فندق دار استراحة كركوك (ريست هاوس)

  

   فندق دار استراحة كركوك (ريست هاوس)

 

           

بداية لابد ان نستعرض تاريخ وقصة سكك حديد العراق والتي بدأت في نهاية الدوله العثمانية بعد ان استطاعت المانيا علي الحصول علي امتياز مد خطوط سكة حديد الاناضول الذي يبدأ من اسطنبول الي الموصل –بغداد- البصرة –الكويت  وسمي تاريخيا خط الياءات الثلاث كما ورد هذا التعريف في مقالة الدكتور ابراهيم العلاف في ملحق جريدة المدي بتاريخ 24-5-2015 ويقصد به (بغداد-بصرة -برلين) ولقد تلكأ العمل في المشروع  بسبب ظروف الحرب العالمية الاولي  ولكن مع ذلك تم انجازه علي مراحل  علما ان فكرة استخدام السكك في العالم بدأت عام 1840م علما ان اول افتتاح لخطوط السكك عام 1825م بتخطيط من الانكليزي جورج ستيفنسون وفي ادناه خطوط سكك الحديد في العراق وتاريخ الانجاز
1-اول رحلة تمتسييرها عام 1914 مابين بغداد وسميجة(بلد) حاليا
2- 1920 انجاز خط بغداد البصرة
3- 1919 انجاز خط بغداد كركوك وكانت المرحلة الاولي  مابين بغداد وكفري
4- 1940انجاز خط بغداد الموصل
5- 1950 خط كركوك اربيل وربطه بخط كركوك بغداد
6- خط بغداد الموصل اسطنبول في 1تموز 1940
وكانت ادارة الخطوط بداية تحت اشراف الجيش الانكليزي ثم انتقلت الي ادارة بريطانية مدنية في 1-4-1920 وانتقلت في 16-4-1936 الي الحكومة العراقية واصبح ذلك اليوم هو عيد السكك اول مدير عام لها عراقي هو الفريق الركن اسماعيل صفوت 1952-1955..

  

وفي سنة 1948 وضع الحجر الاساسي لبناية المحطة العالمية  بتصميم انكليزي وهي توأم لمحطتين في الهند ولندن ويضم برجا المحطة ساعتين احدهما تحمل ارقام هندية عربية والثانية تحمل ارقام انكلزية وتشبه دقاتها دقات ساعة بغ بن في لندن وقبلها كانت محطة غربي بغداد في علاوي الحلة 

            

وهي المحطة التي استقبلت الملك فيصل الاول عند مجيئه من البصرة الي بغداد 1920 بالاضافة الي محطات شمال بغداد باب العظم ومحطة شرقي بغداد محطة باب الشيخ كما تم انشاء ورش ومعامل لتصليح القطارات معامل الشالجية وهي من اكبر المعامل في العراق والشرق الاوسط بالاضافة الي معامل الغسل واتنظيف والتزييت (اللوكة)
وتزامنا مع انشاء المحطات تم انشاء دور استراحة فنادق سياحية في المحافظات كركوك والبصرة والموصل ومنها مدينة كركوك ومكانه بجوار محطة كركوك في منطقة الحمزلي وتسعين عام 1919 -1920 وتم ازالة الفندق والمحطة مع الاسف الشديد في ااثماننيات وهو سوء تخطيط جدا وانشاء محطة وفندق جديد بديل بمسافة لاتبعد عن المكان ب1500م ورفع السكة القديمة التي كان مساراها جنوب شرق المدينة وتم انشاء خط عريض وهو خط خط خدمي للمسافرين وتجاري يمر من جنوب غرب المدينه الي بغداد يمر بناحية الرياض وبيجي وحديثه بغداد...

  

ونعود الي الموضوع الاساسي وهو فندق سكك كركوك وهو مصمم علي غرار الفنادق الانكلزية في لندن وهوفي غاية الروعة والجمال واول فندق عصري في كركوك تم انشائه علي مساحة 10000 متر مربع ومن طابق ارضي يحتوي على عشرين غرفة بالاضافة الي جناحين خاصيين للضيوف الكبار تحيط بالفندق حدائق غناء مؤثث ببساط اخضر من الثيل والورود الجميلة المستوردة من انكلترا ومجهز الفندق بكافة الخدمات من مطعم وبار والمواد المستعملة كلها انكلزية من الملعقة الي الي اسرة النوم والخزانات واجهزة التبريد والتدفئه واجهزة المطبخ من مناشئ عالمية ويدير ويقوم بخدمة الفندق عمال وطباخين مهرة ويقدم خدماته علي مدار اليوم وهم جميعا يعملون في دائرة السكك العامة واكثرهم من الاخوة المسيحين ويتجاوز عدد العاملين فيه بحدود 30 منتسب لا يوجد بينهم الا اثنان من المسلمين اولهم من اقربائي وهو المشرف الاول علي الفندق بعد المدير الذي هو ايضا من المسيحيين الاول كان المرحوم اسطيفان من بغداد والثاني المرحوم ميرزا زيا اللوس الذي هاجر الي امريكا مع عائلته في بداية السبعنييات للتغييرالاوضاع 

  

المرحومين/حسين علي خضر الحديدي و أحمد رجب الحديدي

وتوفي في ديتروت ولازال اولاده واحفاده هناك الذين استمروا بمواصلة الاتصال مع قريبي المرحوم حسين علي خضر الحديدي الي ان توفاه الاجل قبل عشر سنوات الذي افادني ببعض المعلومات عن الفندق وخاصة عن اهم الشخصيات العراقية والملوك الذين اقاموا في الفندق اثاء زياراتهم الي كركوك اوعند التوجه الي شمال العراق ومنهم:

    

الملك فيصل الاول والوصي والملك فيصل الثاني وروساء الوزراء الجمالي والهاشمي واخرهم احمد بابان اخر رئيس وزراء العراق في العهد الملكي وكان يتحدث عن خصائلهم وخلقهم الجمة وتواضعهم وبساطتهم وهو يتحسر علي الزمن وعليهم وتغرق عينيه بالدموع وكان يقيم بالفندق المهندسين الانكليز العاملين في السكك بالاضافة الي الاطباء الانكليز العاملين في المستشفي الملكي وعن الذكريات عنهم والاخلاص في العمل والنزاهة والتفاني في خدمة المواطن والبلد من الجميع عراقيين واجانب وقد افدني بمعلومة ان احد المهندسين الانكليز قد شاهد مجئ الشرطة لرفع صور الملك والوصي بعد ثورة تموز 1958 انه قال لي ابوعلي الان بداء العراق يدخل في الفوضي وعدم الاستقرار وقال له انهم سوف يعودون الي العراق بعد خمسون سنة وهو ماحصل وتحدث لي عن احد الاطباء الانكليز وهو اختصاص عيون انه كان يقوم بمعالجة الاطفال الذين يعانون من رمد العيون في اثناء عودته من المستشفي الي الفندق راجلا بوضع قطرات العيون العلاجية لهم

           

كما اوضح عن وصول الملكة عالية والعائلة المالكة اثناء حركة الكيلاني الي الفندق بالقطار قبل التوجه الي اربيل بضيافة احد اغوات اربيل

  

كماحطت رحالها في الفندق الكاتية البولسية اجانا كريستي في الثلاثثنيات لمدة يوم واحد قبل التحاقها بزوجها الاثاري في الحضر وذا غيض من فيض لهذه الحوادث لهذا الفندق الذي كان في ذلك الزمن من فنادق الخمسة نجوم الحالية بل اكثر قياسا للتطور التقني والعلمي في مجال الفندقة وكان للاخوة المسيحيين الباع الطويل في تطوير الفندقة والسياحة في العراق الذين مع الاسف الشديد تعرضوا للمضايقة من قبل اصحاب النفوس الضعيفة والتطرف الاسود والاعمي وهاجروا العراق وقلوبهم معلقة في تراب الوطن.... بعدالمرحوم ( زيا ميرزا اللوس) أستلم المسؤولية كل من - بيتر ، نجيب أبووئام -) ..

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

757 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع