عاش أغلبهم فقراء معدمين: مهن مارسها كتاب كبار قبل الشهرة والمجد

        

عاش أغلبهم فقراء معدمين: مهن مارسها كتاب كبار قبل الشهرة والمجد

      

ميسون أبو الحب:عندما وجّه تشايكوفسكي الشتائم لبرامز: جاهل، وغد، يفتقر للموهبة
قد تكون الصورة الأخيرة رائعة، أي صورة كاتب أو كاتبة بعد حصوله أو حصولها على جائزة مهمة مثل نوبل للآداب أو بوليتزر أو غونكور أو فيمينا وغيرها كثير. ولكن هذه الصور الأخيرة تطغى على صور أخرى عديدة تروي قصص حياة غالبا ما تكون مضنية ومؤلمة وقاسية يواجه فيها الكاتب أياما عصيبة يرافقها جوع ومرض وعوز في أحيان كثيرة.
بعض الكتاب والروائيين قضوا حياتهم يمارسون مهنا أخرى لكسب لقمة العيش بينما كانوا يشقون طريقهم نحو مجد أدبي غير مضمون لحين تحققه. بعضهم عمل في غسل الصحون أو في إصلاح أنابيب المياه أو حتى في عالم الجريمة واللصوصية وقد تركت هذه المهن أثرها الكبير في حياتهم وفي أعمالهم.
 
كين كيسي
أحد هؤلاء كين كيسي مؤلف رواية "أحدهم طار فوق عش الوقواق" التي تحولت إلى فلم سينمائي في عام 1975 من بطولة جاك نيكلسون. وقد استوحى الكاتب قصة الرواية من فترة عمله كبواب في مستشفى عقلي كانت تجري فيها تجارب على تأثير مادة مهلوسة اسمها LSD ضمن مشروع نفذ تحت رعاية الحكومة الأميركية. وكان كيسي في ذلك الوقت طالبا في جامعة ستانفورد يعمل خلال الليل وكان غالبا ما يمضي الوقت مع نزلاء المستشفى الذين كانوا يخضعون لتجارب خلال فترة النهار.

أجاثا كريستي
عملت أجاثا كريستي خلال فترة من حياتها مساعد صيدلاني وكانت لها معرفة واسعة بأنواع السموم ومفعولها. تطوعت كريستي في بداية حياتها المهنية للعمل في مستشفى خلال الحرب العالمية الأولى ثم درست الصيدلة وساهمت خبرتها في هذا المجال في صياغة العديد من رواياتها الخاصة بالجرائم.
وليم فولكنر صاحب رواية الصخب والعنف والحائز على جائزتي نوبل للآداب وبوليتزر كان مسؤول مكتب البريد في جامعة مسيسيبي لمدة ثلاث سنوات. وما يذكر عنه أنه كان مهملا لا يحترم الزبائن ولا المواعيد وكان يرمي في القمامة أي بريد يعتبره غير مهم. وعندما ساءت الأحوال وزادت الشكاوى عليه اضطر إلى تقديم استقالته وضمنها الفقرة التالية: "ما دمت أعيش في ظل نظام رأسمالي، فمن المتوقع أن تتأثر حياتي بمطالب أصحاب الأموال. ولكن لتحل عليّ اللعنة إن قبلت بأن أكون رهن إشارة كل وغد متجول لديه سنتان يريد استثمارهما في طابع بريدي…. سيدي، هذه استقالتي".
 
وليم فوكنر
عمل ستيفن كينغ وهو كاتب روايات رعب أميركي بوابا في مدرسة ثانوية وكانت جولاته التفقدية في ممرات المدرسة هي التي أوحت له بكتابة مشاهد من روايته كاري التي حققت له شهرة واسعة. وتروي الرواية قصة فتاة في الثانوية اسمها كاري تتعرض إلى إزعاجات الطالبات الأخريات ثم تبدأ بالانتقام منهن باستخدام قدرات عقلية خارقة تملكها. تحولت الرواية إلى فلم بالعنوان نفسه.
عملت الكاتبة الأميركية هاربر لي الحائزة على جائزة بوليتزر لفترة تزيد على ثمانية أعوام موظفة حجز في شركة خطوط جوية. وكانت تستغل ساعات الفراغ وقلة الزبائن في الكتابة. وفي أحد الأيام عرض عليها صديق مرتب عام كامل شرط أن تتفرغ للكتابة خلال تلك الفترة  فأنجزت مسودة كتابها الأول "قتل طائر برئ" الذي حاز شهرة واسعة وتحول إلى فلم سينمائي. وتدور القصة عن موقف الرجل الأبيض المتشدد تجاه الرجل الأسود في الولايات المتحدة.
 
ديفيد سالينجر
كاتب رواية "الحارس في حقل الشوفان" جيروم ديفيد سالينجر أشار في مقابلة نادرة أجراها في عام 1953 إلى أنه اشتغل لفترة ما مسؤولا عن شؤون التسلية في سفن شركة بحرية سويدية ثم وظف هذه التجربة في عدد من قصصه ومنها "تيدي" التي تدور أحداثها على متن سفينة. سالينجر عمل أيضا في تجارة اللحوم وهو عمل دفعه إليه والده لكنه لم يستمر فيه.
كورت فونيجت وصف عوالم رائعة وغريبة في قصصه ورواياته اعتمادا على تجاربه المهنية ومنها عمله في شركة ساب لصناعة السيارات وشركة جنرال الكتريك وقال لاحقا في حياته إنه لم يكن يتقن عمله كمسؤول مبيعات ولم يكن ميكانيكيا جيدا ولكنه قال إن قلة الزبائن سهلت له إيجاد الوقت الكافي للكتابة خاصة رواياته "إفطار الأبطال" و "حوريات التيتان".
 
جاك لندن
عُرف جاك لندن بعدد من الروايات التي لاقت شهرة واسعة ومنها "نداء البرية" و "الناب الأبيض" وقد مارس أعمالا عديدة خلال حياته منها أنه كان صحفيا وعاملا في مصنع وشرطيا وحتى عامل مناجم. لكن أكثر أعماله إثارة للاستغراب هي السرقة إذ كان يقتحم مخازن سمك تملكها شركات كبرى في الليل ثم يبيع محصوله في سوق السمك في النهار. وقد أشار لندن إلى هذه الممارسات في رواياته عدة مرات.
 جون غريشام وهو كاتب قصص بوليسية بيعت منها أكثر من 275 مليون نسخة في مختلف أنحاء العالم بدأ حياته سباكا وظل في هذه الصنعة لحين تخرجه من كلية القانون ثم تحول بعدها إلى مهنة المحاماة التي تعلم منها الكثير ووظف القصص التي صادفته فيها في رواياته.
 
شارلز ديكنز
شارلز ديكنز واحد من مشاهير الكتاب في العالم وقد ولد لأسرة فقيرة جدا وهو ما جعله يدرك المعنى الحقيقي والفعلي للجوع والفاقة. وكان في الثانية عشرة من العمر عندما سجن والده بسبب عدم قدرته على دفع ديونه فأرسلته أسرته للعمل في معمل لإنتاج أصباغ الأحذية. وهناك طور معلوماته ومعرفته بواقع الفقراء المعدمين وبمشاكلهم وتأثر بظروف العمل السيئة التي رافقت الثورة الصناعية في بريطانيا وعانى منها عدد كبير من الأطفال العمال. ديكنز وظف هذه التجربة في رواياته ومنها "اوليفر تويست" و "أوقات عصيبة".
نشر نيكولاس سباركس في عام 1996 روايته الشهيرة "دفتر الملاحظات" أو Notebook التي تحولت لاحقا إلى فلم سينمائي لاقى صدى واسعا. وقبل الشهرة عمل سباركس بائعا على الهاتف لمنتجات لها علاقة بالأسنان.
 
تي ايس اليوت
تي ايس اليوت الذي عرف بقصيدته الشهيرة أرض اليباب أو أرض الخراب كان يعمل في بنك لويدز في لندن وظل في عمله حتى بعد الشهرة التي حظي بها بفضل إنتاجه الأدبي وكان مكتبه في طابق تحت الأرض في مبنى البنك. استمر اليوت في هذا العمل لفترة تزيد على ثماني سنوات ويذكر عنه أنه كان يكتب أجزاء من قصيدته خلال فترة توجهه إلى العمل سيرا على الأقدام.
مارغريت آتوود الكاتبة الكندية الشهيرة التي تعتبر من أهم الكتاب المعاصرين والحاصلة على جائزة بوكر الأدبية عملت في فترة من حياتها نادلة في مقهى وهو عمل كانت تعتبره مزعجا ولكنها تمكنت لاحقا من تجاوزه إذ حصلت على شهادة عليا في الأدب وعملت في مجال التدريس الجامعي إضافة إلى عملها في الكتابة.
 
جون شتاينبيك
جون شتاينبيك أو ستاينبيك كاتب "عناقيد الغضب" والحائز على جائزة نوبل للآداب في عام 1962 وعلى جائزة بوليتزر عانى من الفقر خلال حياته وانعكس ذلك في العديد من كتبه. مارس الكاتب مهنة عامل بناء في نيويورك ثم تحول إلى الصحافة كما عمل حارس مبنى قرب بحيرة تاهو. ومن أعماله الأخرى سائس في حظيرة للدواب وقاطف فواكه في مزرعة وهو ما مكنه من وصف حياة الفلاحين بواقعية جميلة.
جورج اورويل صاحب روايات عديدة لاقت شهرة واسعة ومنها "1984" و "مزرعة الحيوان" مارس مهنا عديدة خلال حياته ومنها ضابط في شرطة الأمبراطورية الهندية في بورما وعامل في مطعم مسؤول عن غسل الصحون كما اشتغل في التنظيف وفي بيع الكتب المستعملة وكان أيضا بائعا في محل وموظفا حكوميا. ولكنه اشتغل أيضا كصحفي وكمراسل صحفي.
 
دوستويفسكي
كان فيودور دوستويفسكي مؤلف روايات "الجريمة والعقاب" و "الأبله" و "الأخوة كارامازف" مهندسا عسكريا إذ دخل كلية الهندسة في جامعة سانت بيترسبورغ في سن السادسة عشرة. وكان من شأن هذه المهنة أن توفر للكاتب الذي يعتبر أهم الروائيين الروس الذين تركوا أثرهم الكبير على أدب القرن العشرين، دخلا جيدا ولكنه تخلى عنها واهتم بالكتابة وعمل في الصحافة كما عمل في الترجمة ووفرت له كتاباته دخلا مقبولا في ذلك الوقت مما أمن له حياة كريمة.  
اهتم فرانز كافكا بحياة الموظفين وبالبيروقراطية وذلك بفضل عمله في مكتب قانوني. وكان الكاتب الجيكي من أصل ألماني قد درس القانون في الجامعة ثم عمل لمدة عام في المحاكم الشخصية والجنائية بعد التخرج ولكنه انتقل بعد ذلك للعمل في شركة للتأمين تتعامل مع حوادث يتعرض لها العمال خلال ساعات العمل. ولاحقا اشترك كافكا في ملكية معمل لانتاج الاسبست. أمضى كافكا حياته في مدينة براغ ولم يعرف الشهرة خلال حياته بل بعد وفاته في سن الأربعين بسبب مرض السل.
مبتكر شخصية شرلوك هولمز، الاسكتلندي آرثر كونان دويل كان طبيبا وجراحا فيما كان يمارس الكتابة في الوقت نفسه. عمل دويل كجراح على متن سفينة ثم فتح عيادته الخاصة ولكن ضعف الإقبال عليه جعله يترك هذا العمل ويتفرغ للكتابة. وتذكر مصادر أنه اقتبس شخصية هولمز من شخصية جوزيف بيل الذي كان أحد أساتذته في الجامعة وكان هو من علمه دقة الملاحظة والاستنتاج.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1229 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع