أقلعوا مسمار جحا

                                           

                        سعد هزاع عمر التكريتي



كان لجحا البغدادي داراً في بغداد، رغب بتأجيرها لأحدهم وعمد الى دق مسمار في أحد جدران الدار الداخلية وأخذ يزور الدار ويطلب من المستأجر أن يسمح له برؤية مسماره العزيز مخافة إن كان قد أصابه مكروه أو قلع من مكانه ..

فأمسى ذلك مثلاً يُضرب، وهنا يتقارب مع ما تركه جحا البغدادي وما تركه لنا ألأحتلال ألأمريكي البغيض للعراق، فالأحتلال لم يكتفِ بتدمير دولة كاملة ألأركان والمؤسسات والبنىالتي جهد الأنسان العراقي لبنائها طيلة سبعين عاماً، بحجج واهية، بل عمد الى ترك أذنابه وعملية سياسية مشوهة ودستور منقوص وملغوم بألغام طائفية وأجتماعية شريرة، بل وترك الباب والساحة مفتوحتين على مصاريعهما لكي تعبث بالعراق أرضاً وبشراً دولة الشر في فارس من خلال تحكمها بأركان العملية السياسية المشبوهة وسيطرتها على مواقع القرار في ألأحزاب الدينية الطائفية والتي أبتلى بها العراق منذ اليوم ألأول للأحتلال ولغاية هذه اللحظة.
وكان من نتيجة كل ذلك مجتمعاً أن أطل تنظيم يغلف نفسه بالدين والدين منه براء، كي يفتك بما تبقى للمواطن في أرضه وعرضه وماله ويبرر القتل وأنتهاك الحريات وتفجير المراقد الدينية ومقامات ألأنبياء وألأضرحة وأماكن العبادة لغير المسلمين وتهجير السكان وإجبارهم على أعتناق ما يرغب به هذا التنظيم. بل وألأنكأ من ذلك أن هذا التنظيم أعطى المبرر – وكأنه لاتوجد مبررات كافية – كي تخرج ألأفاعي من جحورها مرة أخرى وتستبيح العراق ثانية تحت ستار مقاتلة هذا التنظيم لأنه بات يشكل خطراً على السلم العالمي وبعد أن صمت أذانها وأغلقت عيونها عن أفعاله في سوريا طوال أكثر من أربع سنوات. فنراها قد أجتمعت لتقسيم ألأدوار فيما بينها بدءاً من أستراليا في أقصى الشرق والتي لاناقة لها ولا جمل في الصراع إلا بكونها وليدة أمبراطورية ألأحتلال البريطاني وأنتهاءً بأمريكا الشر والعدوان في الغرب والتي يهمها من كل ذلك حماية مصالح الكيان الصهيوني وأبقاءه متفوقا في المنطقة وإطلاق يد ألته العسكرية لتعبث بأمنها وقتما تشاء، وأمريكا برجوعها مرة أخرى فهي تريد أن تحافظ على أذنابها ورجالاتها والذين خلفتهم ورائها بعد هزيمتها على يد أبطال المقاومة الباسلة في العراق.
إن هذه العودة لأستباحة حرمة أراضي العراق وسيادته ينظر اليها على أنها مقدمة لنتائج ستطال العراق والمنطقة ومنها :
•    إعادة ضرب الحاضنة البشرية لثوار العراق تمهيداً لوأد الثورة المباركة والتي من أهدافها أعادة وضع العراق على الطريق الصحيح.
•    إطلاق يد الميليشيات الطائفية المدعومة من دولة الشر في فارس للعبث بمقدرات المجتمع العراقي وألأجهاز على ما تبقى من لحمة وطنية وتهديد الدول ألأقليمية ذات التوجه العروبي.
•    أستمرار عمليات القتل بالوكالة التي يقوم بها عراقيون كي تبقى طاحونة التدمير مستمرة بالدوران وبعد أن نأت أمريكا بنفسها عن أرسال قوات لمقاتلة هذا التنظيم.
إننا يجب أن نفهم أن الهدف ألأساس من كل تلك السيناريوهات هو إعادة تقسيم المنطقة والعراق ووضع خرائط جديدة لهما بعد أن أستنفذت أتفاقية سايكس-بيكو ألأهداف التي وضعت من أجلها، فتقسيم المقسم الى دول عنصرية وطائفية وأثنية ألأبعاد والتوجهات هو هدف لتلك الدوائر ألأستعمارية منذ مدة ليست بالقصيرة، كي تبقى المنطقة مشتعلة بنار الحقد التي تحرق ألأخضر واليابس من خلال تلك الصراعات ألأثنية والطائفية والعنصرية بين دولها مستفيدة من كل ذلك شركات السلاح والنفط الأمريكية. كما أنه عودة بين كل فترة وأخرى لرؤية المسمار الذي دقه المحتل الغازي في العراق وألأطمئنان على ما ينجزه أذناب المحتل من أستمرار التدمير الممنهج للعراق.
إن الجميع مطالب بدأ بالثوار والوطنيين والمنظمات التي هي خارج الهيمنة والتأثير ألأمريكي الى وأد هذا المخطط الخبيث وقلع ( مسمار جحا ) من مكانه من خلال إدامة زخم الهجوم وضرب أركان العملية السياسية الطائفية للحكومة العميلة وفضح مخططات أمريكا ودولة فارس في إبقاء العراق والمنطقة تحت خطر الحرب الطائفية والتقسيم.

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

600 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع