لقد آن الاوان للترجل لانكم فاشلون

                                      

                          محمد علي الإمام

يعتبر العراق موضعا خاصا في نظر الشيعه لاسباب عديده منها انه كان مقرا لاول خلافه يعتقدون انها صحيحه وشرعيه ولكونه الدوله الاكثر احتواءا للائمه مثل علي بن ابي طالب وابنه الحسين والعباس وموسى بن جعفر والحسن العسكري وعلي الهادي والسيد محمد اضافة الى اللاف من قبور الاجداد واجداد الاجداد في مقابرهم الخاصه والاهم من كل ذلك ان العراق يجاور ايران الحاضنه الشيعيه في المنطقه بل في العالم ومنذ اكثر من 500 عام ..

منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام والطائفه الشيعية تبكي المظلومية وتضرب برسالة الحسين العادلة مثلا. فتقيم مآتم العزاء وتحرض المشاهدين والمستمعين على الأعداء وعلى أعداء الحسين وأعداء أهل بيت الرسول الذين هم الأولى بالحكم والسلطة كونهم أحفاد الرسول وحاملي رسالة الاسلام العادلة التي حاول الامام الحسين إعادة العمل بها  بعد أن تدهور الحال في المجتمعات الإسلاميه فخرج الحسين من المدينة متوجها الى مكه ثم إلى العراق وهو يقول :"
(لم أخرج أشرا ولا بطرا، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر)
 
وبعد نضال دام 1400 سنه تخللها الكثير من الافعال منها الجيد ومنا الرديء ومنها ماهو تآمري ومنا ماهو ضعف وانحناء وتقيه وعمل المستحيل لكي ينفذوا ما هم مقتنعين به انه الحق مخالفين في ذلك مجموع المسلمين في العالم والذين يبلغ تعدادهم اليوم اكثر من مليار ونصف اكثريتهم المطلقه من اهل السنه
يأتي الأمريكيون والمجتمع الغربي المسيحي الكافر ليحرروا لهم العراق ويطيحوا بالدكتاتور ممثل الطرف السني في المعادلة الامريكيه الخبيثه. ويسلمهم العراق وتصبح مقاليد الحكم السياسي بايديهم بعد أن هدموا لهم بنية الوطن العسكرية والأمنية ثم الاقتصادية والاجتماعيه وزرعوا الفرقه بين ابنائه. قالوا لهم هذا هو عراقكم فأحكموه ونحن مغادرون، لكننا سنبقى نراقبكم ونراقب الأحداث عن كثب من خلال سفارة.  تعد من اكبر السفارات الامريكيه في العالم وفيها قوه عسكريه وامنيه وموظفين قوامها خمسة عشر ألف منتسب، وفي داخل السفارة فنادق وشقق سكنية فخمه و أجهزة تنصت وأنواع من الأسلحة الحديثة، وسحبوا قواتهم العسكريه النظامية التقليدية لتتمركز في الكويت الذي  يجاور مدينة البصرة بمسافة تقطعها قواتهم بوقت قصير عند الضروره ..!
 
استلم الشيعة الحكم لأول مرة في تاريخهم  وهم غير مؤهلين لادارة دوله ولايمتلكون الخبره ولا الكادر ولا النيه الحسنه ولا الوطنيه المطلوبه واكثرهم ولائهم لغير العراق .  
 
كان الكثير من الشيعه وغيرهم من العراقيين  يعتقدون بان الشيعه اكثر وطنيه من غيرهم من مكونات العراق للاسباب التي ذكرناها اعلاه والتي تجعلهم يتمسكون بالعراق اكثر من اي مكان آخر في العالم ، ولكن تبين بأن هؤلاء لا يحبون وطنهم ولا يحبون  الحسين والعباس وعلي بن أبي طالب وموسى الكاظم وحسن العسكري وكنا نعتقد انهم سيعملون باخلاق الائمه وسيرتهم وحبهم وتواضعهم ونزاهتهم  و لقد جاءت الفرصة وظننا بأن العراق سوف يصبح جنة الله في الأرض. لقد جاؤا وهم يحملون وجدان الحسين ونبل رسالته وهي تحمل زهد علي بن أبي طالب وخوفه من الدنيا ووحشة طريقها وبعد السفر فيها وقلة الزاد،  "  
لقد جاؤا وهم محملين بكل هذا الوجع والانين وسنين وهم يضربون الجباه والظهور ويلطمون،ولكن تبين ( إنما كانوا يبكون خزائن العراق ) التي لم يتمكنوا منها والواقعة تحت هيمنة السنة طوال أكثر من ألف وأربعمائة عام، وهم يريدونها لهم، فهم أحق بها من غيرهم، اليس هم السادة من أحفاد رسول المسلمين رسول الله على الأرض وهم يمثلون الله اليوم بعد أن أنتقل الرسول إلى جوار الرفيق الأعلى اوليس هم احفاد ذلك الذي طلق الدنيا وما فيها وعاش ومات فقيرا ؟؟ ومن هنا قيل المثل العامي ( انهم لايبكون على الحسين وانما يبكون على الهريسه ) .!
 
وضع لهم الأمريكان كل شيء من مستشارين وناصحين من يهود ومسيحيين وبوذيين وامروهم أن يجلسوا في المنطقة الغبراء المسيجة بالحواجز الكونكريتية العملاقة كي يتقوا شرور الحاسدين والطامعين من الشيعه قبل السنه. فظنوا أنهم بمنأى عن الخطر. فمن من  الفقراء الجائعين قادر على أن يحمل معولا او يفكر ان يهدم تلك الجدران ثم يتوجه نحو ساكنيها. هذا المواطن المسكين الذي يأكل كلاما وخطب رنانه ودجل واكاذيب لايصدقها اطفال الابتدائيه ، ويشرب تصريحات بثلاث وجبات كاملة غير منقوصة ويشرب معها  الوعود ولايملك الا ان يصلي على النبي وآله ويضع يده فوق رأسه صابرا محتسبا الفرج ! ثم بعد ذلك يرشف قهوة المنابر وحلويات الزيارات المليونية وينفس غضبه باللطم والبكاء وجلد الذات بالسلاسل والقامات .
احد عشرة سنه من عمر العراق والعراقيين  بدون دوله بالمعنى الحضاري ونحن نأن تحت الكونكريت وتحت قانون الطوارىء وتلاعب شرطه فاسده وجيش اكثر فسادا وموظفين جهله ورشاوي لاتعد ولاتحصى وسياسه متذبذبه متشظيه كل يوم باتجاه حتى باتت ايران تقرر لنا من هو الفراش الجيد في دوائرنا ومن يصلح كوزير ورئيس وزراء ورئيس جمهوريه ومن هي الزوجه المناسبه للمتعه والكل مستمتع وراضي طالما الحاكم جعفري وماكو ولي  ..
جيش فاشل وشرطه فاشله وقياده فاشله وبلد فاشل بموجب معايير العالم المتحضر ,, نعم فاشل في كل شيء ويخرج السيد المسؤول متبجحا ليقول لنا لقد حققنا انجازات عظيمه وتمكنا من القضاء على الارهاب ونتفاجىء بان الارهاب بيننا يأكل ويشرب وان وارداتنا بالمليارات ضاعت من اجل عيون حزب الدعوه والاخوه اصحاب المظلوميه يتقاسمون المعلوم وهم صامتين لامرجعيه تعترض ولامعمم يقول شيئا ..
اهكذا كانت ثورة الإمام الحسين (ع) ؟؟ اهكذا كان الائمه ؟؟ اهكذا هو الدين ؟؟ اهكذا امركم دينكم ان تسرقوا وتقتلوا وترتشوا وتفسدوا وتنهبوا وتغتصبوا ؟؟
لقد شوهتم صورة الدين عموما وصورة الشيعه خصوصا واليوم عندما نسأل احدهم عن رأيه فيكم يقول : انهم لصوص , قتله , فاسدين , عملاء , جهله , لايصلحون لشيء مفيد .... اليس انتم كذلك ؟؟

(( اللهم لاتؤاخذنا ان نسينا او أخطئنا ))


محمد علي الامام

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1071 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع