صراع في بغداد بين موزعي الأفلام

       

      صراع في بغداد بين موزعي الأفلام

 

صراع كبير وقع بين أقطاب مجاميع موزعي الأفلام المصرية أواخر عام 1951 لأن الأفلام الغربية وخاصة الأمريكية وما تنتجه شركتا (مترو كولدين ماير) و (فوكس للقرن العشرين) منذ النصف الثاني من الأربعينيات كانت توزع من مكاتب خاصة بها حيث إحتكر أصحاب سينما روكسي عرض وتوزيع أفلام (مترو كولدين ماير) وأصحاب سينما غازي عرض وتوزيع أفلام (فوكس للقرن العشرين) أما بقية شركات هوليود للسينما مثل (برامونت) و (ر.ك راديو) و (يونيفيرسال) و (كولومبيا) و (وارنر) وغيرها من الشركات الأمريكية فقد كانت توزع من بعض مكاتب الإستيراد والتوزيع في بغداد

              

أما العربية وأغلبها مصرية فهي تشترى من المنتجين المصريين مباشرة من قبل أصحاب دور العرض في بغداد ويتم إحتكار عرض الأفلام المشتراة في دور السينما العائدة للمشتري وخاصة الأفلام ذات الإيراد العالي كأفلام أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد الأطرش وليلى مراد علما أن بعض أصحاب دور العرض في بغداد كان يمتلك دور للسينما في بقية الألوية ( المحافظات)

                             

سبب الصراع ذلك العام هو أن غرفة تجارة السينما المصرية عزمت على إعطاء حق توزيع الأفلام المصرية في العراق للتاجر العراقي (إنطوان مسيح) بتشجيع من المنتج المصري (يحيى إبراهيم) فإعترض عدد من المهتمين بهذا الموضوع لأن كل منهم أراد أن يكون الموزع الوحيد ومن هؤلاء (إسماعيل شريف العاني) صاحب (سينما الحمراء) و(حبيب الملاك) صاحب (سينما النجوم) و(سليم الأطرقجي) صاحب (سينما ميامي)

                            

وراحت الإحتجاجات تبرق إلى (غرفة تجارة السينما في القاهرة ) وتحمل البرقيات تفاصيل أفضل نشاط لكل واحد منهم ولكي يتقرب إنطوان مسيح أكثر للوسط السينمائي المصري أبرق مهنئا مجلة (الفن) المصرية بمناسبة السنة الثانية لصدورها وهي المجلة الناشطة في الوسط الفني آنذاك وحملت البرقية توقيع كل من الشركة العراقية المصرية للسينما (إنطوان مسيح وشركاؤه) ونعيم الجواهري (صاحب ملهى الجواهري) وسبتي طاهر (شاعر شعبي) وجميل قشطة (مطرب وموسيقي) وعبدالرزاق البنهاوي (موسيقي مصري) وزوجتة المطربة (راوية) وأحمد حمدي (ممثل عراقي) وفؤاد يوسف مصطفى (محرر صحفي) وكل من الفنانات عفيفة إسكندر ونرجس شوقي وعزيمة توفيق

  

أما السيد (إسماعيل شريف العاني) فقد أبرق للقاهرة داعيا المطرب محمد فوزي وزوجته آنذاك الممثلة مديحة يسري لزيارة بغداد لحضور العرض الأول لفيلمهما الملون (الحب في خطر) وحين سمع (حبيب الملاك) بذلك أبرق لغرفة تجارة السينما المصرية في القاهرة عارضا شراء 5 أفلام دفعة واحدة ليبرهن على أنه الأفضل وهذه الأفلام (حبيب الروح) و (ياسمين) و (فيروز هانم) و(ليلة الحنة) و (المليونير).

              

ولم يكتفي الملاك بذلك فسافر فورا للقاهرة وفاجأ الوسط الفني بزيارته وعرضه هذا وبادر فور وصوله لدعوة السينمائيين المصريين منتجين وممثلين وممثلات ورجال صحافة لتناول طعام العشاء على مائدته في فندق (مينا هاوس) ولبى الكثيرون دعوته ومنهم فريد الأطرش وحسين صدقي وبهيجة حافظ ومحمود ذوالفقار وزوجته مريم فخرالدين والمخرج صلاح أبو سيف وعزيزعثمان وأنور وجدي وزوجته ليلى مراد وعدد من المنتجين وزوجاتهم وكانت مناسبة لأن يبرهن على أهميته وإمكانياته المادية العالية في ساحة توزيع الأفلام

                                  

وحين تقدم أنور وجدي مهنئا الملاك على شرائه 5 أفلام دفعة واحدة قال له الملاك مبتسما (خلي إيصيرن 6) فأضاف لها فيلم (من القلب للقلب) والأفلام جميعها إنتاج أنور وجدي هكذا كسب حبيب الملاك الجولة الأولى بهذه المنافسة وعاد لبغداد محملا بستة أفلام قبل أن تحسم غرفة السينما المصرية في القاهرة الأمر بتحديد من سيكون الموزع في العراق.
المصدر:بغداديات أيام زمان

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1066 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع