش على مبدأ المنفعة العامة.. ومصلحتها ومصلحة إسرائيل فوق كل شيء.

أحب الشعب الأمريكي، وكلما ذهبت إلى هذا البلد أعجبني تركيبة شعبه الطيب، الذي يتميز بالبساطة التي تصل لدرجة السذاجة.. أما إدارتها الخارجية، فمن الصعب التسليم لها ومنحها الأمان كما كان في الماضي، لأننا لن ننسى أن أمريكا أدارت لنا ظهرها وقت كنا في حاجة لمساندتنا، ليس هذا فحسب، بل هاجمتنا ولم تعترف بشرعية ثورتنا (30 يونيو) وتحايلت عليها وأثارت ضدنا الرأي العام العالمي!!

من قلبي: علينا التوخي والحذر وعدم التورط في أي حروب من قريب أو من بعيد لصالح أمريكا أو أي دولة، فمصلحة مصرنا فوق الجميع.. و"داعش" هو العفريت الأمريكاني الصنع، الذي ربما لم يكن له وجود سوى على أشرطة الفيديو المسجلة التي تبثها محطات الفضائيات... ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين!!!

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

933 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع