سنة ١٩٢٩ أي قبل ٩٠ سنة بالتمام كتب شاعر العرب الاكبرالجواهري الخالد


سنة ١٩٢٩ أي قبل ٩٠ سنة بالتمام كتب شاعر العرب الاكبر
الجواهري الخالد :

الرجعيـــون

 سَتَبقَــى طويـــــلاً هــذه الأزَمـــــاتُ

إذا لم تُقَصِّــرْ عُمْرَهــا الصَّدَمـــــاتُ

إذا لم يَنَلْهــــا مُصلحـــونَ بواســــلٌ

جريئـــــونَ فيمــا يَدَّعـــونَ كُفــــــاةُ

سَيبقى طويلاً يَحمِلُ الشعبُ مُكْرَهـاً

مساوئَ مَنْ قـــد أبْقَــــتِ الفَتَــــراتُ

قيوداً مِن الإرهاقِ في الشرقِ أُحكِمَتْ

لتسخيـــــر أهليــــهِ ، لها حَلَقــــــاتُ

ألم تَـــرَ أنَّ الشعْــــبَ جُلُّ حقوقــهِ

هي اليــــومَ للأفــــرادِ مُمتلَكــــــاتُ؟

مَشَتْ كلُّ جاراتِ العراقِ طَموحـــةً

سِراعـــاً ، وقامَــتْ دونَـــهُ العَقَبــاتُ

ومِن عَجَـــبٍ أنَّ الذيـــنَ تكفَّلـــــوا

بإنقــــاذِ أهليــــهِ هُــمُ العَثَــــــــراتُ

غــداً يُمْنَـــــعُ الفتيـانُ أنْ يتعلَّمـــوا

كما اليـــومَ ظُلمــــاً تُمْنَــعُ الفتيـاتُ

*****

أقـــولُ لقـــومٍ يَحمَــــدونَ أناتَهــــم

وما حُمِــدَتْ في الواجبــــاتِ أنـــاةُ :

بأسرَع مِن هذي الخُطَى تُدرَكُ المُنى

بِطــاءٌ لَعَمــْري مِنكــمُ الخُطُـــــواتُ

وما أدَّعــي أنَّ التهــــوُّرَ صالـــــحٌ

متى صَلُحَــت للناهــضِ النـزواتُ؟!

ولكــنْ أُرَجِّــي أن تقــومَ جريئـــــةً

لصــدِّ أكُـــفِّ الهادميــــنَ بُنـــــــــاةُ

أُريــدُ أَكُفـــاً مُوجِعـــــاتٍ خفيفَــــــةً

عليها ــ متى ما شاءتِ ــ اللَّطَمــــاتُ

فــإنْ ينـــــعَ أقـــوامٌ عليَّ مقالتــــي

وما هــيَ إلاَّ لوعَـــــةٌ وشَكـــــــــاةُ

فقد أيقَنَتْ نفسي ، وليسَ بضائـــري

بأنّيَ في تلــكَ العُيـــونِ قَــــــــــذاةُ

وما النقدُ بالمُرضي نفوساً ضعيفــةً

تهـــدُّ قُواهـــــا هــذهِ الحَمَـــــــلاتُ

وَهَبْنــيَ ما صلَّـــتْ عليَّ معاشــــرٌ

تُبـــاعُ وتُشــرى منهــمُ الصَلَــــواتُ

فلو كنــتُ مِمَّنْ يَطمَعـــونَ بمالــــهِ

لعــادَتْ قداســاً تلكُـــمُ اللعنـــــــاتُ

دَعــــوها لغَيــري عَلَّكُــمْ تحلِبونهــا

ستُغنيكُـــمُ عن مِثلــيَ البَقَــــــــراتُ

وما هيَ إلاَّ جمـــرةٌ تُنكرونَهــــــا

ستأتيكُـــمُ مِن بَعدِهــــا جَمَــــــراتُ

قوارصُ قــولٍ تقتضيهــــا فِعالُكُـــمْ

وتدعو "الهَناتِ" القارصاتِ "هناتُ"

*****

وإنْ يُغضِبِ الغاوينَ فضحُ معاشــرٍ

هـــمُ اليــــومَ فيــه قــــادةٌ وهُــــداةُ

فما كان هذا الدينُ ، لولا إدّعاؤهــم

لِتمتــــازَ في أحكامِـــــهِ الطَّبَقــــاتُ

أتُجبـــى ملاييـــنٌ لفـــردٍ ، وحولَــــهُ

أُلــوفٌ عليهـــمْ حَلَّـــتِ الصَّدقــاتُ؟!

وأعجَــبُ منهــا أنَّهُـــم يُنكِرونَهــــــا

عليهــم ، وهــمْ لو يُنصِفـــونَ جُبــاةُ

قذىً في عيونِ المصلحيـنَ شواهــقٌ

بــدَتْ حولَهــا مغمــورةً خَرِبـــــــاتُ

وفي تلــكَ مِبطانونَ صُغْـرٌ نُفُوسُهـمْ

وفـي هذه غرثــى البطـــونِ أُبـــــاةُ

ولو كانَ حُكــــمٌ عــادلٌ لتَهَدَّمَــــــتْ

علــى أهلِهــا هاتيكُــــمُ الشرُفــــــاتُ

على بابِ "شيخ المسلمين" تكدَّسَــت

جِيــــاعٌ عَـلَـتْهُــم ذِلَّـــةٌ وعُــــــراةُ

هُــم القـــومُ أحيـــاءٌ تقـولُ كأنَّهــــم

على بــاب "شيخ المسلمين" مـــواتُ

يُلَمُّ فتاتُ الخُبزِ في التُرابِ ضائعـاً

هنــاكَ ، وأحيانـــاً تُمَــصُّ نـــــــــواةُ

بيوتٌ على أبوابِها البُؤسُ طافـــــحٌ

وداخِلَـهُـــنَّ الأنـــسُ والشَّهَـــــــواتُ

*****

تحكَّـــمَ باســمِ الدّيــنِ كُــلُّ مذَمَّــــمٍ

ومُرتَكِــبٍ حفَّــــتْ بهِ الشُبُهـــــــاتُ

وما الديـــنُ إلاّ آلــةٌ يَشهَرونهــــــا

إلــى غَـــرَضٍ يقضُــونــه ، وأداةُ

وخلفَهُـمُ الأسبـاطُ تترى ، ومِنهُـمُ

لصـوصٌ ، ومِنهُــمْ لاطَـــةٌ وزُنـــاةُ

فهَلْ قَضَتِ الأديانُ أن لا تُذيعَهـــا

علــى النـــاسِ إلاَّ هذهِ النَّكِــــــراتُ

يـــدي بيـــدِ المستضعَفِيـنَ أُريهُـــــمُ

مِن الظُلْـــمِ ما تعيــــا بهِ الكَلِمــاتُ

أُريهمْ على قلبِ " الفُراتِ" شواهقـاً

ثِقــالاً تَشَكَّــى وطأهُــــنَّ " فُــراتُ"

بَنَتْهُـــنَّ أمــوالُ اليتامــى ، وحَولَهـــا

يكـــادُ يَبيـــنُ الدمـــعُ والحَسَـــــراتُ

بقايــــا أُنـــاسٍ خلَّفوهـــــا مــــوارداً

تُسَــدِّدوا لَهـــوَ الوارثيـــنَ وماتــــوا

الگاردينيا:شكرا للأخ والصديق سلام الدليمي على هذه المادة الرائعة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

781 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع