من ذكريات دور العرض السينمائي في بغداد / فيلم مرحبا ايها الحب

          

من ذكريات دور العرض السينمائي في بغداد/مرحبا ايها الحب

    

     

     

لقد كانت دور العرض السينمائي من اكثر وسائل اللهو والراحه للعائله البغداديه والمواطن العادي غنيا كان ام فقيرا لسهولة ارتيادها وتنوعها وكثرت اعدادها حتى يقال انها بلغت بحدود ال  70  دارا في نهاية الستينات من القرن الماضي وكانت بغداد سباقه في عرض ارقى الافلام  العالميه ومن مختلف الدول وكان الجمهور العراقي ينقسم الى محبي الافلام العربيه وهم الاغلبيه والافلام العربيه هي على الاكثر من انتاج مصر الشقيقه وبعض الافلام اللبنانيه القليله والعراقيه المحدوده ومن ثم تأتي الافلام الغربيه وبالتحديد الافلام الامريكيه  والانكليزيه وبشكل محدود الايطاليه والفرنسيه والمكسيكيه ..

             

لقد امتازت دور العرض البغداديه بصفات خاصه فقد كانت تحتوي على سياق خاص يتبع في العرض حيث كانت تعرض السلام الملكي او الجمهوري وكان الجميع يقف احتراما للعلم والنشيد الوطني وبعد ذلك الاخبار المصوره ثم اعلانات الافلام وبعدها فترة استراحه لمدة ربع ساعه يتم فيها تناول المرطبات والمكسرات والتجول في بار السينما وبعد ذلك يبدأ عرض الفلم والذي يراعى فيه الاداب والصمت وعدم القيام باي عمل او ازعاج ..

        

بعد احداث تموز 1958 ومجيء النظام الجمهوري بدأت العلاقات  بين العراق والدول تتغير وخاصة الدول العربيه ومنها مصر عبد الناصر رحمه الله وتفاقمت القطيعه الى وصل الامر ان يصدر الزعيم قاسم رحمه الله امرا بمنع استيراد الافلام المصريه عام 1961  وساعدته الاحزاب المواليه  حتى توقف عرض الافلام العربيه وليس استيرادها فقط وكانت ضربه قويه للانتاج السينمائي المصري وتجارة الافلام حيث كان السوق العراقي يعتبر ثاني سوق لاستيراد الافلام المصريه بعد مصر ولكون البلدان العربيه كانت فقيره وشحيحه  في مجال دور العرض السينمائي قياسا بالعراق وفيها عدد محدود تاتي لبنان في المقدمه بعد العراق ثم سوريا والجزائر ..
هذا الامر دعى الى البحث عن مخرج لما حصل وعليه اسست شركه افلام لبنانيه لانتاج السينمائي باشراك ممثلين مصريين ولبنانيين وان يسجل الفلم باسم لبنان للالتفاف على القرار و لغرض تسويق الافلام الى العراق وقد كان اول فلم الذي استغرق وقتا طويلا لانتاجه والمشاهد العراقي على نار وترقب دون ان يعلم مايجري وتم انتاج فلم ( مرحبا ايها الحب ) هذا الفلم الذي سجل اطول مدة عرض بعد فلم عنتر وعبله وعرضته صالة سينما النصر ولستة اسابيع متتاليه وبنجاح ساحق كما كان يكتب اصحاب الدور العرض في اعلاناتهم وقد شاهد الفلم الالاف وبشكل متكرر اكثر من مره ,, تم عرض الفلم عام 1962 في صالة سينما النصر الجديده في حينها والتي كانت تعتبر افخم صاله في الشرق الاوسط ..

وتتلخص قصة الفلم  ( يقوم رجل غجري اسمه صخر باختطاف فتاتين ويتولى تربيتهما ويجعلهما تمارسان الرقص والغناء وتتقدم السنين وتكبر البنت هاله وتصبح مغنيه والبنت بسيمه لتصبح راقصه ومعهما ابو زيك  الذي يعزف لهما الكيتار وكان الغجري صخر يستخدم معهما القسوه من اجل يجلبان المال له وهم ينتقلون من مكان الى آخر حتى وصلوا بيروت من اجل توفير المال وصادف ان يصل الى بيروت البرقوقي بك باحثا عن مليونير يمول مشروع ويتقابل مع الثري صلاح الذي رأى في الثلاثي مشروعا ناجح ويوافق على التمويل واحبت هاله صلاح والبرقوقي بسيمه وقدموا عرضا كبيرا في بعلبك  ) ..
مثل الفلم كل من :
نجاح سلام  .. هاله
ساميه جمال  .. بسيمه
يوسف فخر الدين  .. صلاح
عبد السلام النابلسي  .. البرقوقي
حسن المليجي  .. ابو زيج
فلمون وهبي

وقد عرض في الفلم اغنيه للمطرب العراقي الراحل ناظم الغزالي مع الفنانه جاكلين  واغنية ياام العيون السود وكانت سبب اضافيا في نجاح الفلم اضافة الى اغنيات نجاح سلام والاضافات من حسن المليجي والنابلسي ..


الفلم من انتاج وفيق العلايلي واخراج الفنان محمد سلمان ..
لقد تمكن الفلم من كسر المقاطعه اتبعتهم مؤسسة صباح على نفس النمط في الانتاج ولغايه شباط عام 1963 حيث الغيت المقاطعه وتقاطرت الافلام المصريه بكثره وعاد الحال الى ماكان عليه سابقا ..
والى فلم اخر ...

مع تحياتي
عبد الكريم الحسيني

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

618 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع