نهاية الصراع العربي _ الصهيوني

                                     


                        حسن الجبوري

ربما اصبح مصطلح الصراع العربي الصهيوني من الماضي فمنذ اتفاقية كامب ديفيد تحول المصطلح تدريجيا الى " النزاع الفلسطيني _ الاسرائيلي " حيث تم اقتصار الامر على فلسطين وجرى تحييد الدول العربيه الاخرى ..

ان هذا الموضوع هو من المواضيع المهمه والغنية بالاحداث حيث الحروب المتكرره وتبادل الجواسيس والتأمر والاغتيالات ... الخ وحينما نراجع الصراع ندرك وبوضوح مكامن الخلل في اداره الدول العربيه للصراع .فالمقاومه الفلسطينيه مثلا كانت عباره عن تيارات ومنضمات تتبع للانظمه العربيه المتناقضه فيما بينها وكثيرا ما حدثت المصادمات والانشقاقات ..ووصل الامر للتصدام بين النظم العربيه والفلسطينين ..فمجازر تل الزعتر التي ارتكباها النظام السوري في عهد حافظ اسد بحق اللاجئين الفلسطينين لا تقل دنائه عن مجازر الصهاينه .والنظام السوري لم يكتفي بالامر بل ان اعلام النظام كان يشن حملات اعلاميه شعواء ضد الفلسطينين فعلى سبيل المثال في  بدايه الثمانيات وبعد مجازر صبرا وشاتيلا التي ارتكبها الصهاينه كان النظام السوري يشن حربه الخاصه ضد الفلسطينين فقد طالبت صحيفه تشرين السوريه سنه 1983 "بقطع يد ياسر عرفات " وليست اليد المطلوبه بصفتها الشخصيه بل التمثيليه والاعتباريه   ويمكن القول ان الصهاينه والنظام السوري قد تعاقبا عللى تنفيذ نفس الهدف . كما لا يفوتنا ذكر تصادم الملك حسين وياسر عرفات وما خلفه هذا التصادم من ضحايا من الجانبين ...وحينما نتصفح اوراق الصراع ندرك ان الدول العربيه التي ارسلت قواتها الى فلسطين سنه 1948 في الحرب التي اعقبتها النكبه لم تكن راغبه في خوض الصراع فقد ارسلت هذه الدول جيوشها تحت ضغط الجماهير كما ان ارسال الملك فاروق اسلحه فاسده وغير صالحه للاستخدام للجيش المصري خير دليل ...وبالنسبه لحرب 1967 والتي اعقبتها النكسه الامر متشابه مع الاختلاف ان المرحوم جمال عبدالناصر كان مبدئيا وحازما في تصديه للصهاينه ولكن سلسه من الاخطاء الفادحه اودت بمصر للهزيمه ...ومن المؤسف حقا انه وفي الوقت الذي كان فيه الرؤساء والملوك العرب يبحثون عن بطولات وامجاد شخصيه زائفه ويديرون البلاد بعقليه الرجل الواحد والزعيم الاوحد ...في نفس الوقت يحشد الصهاينه خبرائهم ويقدمون قادتهم لانهم يعتبرونه معركتهم جميعا وليست معركه رئيس اونظام بعينه ... كما لا يفوتنا ان نذكر الدعم المادي والاعلامي الهائل الذي كانت تتلقاه اسرائيل من الولايات المتحده والغرب ..ولكن هذا الامر لا يعني ان اسرائيل هي الدوله التي لا تقهر فقد وجدت وتوجد فيها ثغرات كبيره استغلت احيانا ولم تستغل احيانا من قبل الدول العربيه  ...ومن الامور التي يمكن ملاحضتها في اجهزه الدعايه والاعلام الصهيونيه هو محاولتها ابراز اسرائيل دائما بانها الدوله ذات النظام الديمقراطي الوحيد والتي تحيط بها دول معاديه ذات انظمه مستبده .. محاوله بذلك كسب ود شعوب وحكومات الدول الاوربيه ...كما ان هدفها الثاني هو طمس حقيقه كونها كيان اقيم فوق اشلاء شعب قتل وهجر وسلبت ارضه ... وبعد اتفاقيه كامب ديفيد بدء التراجع العربي في دعم قضيه فلسطين فمصر عبدالناصر حاربت اسرائيل ومصر السادات وقعت اتفاقيه السلام مع اسرائيل ومصر مبارك كانت ترعى مفاوضات السلام بين الفلسطينين والاسرائيلين واقفه على الحياد بين الجانبين ...وموقف الدول العربيه الاخرى لا يختلف كثيرا فالاردن لحقت بمصر ووقعت اتفاقيه وادي عربه سنه 1994 للصلح مع اسرائيل ... ويمكن اعتبار موقف العراق من القضيه الفلسطينيه متميزا فمشاركه العراق كانت فاعله في حربي 1948 و1973 بالرغم ان العراق ليس لديه حدود مباشره مع فلسطين ..والجيش العراقي هو الجيش العربي الوحيد الذي لم يوقع على قرار وقف اطلاق النار مع الصهاينه لحد الان .. وقد بقي موقف العراق متميزا حتى الاحتلال الامريكي له في نيسان2003 ليكون ذا موقف متخاذل اسوه ببقيه الدول العربيه ...كما ان اسرائيل استطاعت ان تنقل الصراع من بعده العربي الاقليمي الى قضيه محصوره بالفلسطينين والاسرائيلين ...كما وتقوم اسرائيل اليوم بتقسيم الفلسطينين فهي اعلنت مرارا ان السلام سيكون مع السلطه الفلسطينيه اي مناطق الضفه الغربيه واما حماس فتعتبرها حركه ارهابيه وغزه منطقه ارهاب ..
وفي نفس الوقت تقوم اسرائيل بشن حربين مختلفتين ففي الضفه الغربيه  حملات الاستيطان وابتلاع الاراضي قائمه على قدم وساق  الامر الذي دفع الرئيس ابو مازن ان يعلن ان اسرائيل تريد الاستيطان والسلام ولا يمكنها الحصول على الامرين معا وفي  قطاع غزه يستمر فرض الحصار الاجرامي اضافه للغارات المستمره وشن حملات عسكريه بين الفينه والاخرى ...ولكن في الجانب الاخر حركة حماس تقوم بدور مهم في المقاومه العسكريه للاحتلال فهي تشكل علامه فارقه في النضال الفلسطيني  منذ تأسيسها في الثمانينات واستطاعت انتشال القضيه الفلسطينيه من رفوف النسيان وعدم تركها رهينه في مفاوضات السلام الزائفه ..
وختاما ان مفهوم الصراع العربي الصهيوني ربما يكون قد اصبح من القضايا التاريخيه ... وان هذا الملف بكل ما يحويه من صفحات مؤلمه وقاسيه فأن فيه بطولات وامجاد عن رفض الشعب العربي عموما والفلسطيني خصوصا للظلم والاحتلال كما ان شعبا عضيما يناضل وليس في راحه يده سوى الحجاره لهو شعب يثبت وبوضوح ان ترك الارض محال والنضال مستمر على كل حال ...
حسن الجبوري   عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1159 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع