الفنان العراقي المغترب محمود فهمي: نسائي وجوه باسمة وعذبة زاهية بالأنوثة

       

الزمان/رجاء حميد رشيد:بالغرائبية غي المألوفة والفنتازيا الجمالية التي جسدها بمعظم لوحاته التي تشع بالتفاؤل والأمل من خلال أعماله التي اتسم معظمها بالخروج عن الأسلوب التقليدي المتعارف عليه الذي اعتاد المشاهد والمتذوق للفن رؤيته،

وبذلك استطاع أن يستقطب عدد كبير من جمهور الفن العربي والعالمي ويأخذه إلى عالم الجمال والطبيعة الخلابة والرومانسية المتداخلة مع مشاهد لوحاته التي تعددت بموضوعاتها مابين جمال المرأة العنصر الأهم في المجتمع والحياة ،ومابين الطبيعة والأماكن ومنها البغداديات التي نقشت في قلب وذاكرة ابن الرافدين الأصيل والتي برزت في معظم اعماله وكأنه ينقش عراقيته التي أصبحت إحدى بصماته ،فحالما تقع عين المشاهد على لوحة تحمل تلك السمات يعرف بأنها أعمال الفنان العراقي المغترب محمود فهمي دون الحاجة قراءة اسمه المذيل بها لوحته.

حاز فهمي على الجائزة الأولى في معرض جمعية الفنون التشكيلية الإماراتية عام 2013 في دورته 33

والعديد من الجوائز التقديرية في مشاركات ، وللتعرف على مسيرته الفنية الزاخرة بالإبداع كان لنا معه هذا الحوار.

{ بالرغم من اغترابك امتازت لوحاتك بتصوير الحياة البغدادية بحرفية ومهنية مختلفة جدا تتسم بالتفاؤل والجمال ، وكأنك تترك بصماتك عليها لتنطق اللوحة بأنها رسمت بريشة محمود فهمي ؟

– الشعوب الحية في أقسى محنتها تبقى متشبثة بأمل وتفاؤل بأنه سيتلألأ الشعاع والضوء عند النهاية الفن يجب أن يكون كذلك لا يمكنك أن تغلق النفق في وجه المتلقي إطلاقاً، ذلك أشبه بالانتحار الذي تطلب من المشاهد أن يمثله لك، هكذا أتصور الفن السوداوي، أنا اشتغل بالضد منه بالضد من الارتكاسية المحبطة نسائي كلها وجوه باسمة وعذبة مليئة أنوثة وجمال هنَ يمنحنا لنا الحياة والحب هكذا أحاول إن أقدمهن، أحب أن امنح المشاهد فسحة من الفضاء الرحب ينتزه بأعمالي، نجحت باستقطاب عدد كبير من المشاهدين بها بسبب تلك الرومانسية المتداخلة مع مشهد اللوحة بالرغم من بساطتها، وهذا الاتجاه هو الأقرب إلى نفسي…

{ ما سر تجسيد المرأة في معظم لوحاتك ورسمها خلاف مقاييس الجمال والرشاقة بل بالعكس معظمها بدينة وممتلئة ؟

ليس كل أعمالي نساء بدينات لو تراجعيها ستلاحظين أنها متنوعة، نعم في البداية فقط قدمتها بحسنة لاني أراها جمالا خارجا عن المألوف محببا للناس كثيرا، أما الحجم الكبير بالنسب والقياسات فهذا شئ آخر أقدمه لإنعاش المشاكسة وتغيير النمطية الواقعية وكسر الرتابة فيها، هي فنتازيا شكلت جمالية لا توحي بأي خلل بل العين تستمتع بتلك الغرائبية غير المألوفة، وهو ما أردت أن أقدمه للمشاهد وسط هذا الزخم من التراكمية التقليدية التي أصابت التشكيل العراقي بالترهل والتكلس، الفن يحتاج لنهر نقي عذب، يجب أن ننظف المجرى ونفتح المياه الصافية علية لتحريك الركود في البرك القديمة، هكذا هي تصوراتي ولهذه الأسباب أراجع نفسي دوما ماذا قدمت؟ ما هو الجديد عندي؟ أحاسب نفسي دوما.

{ اعتقد أن هناك مزج بين بعض المدارس التشكيلية وظهور مدرسة خاصة بمحمود فهمي تضفي عليها ألوانك الزاهية التي تسر الناظر وتجعله يغوص بحلم وردي عبر لوحاتك؟

-شكرا لكلماتك سيدتي، لا أعرف أن كنت أقدم مدرسة جديدة أم لا ويمكن ما أقدمه هو أسلوبية جديدة مختلفة عن باقي التجارب، شد الانتباه لها أعطاها هذا الزخم والسبب هو لأنه أقدم المغاير وبنفس الوقت أحاول أن يكون بمهارات جمالية ليس سهلة من ناحية التقنية والأداء، استثمرت خبرتي بأقصى ما أستطيع من اللون والتكوين واختيار الموديل والمفردات الظاهرة بالعمل كل هذه لخصت اتجاه معين في أعمالي، الحمد لله نجحت جذب انتباه أكبر شريحة من المتلقين في التشكيل العراقي.

{ هناك أكثر من لوحة رسمت فيها السطح الذي امتازت به البيوت العراقية والبغدادية والتي تعد جزءا من الموروث الاجتماعي الذي كان سائدا منذ خمسينيات القرن الماضي صعودا حتى الثمانينات التي تلاشت شيئا فشيئا نتيجة الظروف الاستثنائية التي عانى منها بلدنا الحبيب ؟

– نعم قدمت هذه المفردة والثيمة بعدة أعمال لارتباطها بطفولتنا، أدخلت المتلقي في العبور إلى فضاءات أكثر عمقاً في الذاكرة والمشهد العراقي جعلته حالم بلمس بتلك اللحظات المتلاشية في النسيان، كانت لمسة أيقاظ لتلك الشفرات والرموز الموروثة بتفاصيل قريبة للنفس وكان السطح لبيوتنا هو أكثر تلك الرمز المحلية سطوعا في أحلامنا،كنا نلهو فيه وننام فيه ونتسامر بالحديث قبل النوم، والبنات اليافعات والصبايا الطافحات بالأنوثة يشكلن هذا المشهد الحالم في أجمل لحظاته .

{ كل لوحة يرسمها الفنان تعبر عن أشياء بداخله ومايخالجه من أفكار لإيصال صورة معبرة للجمهور المتلقي …مالرساله التي تريد إيصالها عبر لوحاتك ؟

أريد إيصال ما موجود في داخلي، كل فنان هو يرسم دواخله، يرسم شريط حياته، أعمالي هي أقرب إلى السيرة الذاتية وحكاية عن مشاهداتي أنها سرد ونص مرسوم .

{ ما تأثير الغربة على أعمالك وفنك وماذا أضافت لك ؟

أثرت الغربة كثيراً وساعدتني على اقتحام عوالمي بمفهوم آخر مغاير عن ما كنت في العراق جعلتني بعيدا عن العوالم الجمعية المألوفـــــة المتكلــــــسة والنمطية، تعلمت منها التمرد والخــروج من الصف والخروج عن الزى الموحد للفنانين في تناولهم لموروثنا ومفرداتنا هذه أعظم فائدة استفدت منها .

{ من خلال إطلاعك ومساهماتك في معارض خارج العراق وفي عدة بلدان ،،أين تكمن مكانة الفنان العراقي بينهم ؟

– الفنان العراقي له مكانته المتميزة في فضاء التشكيل العربي والشرق الأوسطي بالخصوص وهناك تميز على المستوى العالمي لعدد من الفنانين في أوربا وأمريكا الشمالية يستحقون الإشادة والفخر

{ بإحساسك وحنينك إلى الوطن ،ما ملامح اللحوحة التي ستجسدها أمام الجمهور

– الشوق هو أكثر الملامح الملحة التي تشغل المساحة الأكبر في صيرورة تكوين وبناء أعمالي عليها.

{ من قناعات بيكاسو يشعر بأن “الفن يمسح عن الروح غبار الحياة اليومية” وماذا عنك؟

-الفن عندي يروي عطش يوم قائظ… فيتامين يغذي الأرواح المتعبة..

{ حدثنا عن رسوماتك لقصص الأطفال التي أبدعت فيها ؟

– انجزت عددا كبيرا من الكتب والالستريشن رسوم وتصميم الكتاب بأكمله، انتهى بي المطاف إلى ترك تلك الحقبة والتفرغ للرسم فقط.

{ كثرت في الآونة الأخيرة أقامة معارض لبعض الدخلاء على الفن والمقلدين بصورة شوهت الفن الأصيل ولاترتقي إلى مستوى الفن التشكيلي ؟ماذا تفسر هذه الظاهرة ؟

– هذه الظاهرة بدأت تنتشر بقوة خصوصا بعد ظهور ألنت صعودا لتأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضا ظهور طبقة من الدخلاء تراهم يحاولون بشتى الوسائل للظهور إعلامياً ويتهافتون لشهادات التكريم ضناً منهم أنها ستساهم برفع رصيدهم كفانين أو شعراء أحياناً، لكن يتوهمون حقيقة أن الفن والإبداع ليس بهذه السذاجة والاسترخاص، المنجز الفني هو عصارة قلوب وأرواح تعيش الجمال والزهو والصدق والتسامي هو الرفعة والعذوبة التي تدخل قلوب الناس بلا استئذان، لايعرفون الأصالة أو كما نسميه الاورجنال هو خالد ويبقى ويتجاوز جيل بعد جيل، أما هؤلاء المساكين فهم أولى بالشفقة، فهم يعيشون أوهاما وأحلاما يقـــظة.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

845 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع