سوق السراي وأول مكتبة أفتتحت فيه ...

   

                     احدى المكتبات في سوق السراي

  


         سوق السراي واول مكتبه افتتحت فيه..

        

 

سوق السراي وهو السوق الرئيسي في بغداد ايام الحكم العثماني ويمتد من راس الجسر القديم وهو مكان جسر الشهداء اليوم وحتى شارع المتنبي من جهة السراي الحكومي في الرصافه..

وتسمى المنطقه ( الدنكجيه ) وهو يتألف من ثلاثة اسواق سوق الخفافين وسوق الصاغه وسوق الكتاتيب وكان يعتبر سوقا رائجا لكونه يجاور السراي الحكومي ويمر من خلاله اكثر اعيان وموظفوا الدوله وانصرف السوق في فترة ما الى التخصص في بيع التبوغ وخاصة فرعه الذي تحول لاحقا كما سنرى الى سوق الكتاتيب والكتب والمكتبات

              

عندما اصدر مدحت باشا والي بغداد المصلح اول جريده وهي الزوراء في حزيران عام 1869 م كانت مكتبة الملا خضر هي الوحيده التي تم افتتاحها في سوق السراي وهي في الدكان السابع على اليمين للداخل من جهة السراي الحكومي الى السوق..

    

وسميت باسم الزوراء تيمنا باسم الجريده الاولى في بغداد وقد اختلط على البعض التسميه بين الملا خضر وولده عبد الكريم الذي كانت لديه مكتبه في نفس السوق ولكن بعد تاسيس مكتبة والده بعدة سنوات ويقول البعض ان املا خضر اسس مكتبته في عام 1870م ولكن وجدت بعض الكتب وعليها ختم المكتبه مؤرخا بعام 1861 م وفي كل الاحوال فأن المتفق عليه ان الملا خضر هو اول من فتح مكتبه في سوق السراي وسمي ( عميد الكتبجيه )و ( شيخ الوراقين ) وكان يتداول الكتب القديمه من المخطوطات والمطبوعه حجريا وبعض الصحف ولكن النقله الكبيره للمكتبه كانت عندما بدأ باستيراد الكتب المصريه والايرانيه  حيث اكتسبت المكتبه اهميه كبيره وزادها الملا خضر باستيراد الصحف والمجلات ومنها مجلة ( الجوائب ) التي تصدر في استانبول ويحررها احمد شدياق ..
بعد وفاة الملا خضر افتتحت مكتبتان الاولى هي المكتبة العربيه لصاحبها نعمان الاعظمي والثانيه العربيه لصاحبها محمود حلمي اما الثالثه فكانت لحفيد الملا خضر وهو عبد الكريم صاحب مكتبة الشرق واصبح سوق السراي بثلاث مكتبات يتحدث عنها الدبلوماسي والمؤرخ الموسوعي المرحوم امين المميز:

  
   

يقول الدبلوماسي الحاج أمين المميز وقد سجل انطباعته عن الملا خضر أيام كان شاباً يافعاً بقوله واصفاً محلة الدنكجية المجاورة للسوق "نغادر باب سوق الصياغ نحو رأس سوق السراي، وأول ما يقع عليه النظر شيخ وقور طاعن في السن جالس على أرض الدكان وتحته جلد  خروف من الصوف الأبيض، لابساً عمامة رفيعة ونظارة ذات عدستين صغيرتين، محاطاً بالكتب والدفاتر والمخطوطات: ذلك هو الملا خضر شيخ الوراقين وعميد الكتبجية (لقد راودنا الشك في وجود هذه المكتبة وأخيراً عثرنا على كتاب (الأجوبة العراقية على الأسئلة الإيرانية) تأليف أبو الثناء الآلوسي عليه ختم مكتبة الملا خضر يعود إلى سنة 1307هـ مما تأكد لنا بشكل قاطع وجود هذه المكتبة..

 

وهذه الشخصية وقد ظلت المكتبة تمارس نشاطها هذا حتى اغلقها صاحبها قبل وفاته سنة 1933م بسنة واحدة، في حين أن الذي عثرنا عليه يؤكد أن عبد الكريم الملا خضر أنشأ في العشرينات مكتبة في سوق السراي وسماها مكتبة الشرق وهي أقدم من المكتبة الأهلية (لم يذكر السيد شمس الدين الحيدري بتحديد زمان تأسيس هذه المكتبة ولكنه اكتفى بأنها أقدم من مكتبتهم حيث أعتبرها تأتي بالمرتبة الثالثة بعد الاعظمي وحلمي ومكتبتهم الرابعة)، وربما تكون قد تأسست في سنة 1916 أو 1917 (يذكر الدكتور عماد عبد السلام أنها تأسست سنة 1920،ويذكر أيضاً الحاج أمين المميز أن الملا خضر كان الوحيد في ذلك الزمان من الذين يتعاطون بيع وشراء الكتب المستعملة والجديدة والمخطوطات القديمة وبعد وفاته افتتحت في سوق السراي ثلاث مكتبات هي المكتبة العصرية لصاحبها محمود حلمي ومكتبة نعمان الاعظمي ومكتبة عبد الكريم خضر حفيد الملا خضر وأخو عبد الرحمن خضر (القانوني الشهير المعروف في العراق) وزهرة خضر ومحمد خضر والمعروف عندنا يومئذ أن والدهم كان قد (بنى) وتوفي في مقتبل العمر وتولى جدهم الملا خضر رعايتهم وتربيتهم وقد قتل عبد الكريم برصاصة طائشة في رأس سوق السراي من جهة الأكمخانة في ثورة مايس 1941، ( المميز: بغداد كما عرفتها، صفحة 107، وكذلك)مباحث في اوائل المطبوعات( و المكتبات البغدادية (سوق السراي كما عرفته بقلم الحاج أمين المميز ) ..

  

وقد ذكر لنا بعض المعمرين ان الملا خضر قد جاء من شهربان وسكن بغداد وفتح مكتبته في سوق السراي، وقد ذكر السيد كاظم الحيدري (ت1990) ان الشيخ محمد السماوي عندما عين في مجلس التمييز الجعفري كان يجلس في مكتبة الحيدري بعد انتهاء الدوام وصادف ان مر من امام مكتبة الملا خضر فقال السماوي ان الملا خضر كان قد اشتغل سقا في السماوة في الماضي (من أحاديث السيد كاظم الحيدري إلى الأستاذ رفعت عبد الرزاق محمد ) ..
  لقد كان للملا خضر  ولد اسماه عبد الكريم ولد عام 1900م و كان للملا خضر من الأبناء، عدا عبد الكريم المذكور، الأستاذ عبد الرحمن  ومحمد، وكان فضلاً عن اختصاصه في الرياضيات رساماً بارعاً تتلمذ على يده الأستاذ الفنان فائق حسن، وقد وصفه الأخير بقوله "كان بارعاً في الرسم وعنده فرشاة عجيبة، وهو الذي قام بتدريبي لمدة سنة كاملة" (حوار مع فائق حسن، جريدة الجمهورية، بغداد في 13 نيسان 1980)، وزهرة خضر التي أسست أول معهد نسوي حديث، بجهودها الذاتية، لتعليم الفتيات، وبذا تعد الرائدة الأولى للتعليم النسوي في العراق. (صبيحة الشيخ داود: أول الطرق، بغداد 1958، صفحة 48). ونجية خضر وكانت من مدرسات العربية القديرات (كما يذكر الدكتور عماد عبد السلام رؤوف في   كتاب مكتبة الشرق ) ..
كان عبد الكريم خضر من الشباب الوطنيين الذين تحركوا في كل المناسبات الوطنيه والقوميه واشترك في التظاهرات والفعاليات الشبابيه القوميه اضافة الى عمله في مكتبة الشرق في سوق السراي الذي ورث مهنتها من من الملا خضر صاحب اول مكتبه افتتحت في سوق السراي الذي بفضله تحول من سوق التبوغ الى اكبر سوق للكتب في بغداد ضم عمالقه من اصحاب المكتبات مثل الاعظمي وحلمي والفلفلي وغيرهم رحمهم الله برحمته .
 
عبد الكريم الحسيني

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1250 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع