رحلة العمر الى الأراضي المقدسة

  

       رحلة العمر الى الأراضي المقدسة

           

           

                  كتابة - إيمان البستاني

       

هل تمنيت يوماً ان تصلي في المسجد الأقصى , او ان تجلس تحت قبة الصخرة, او ان تشاهد المكان الذي وُلد فيه السيد المسيح أو المكان الذي صُلب فيه ؟
ربما تكون قد قرأت عن هذه الاماكن أو سمعت عنها وربما تكون قد حلمت بزيارتها
هذا هو ما قدمته لنا الدعوة الكريمة من لدن البروفسور الأديب والباحث ( شموئيل موريه) واسمه الأصلي بالعربية( سامي مُعلِّم) , أديب وباحث يهودي من أصل عراقي , ولد في بغداد عام 1932 وعاش فيها حتى جيل 18 عام حين هاجر إلى إسرائيل عام 1951
 درس العربية وآدابها في الجامعة العبرية في القدس وحصل على شهادة الدكتوراة من جامعة لندن في بريطانيا. كان يعمل أستاذًا للغة العربية وآدابها في الجامعة العبرية، وشغل منصب رئيس دائرة اللغة العربية وآدابها في نفس الجامعة
له أبحاث كثيرة في الأدب العربي الحديث، الشعر والمسرح كما حصل عام 2000 على جائزة إسرائيل في مجال الأبحاث الاستشراقية.


وصلناها ظهراً من يوم ١١ آب ٢٠١٥ رحلة استغرقت يوماً كاملاً من الطيران , كانت حرارة الجو تغلي بسابقة لم نعتد عليها منذ ان غادرنا بغداد اعواماً مضت, استقبلنا البروفسور( سامي موريه) بباقة ورد في يمينه وعلى يساره سكرتيرته الشابة الجميلة ( شيرين علي تواتي ) مرتدية زي فلسطيني ضاع بهائه من جمال ابتسامتها و ترحيبها ونزلنا في داره المعمور في  شارع نهر الفرات في مبشرة اورشليم
كل ما في الدار يشي بحب مالكه للكتب والأدب والعلوم , جبال من كتب تملاء المكان , حيطانه مزينة بآيات قرانية كريمة ولفظ الجلالة حيثما تدير رأسك ....صور و لوحات تحكي اساطير و رموز يطيل النظر اليها رسمها الفنان البروفسور ( مراد موريه )  شقيقه الأصغر المقيم في باريس


    

تتوسط حديقته ملكة ( نخلة بغدادية) كبرت و اثمرت من عجوة تمرة زرعت وفي القلب حنين وآسى علها تعوض ذكرى وطن .. وهو القائل يوماَ (وهل تدري كيف كانت ترف عليّ نخيل العراق )...
بنفس أبوي كان يعد فطورنا ويسخن الخبز ويعد الشاي وبعدها يطّعم ببغاواته التي حجز لها غرفة في حديقته ويسقي الزرع ويطّعم القطة وسمك الزينة بمواعيد لا تتأخر رغم مشاغله ومسؤولياته

              إعبلين ....بلدة الأدب والكرم الحاتمي

 

كان قد أعد لنا مسبقاً برنامجاً تعريفياً للأمكنة والشخوص , بدأناها في زيارة المحامي الدكتور( سمير الحاج ) وعائلته الكريمة في بلدة إعبلين في الجليل الأعلى المجاور لمسكن القديسة ( مريم بواردي ) التي تم إعلانها  قديسة بعد موافقة البابا فرنسيس الثاني في 17 مايو 2015 لأعجوبة شفائها المرضى
   

كان حديثنا مع الدكتور المحامي سمير الحاج حديث ادب وشجون وهو الطالب النجيب للبروفسور موريه ومؤلف كتاب ( بئر الحداثة ) الذي حكي فيه بأسهاب عن دور ( جبرا ابراهيم جبرا ) في ترجمة الادب الانكليزي و تأثيره على الرواية العربية , وكنت قد كتبت عنه تقديم مسهب يوم وصلني الكتابة هدية من مؤلفه وعلى الرابط ادناه
http://www.algardenia.com/maqalat/7590-2013-12-02-19-51-46.html
تخلل حديثنا الذي اخذنا لبغداد و أزقتها و روايات انعام كجه جي وجدارية جواد سليم و شناشيل ابنة الجلبي للسياب ,  غداء عامر يفوح منه كرم حاتمي و ترحاب تنطقه العيون


  

تبعها زيارة لمنزل الدكتورة ( جهينة الخطيب ) وعائلتها الكريمة , والدتها  الأديبة الشاعرة السيدة القديرة ( عايدة الخطيب ) و والدها الفاضل مفتش اللغة العربية , توسط حديثنا عن الكتب والأدب قهوة عربية بنكهة الهيل و اصناف حلوى احلاها كان فاكهة التين الذي لا يضاهي شيء مذاقه

            حفلة في نادي العراقيين اليهود

تمت دعوتنا لحضور احتفال مولد طفلة يهودية في نادي العراقيين اليهود, المكان عبارة عن حديقة خارجية معّدة لاحياء حفلات الزواج صيفاً وفي الداخل منصوبة موائد و مقاعد وطاولات لتقديم الأكل , كان المكان


  

يعج بالعراقيين بدأوا يلتفون حولنا حالما سمعوا بكلمة بغداد , منهم من كان يسكن البتاوين قبل هجرتهم , ومنهم من تذكر الكرادة الشرقية و راح يسألنا عنها , لم نفلت من حنينهم الا بشق الأنفس

                 كُلُ ما يلمعُ هُنا......هوَ ذَهب

 

في طريق افعواني يتخلل قرية ( أبو غوش ) الفلسطينية غربي القدس وحيث يفترش الطرقات باعة فاكهة ( التين الشوكي ) او (الصبّار) العسلية المذاق وصلنا (المسجد الكبير) قبل صلاة الظهر بدقائق
هذا المسجد البهي القابع على مرتفع يتيح لساكني القدس النظر اليه والى مآذنه الاربعة الشامخة استقبلنا فيه صوت المؤذن وهو يدعو لصلاة الظهر , صوت كنا قد افتقدناه في سنين الغربة الطوال


      

(المسجد الكبير ) او ( مسجد احمد قديروف ) هو الثالث بعد المسجد الآقصى ومسجد عمر من حيث الجمال والتصميم المعماري والسعة البنائية
افتتحه الرئيس الشيشاني ( رمضان قديروف ) عام ٢٠١٤ م اكراماً لذكرى والده الذي اغتيل عام ٢٠٠٤ م حيث أُنفق على بناء المسجد حوالي ١٠ ملايين دولار، من بينها ٦ ملايين قدمت من قبل الحكومة الشيشانية واستغرقت عملية بنائه سبع سنوات والمسجد يتسع لثلاثة الاف مصلي , امتاز بمآذنه الجميلة الاربعة طول كل واحدة منها ٤٦ متراً , أمتزجت فيه العمارة الشيشانية والتركية العثمانية مع المماليك باعطاء سمة مميزة فريدة لمسجد يظهر الفخامة ممزوجة بجمالية المعمار , أقواسه يطلق عليها اسم (الآبلق ) وهو نوع من الفنون الهندسية الاسلامية حين يجتمع لونان في الحجر


  

للمسجد اربعة طوابق , الأسفل أعد كمخازن والأعلى كمصلى للنساء يقودك للطوابق مصاعد كهربائية أنشئت لمساعدة العجزة والمرضى


   

كل النقوش والآيات القرآنية الكريمة المذهبة بماء الذهب كُتبت بخط الرقعة خطها خطاطون شيشان مهرة وأختير له ابواب خشبية لا تحوي مساميراً , النظر اليها يوشي بجمالية الصنعة و عناية الحرفة
  

يتحكم بالمسجد منظومة كهرباء ذكية من حيث الأنارة والتبريد و مراقبة الكاميرات وبهذا فاز بتقنية عصرية ممتزجة بروح الآصالة


  

انه بالنهاية هدية الشيشان  لسكان قرية أبو غوش الفلسطينية الذين هم من أحفاد الشيشان الذين سكنوا المنطقة خلال الحكم العثماني في القرن السادس عشر ميلادي , والذين يحق لهم التفاخر بنسبهم و دينهم الحنيف اللذان آحيا الدين الأسلامي و عزز هويته بهذه التحفة الفريدة

             من هنا مر .....صلاح الدين الأيوبي

 

تحيط بالبلدة القديمة في مدينة القدس أسوار بنيت الجدران بأمر من السلطان العثماني سليمان الأول خلال عامي 1535 و1538، عندما كانت القدس جزء من الدولة العثمانية ولها بوابات هذه كانت احداها يطلق عليها بوابة ( صلاح الدين الايوبي ) حيث يقال بأنه مر من هنا هذا القائد العسكري الاسطوري
  

ما ان تلج البوابة حتى يظهر لك سوق شعبي قديم بقضه و قضيضه حيث تعرض دكاكينه سلع محلية من البسة وهدايا تذكارية وبخور وبهارات وتلال الزعتر الفلسطيني الشهير

          وأخيراً ....كنيسة القيامة والمسجد الأقصى

 
 
لم نعلم بأن هذا طريقنا سيؤدي بنا الى كنيسة القيامة حيث اعد لنا هذه المفاجأة البروفسور موريه وسكرتيرته الانسة شيرين , صادف يوم زيارتنا لهذا المكان المقدس ان يكون يوم ( سبت النور ) وهواليوم الذي يأتي بعد الجمعة العظيمة وقبل أحد القيامة أو عيد الفصح حيث ان النساء ذهبوا إلى قبر المسيح في فجر الأحد وكان المسيح قد قام ، ويٌقام هذا الاحتفال عادةً في ساحة الكنيسة


   

كان المكان يعج بهذه المناسبة بالعشرات من الاجانب من بقاع العالم , كل جوقة مترجمها معها , ويعج ايضاً بحزن غريب مصدره , أول ما يطالعك في مدخل الكنيسة ( حجر الطيب ) هو قطعة حجر بحجم قامة شخص حفظه التقليد بكونه الحجر الذي وضع  عليه جثمان السيد المسيح لتكفينه ودهنه بالطيب قبل دفنه

    

                                                      صورة لقبر المسيح

والكنيسة بنيت فوق الجلجلة أو الجلجثة وهي مكان الصخرة التي يعتقد ان المسيح صلب عليها وتعتبر أقدس الكنائس المسيحية والأكثر أهمية في العالم المسيحي وتحتوي الكنيسة وفق معتقدات المسيحيين على المكان الذي دفن فيه المسيح واسمه القبر المقدس


   

مفاجأة اخرى كانت امامنا .....من ازقة قديمة يعلو فيها صراخ الباعة ودكاكين تبيع هدايا تذكارية لكنيسة القيامة وقفنا عندها لشراء هدايا لأصدقائنا المسيحين , دخلنا زقاق يبيع الكعك و باعة متجولون يعرضون منتجات زراعية التين فيها له حصة الأسد , طلبت مني سكرتيرة بروفسور موريه الانسة شيرين ان البس ملابس الاحرام التي تباع قرب بوابة المسجد الأقصى و قبة الصخرة , التي وصلناها غير مصدقين , النور


   

والضياء يبتدأ من البوابة التي يحرسها شبان مسلحون فلسطينيون , تأكدوا من هويتنا وسمحوا لنا بالزيارة مرحبّين بترحاب عربي كريم

   

كان مصلى قبة الصخرة تجري فيه عمليات ترميم و بناء ولم نتمكن من التجوال بحرية الا ان بالأمكان


   

النزول بضع درجات لتشاهد بأم عينك الصخرة التي عرج منها الرسول الأعظم للسماء ليلة الاسراء والمعراج , اكثر ما شدني هو عطر المكان , هل هو عطره ؟ عطر من مر من هنا , يا الله يا له من عطر لا يٌنسى

      

المسجد الأقصى ....وفيه الجامع المسقوف الذي تعلوه قبّة رصاصية، والواقع في جنوبيّ المسجد الأقصى في جهة القِبلة، ومن هنا جاءت تسميته بـ ( القِبلي) ويُعتبر هذا الجامع المصلّى الرئيس الذي يخطب فيه

الخطيب في صلاة الجمعة، تحفة معمارية فريدة في بنائه و سقوفه و نقوشه , كان المكان ايضاً يعاني من ترميم الا ما يمكن ملاحظته هو روعة السجاد المفروش في المكان والمشابه لما موجود في مصلى قبة الصخرة وكأنه سجادة لكل مصلي
                     الجامعة العبرية في القدس

 

لم يخطر في بالي يوماً ان ازور الجامعة العبرية في القدس وان يتسنى لي معرفة ان ( ألبرت أينشتاين ) بذكائه و جنونه ان يكون من بين أعضاء مجلس أمنائها , استقبلتنا كومة اعلام رفرافة في مدخل الجامعة , العلم الكندي احدها و كأنه مؤتمر لجامعات دول عديدة من بينها كندا وطن المنفى
معمار الجامعة وحده حكاية لغرابته , الأروقة متقاطعة.... والشبابيك وضعت بشكل مائل ..... كلها اجراءات وقائية
  

طوابق من الكتب رُتبت حسب الاقسام والدراسات مع معروضات لتحف أثرية , مكان يشعر الأكاديمي فيه بالراحة , هذا ما اباحه لنا البروفسور موريه حين قال ( هنا فقط اشعر بالراحة والأمان ) ....ولا أظن ان احداً يلومه

 
 
استقبلنا في باحة الكنيسة جوقة شباب فلسطينيون يملكون سيارات آجرة ومترجمون ان اقتضت الحاجة لكسب اخر للرزق ....ما ان عرفوا بأننا من كندا حتى تهلل وجههم بالفرح لكي يضمنوا ما جلبه لهم الطير, وما ان عرفوا بأننا نتكلم العربية حتى انطفأ ذاك الفرح من الوجوه

        
مدخل كنيسة المهد غريب لصغر حجمه لا يدخله زائر الا وانحنى , وكأنه عصّي على الغزاة الذي يمتطون صهوة جواد في الأزمنة السحيقة التي مرت , هذا ما ذكره لنا شاب عيّن من نفسه دليل سياحي رغم عدم موافقتنا


   

المكان مليء بقساوسة ينودون حاملين مباخر مرتدين و متوشحين بلباسهم الاسود وجميعهم ذو لحى طويلة ,

 

عيونهم ونظراتهم تعطي الأذن بالنزول الى سرداب بدرجات مرمر عمرها بعمر الزمان تقود لمكان مولد السيد المسيح عليه السلام

                    
  
          مركز تراث يهود بابل في بلدة اور يهودا

 

الشناشيل ....ما هي غريبة ....ولا منكم عجيبة ....غير هذا ....شرد اكولكم ....كلمن يرده حليبه ....كلمن وحظه ونصيبه
مركز تراث يهود بابل أسسه ( موردخاي بن بورات )  الحائز على ( جائزة إسرائيل) والوزير وعضو الكنيست السابق في 1973 في بلدة اور يهودا وترأسه لمدة طويلة

  

يسعى المركز ومن ضمنه المتحف لحفظ 2600 سنة من تراث وتاريخ المجتمع اليهودي في بابل-العراق، ويعتبر من أكبر المراكز الأكاديمية في العالم بعد متحف الجاليات اليهودية ( بيت هاتفوتسوت) المقام سنة 1978 والواقع داخل حرم جامعة تل أبيب ، من حيث تدوين وترسيخ الذاكرة اليهودية ، والحفاظ على الكنوز الروحية لليهود


  

ادهشني المكان لروعة بنائه و جودة طريقة عرضه للمحتويات وشمولية مواضيعه  , يبدأ بالبيت المجسم التقليدي لدار يهودية عراقية و ما تحوي من تفاصيل هي نتاج تبرع به الأهالي للحفاظ على تراثهم


   

لحظة مرت بحزن غريب كانت عند الوقوف امام عود و كمان صالح و داود الكويتي وصوت سليمة باشا يملأ المكان وهي تغني ( الهجر مو عادة غريبة ) .....نعم سليمة باشا لقد تنبأتي بما جرى

     
كما يعرض المركز صور ليوم الفرهود وتأشيرات جوازهم و نقلهم جواً لاسرائيل و رشهم بمبيدات التعقيم وحملهم لحقيبة واحدة و سكنهم في خيام , كل شيء فيها محسوب بعناية بعد عيشة رغيدة كانت في الوطن

               متحف الفن الاسلامي في القدس

 


قامت السيدة المرحومة (فيرا برايس سالومونز) بتأسيسه لتقدير فكرتها الطويلة الأجل حول الإهتمام بالإنجازات الفنية الرائعة لجيرانها من المسلمين في اسرائيل

      

أهدت السيدة سولومونز المتحف إلى صديقها وأستاذها البروفسور( ليو أرييه مائير) , شارك العديد من العلماء المعروفين عالميًا بتأسيس المتحف، تشدهم نشاطات الأبحاث فيه والتحدي الكامن في تقليص المسافة بين الحضارتين على حد سواء إفتتح المتحف للجمهور الواسع في العام 1974
          

كما جمعتنا مائدة غداء في مطعم يقدم للزبائن خبز حاراَ من تنور شبيه بخبز عراقي و مشويات ألوم نفسي الان كلما جعت لأنني لم اتناول منها ما يكفي , كانت دعوة غداء كريمة من لدن السيدة الكريمة ليندا منوحين عبدالعزيز , كاتبة وناشطة عراقية الأصل في المجتمع المدني


  

والاستاذ ( حسن كعبية ) النائب المتحدث بأسم الخارجية الاسرائيلية , عربي فلسطيني من داخل السياسة الاسرائيلية , حديثه هادئ اشاد بدور يهود العراق في بنائهم لدولة اسرائيل و كما تجمعه بهم علاقات طيبة واقترح علي البروفسور موريه ان اعد له لقاء ضمن فقرة فنجان قهوة , لم افرغ من امتحانات نقابة المهندسين الكندية الا قبل يومين والتي كانت في صعوبتها تفوق الصعود للقمر مشياً على الاقدام مما جعل مقالي هذا يتأخر حولاً كاملاً


   

كان صوتها وهي تتحدث بلهجة بغدادية حتى النخاع يذكّرني بسيدة كانت تسكن الكرادة وكأننا اقتطعنا الزمن لتحل الواحدة بدل الاخرى
كانت تحكي قصة فيلم (ظل في بغداد) وهو فيلم وثائقي يحكي قصة اختفاء والدها المحامي.

كما كان لنا يوم مع ابناء البروفسور موريه نجله المحامي (آفي) وعائلته و كريمته ( مايا ) وعائلتها في وسط علا فيه صوت لعب الاحفاد و مرحهم.

كان البروفسور موريه جنتلمان بأمتياز , يحضّر للزيارات مسبقاً بالاتصال باصحابها و يصطحب الزهور عند زيارتهم وعندما يعود اخر النهار يجلس ليكتب رسائل شكر لمضيفيه , كان الجو يغلي بحرارة لم يسبق ان مرت على البلد من اربعين عاماً كما تقول الانواء الجوية والبروفسور لا ينسى ربطة عنقه و ملابسه الرسمية و فتح باب السيارة للسيدات و سياقته الرزينة الهادئة و معرفته بالأماكن وكيفية الوصول اليها كأنه هو من بنى المدينة.

وبهذا اختتمنا زيارتنا و قفلنا عائدين لديارنا بعد عشرة ايام قضيناها في الأراضي المقدسة , حيث لازال في النفس ذكرى عطر قبة الصخرة , ضياء المسجد الأقصى , حزن كنيسة القيامة , مدخل كنيسة المهد , كمان صالح الكويتي , الكتب الساكنة رفوف مكتبة الجامعة العبرية , ترحاب الدكتور المحامي سمير الحاج , قهوة السيدة عايدة الخطيب و حلاوة ابنتها دكتورة جهينة , صوت الآذان لصلاة الظهر في المسجد الكبير , ابتسامة شيرين , صوت وبغدادية ليندا  وفطور بروفسور موريه المعّد بيده الكريمة وقلبه الكبير لانه حقق لنا كل هذا..
سلام من القلب لكل هؤلاء جميعاً ولكم
في آمان الله
   

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

601 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع