تصريحات وزير الدفاع العراقي حول قنابل الغاز المميتة ضد المتظاهرين تثير غضبًا واسعًا

           

بغداد- إرم نيوز:أثارت تصريحات وزير الدفاع العراقي، نجاح الشمري، بشأن قنابل الغاز المسيل للدموع، غضبًا واسعًا في الأوساط السياسية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

وقُتل في العراق أكثر من 350 متظاهرًا، وأصيب نحو 15 ألف آخرين، جرّاء الصدام مع القوات الأمنية، واستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، حسب المفوضية العراقية لحقوق الإنسان.

وقال الشمري خلال تصريحات متلفزة يوم أمس الخميس: إن ”مدى البندقية التي تستخدمها القوات الأمنية لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، يتراوح بين 75– 100 متر، وهي مستخدمة في جميع أنحاء العالم، لكن الغريب هو اكتشاف حالات قتل بقنابل الغاز طالت المتظاهرين على بعد 300 متر عن القوات الأمنية المسؤولة عن تفريق المحتجين“.
وأضاف الشمري أن ”المقذوفات التي اكتُشفت في رؤوس وأجساد المتظاهرين خلال الفحوصات، وعمليات التشريح، داخل الطب العدلي، لم تستورد من قبل الحكومة العراقية أو أي جهة رسمية عراقية، وهي دخلت البلاد بصورة غامضة“.

ولفت إلى أن ”تلك المقذوفات والتي يبلغ وزنها 3 أضعاف المقذوف المستخدم رسميًا، استخدمت بشكل خاطئ وسيىء“.

ويأتي الإقرار الحكومي الرسمي متضاربًا مع نفي المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، عبدالكريم خلف، الذي أكد أن قنابل الغاز لا تخترق رؤوس المتظاهرين، فيما سخر من الفيديوهات المنتشرة، وقال إنها ”مقاطع فيسبوك!“.

وأثارت تصريحات الوزير موجة غضب عارمة في الأوساط الشعبية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات عن الجهة التي استوردت تلك القنابل، ”المميتة“، ودور الأجهزة الأمنية في حماية المواطنين، سواءً المتظاهرين أو غيرهم.

وقال النائب عن تحالف النصر، فلاح الخفاجي: إن ”على البرلمان العراقي، ولجنة الأمن والدفاع، ومفوضية حقوق الإنسان، فتح تحقيق عاجل في تصريحات وزير الدفاع حول القنابل الغازية، وإيجاد أجوبة واضحة عن تلك البنادق، وكيف دخلت إلى البلاد، ومن أدخلها، ومن سلّمها إلى الجيش والشرطة؟“.

وتساءل الخفاجي في تصريح صحفي: ”هل نحن في دولة أم لا؟ هذه الحادثة لا تنطبق على دولة مطلقًا، ومن المفترض أن يفتح رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي تحقيقًا في تلك القضية، لمعرفة إن كانت تلك القنابل مستوردة عن طريق الدولة، أم لا؟ فمثل تلك القضايا بحاجة إلى أجوبة واضحة من الجهات المعنية، والسلطات المختصة“.

وعلق السياسي مشعان الجبوري قائلًا: إن ”‏تصريح وزير الدفاع نجاح الشمري يتسم بالشجاعة والصراحة، ولا يجرؤ عليه وزير غيره، وقال من باريس إن البندقية والمقذوف التي استعملت في قتل المتظاهرين لم تستوردها أي جهة حكومية في العراق“.

وأضاف أن ”‏هذا يؤكد أن الجارة إيران وأذرعها في الدولة العميقة يتحملون مسؤولية استشهاد أبنائنا وجرحهم“.

واستخدمت القوات العراقية تلك القنابل الشهر الماضي، وتسببت بمقتل عشرات المحتجين، بسبب وزنها الثقيل ونوعياتها الخاصة.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير نشرته نهاية الشهر الماضي، إن 5 متظاهرين قُتِلوا في بغداد بقنابل مسيلة للدّموع ”اخترقت جماجمهم“، ودعت العراق إلى إيقاف استخدام هذا النوع غير المسبوق من القنابل التي يبلغ وزنها 10 أضعاف وزن عبوات الغاز المسيل للدموع التي تُستخدم في العادة.
وتزن عبوات الغاز المسيل للدموع التي عادةً ما تستخدمها الشرطة بأنحاء العالم ما بين 25 و50 غرامًا، بحسب منظمة العفو، لكن تلك التي استُخدمت ببغداد تزن من 220 إلى 250 غرامًا، وتكون قوتها أكبر بعشر مرات عندما يتم إطلاقها.

وفي محاولة لتطويق تداعيات تصريح وزير الدفاع، أصدرت الوزارة بيانًا صباح اليوم الجمعة، قالت فيه: إن ”ما يقصده وزير الدفاع، نجاح الشمري، ممن وصفهم في تصريحه بالطرف الثالث الذي يقوم باستهداف المتظاهرين السلميين والقوات الأمنية وقتلهم، هم عصابات تستخدم الأسلحة وتستخدم رمانات الدخان القاتلة ضد أبناء شعبنا من المتظاهرين والقوات الأمنية، ونبرئ الأجهزة الامنية من استخدام رمانات الدخان القاتلة”.

ويشهد العراق تظاهرات احتجاجية واعتصامات في العاصمة بغداد، وعدد من المحافظات منذ الشهر الماضي، للمطالبة بإصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية، وإبعاد النفوذ الإيراني عن البلاد، فضلاً عن تغيير الطبقة السياسية الحاكمة، عبر انتخابات مبكرة، وقانون جديد للاقتراع يضمن التمثيل العادل.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

782 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع