استياء في العراق إثر تعيين موالين لإيران في مناصب حساسة

        

بغداد - إرم نيوز:أثار رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي استياءً واسعًا لدى أوساط شعبية وسياسية بعزمه تعيين قيادي في منظمة بدر الموالية لإيران بمنصب سكرتيره العسكري، وإقالة السكرتير الحالي الفريق الركن محمد البياتي.

وقبل أيام أعلن عبدالمهدي تعيين القيادي في منظمة بدر زياد التميمي، مفتشًا عامًا في وزارة الدفاع، رغم عدم امتلاكه رتبة عسكرية، أو شهادة تؤهله لتسلم هذا المنصب، مما أثار استغراب المراقبين.

وبحسب مصدر مقرب من رئيس الوزراء فإن الأخير ”يعتزم بالفعل تعيين أبو منتظر الحسيني، المقرّب من الحرس الثوري الإيراني والذي سبق له أن تدرّب في صفوفه، لشغل منصب السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، خلفًا للفريق الحالي محمد البياتي“.


وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ“إرم نيوز“ أن ”هذا التعيين يأتي ضمن سلسلة تعيينات فرضتها جهات مقربة من إيران، بدأت بتعيين أبو جهاد الهاشمي القيادي في المجلس الأعلى، بمنصب مدير مكتب رئيس الوزراء، ثم تعيين زياد التميمي، مفتشًا عامًا في وزارة الدفاع، ليأتي تعيين أبو منتظر الحسيني ضمن هذا السياق“.

ويشير المصدر إلى أن ”الحسيني كان مرشحًا لشغل منصب وزير الداخلية، لكن إصرار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على تعيين شخصية مستقلة من داخل الوزارة حال دون ذلك“.

ويرى مراقبون للشأن العراقي أن سيطرة منظمة بدر والمجلس الأعلى من وراء الكواليس على حكومة عادل عبدالمهدي هي من تقف وراء سلسلة قراراته التي تصبّ في المصلحة الإيرانية بما في ذلك رفضه الشديد للالتزام بالعقوبات الأمريكية على إيران، رغم أنّ واشنطن منحته الوقت الكافي للبحث عن مصادر جديدة للطاقة الكهربائية التي يستوردها من إيران وللغاز الذي يُستخدم في توليدها.

كما فُسرت القرارات الأخيرة التي اتخذها بشأن منع الطيران العسكري في الأجواء العراقية إلا بموافقته شخصيًا، بأنها فُرضت من تلك الجهات، خاصة وأن تلك القرارات جاءت بالتزامن مع حديث فصائل الحشد الشعبي عن تعرض مقراتها إلى قصف مجهول، يُعتقد أنه إسرائيلي.

والحسيني واسمه الحقيقي تحسين عبد مطر العبودي انخرط في منظمة بدر منذ العام 1987 بعد أن تم أسره في إيران خلال حرب الثماني سنوات، وكان برتبة ملازم، ودخل هناك أكثر من دورة عسكرية لدى الحرس الثوري الايراني، وبعد عودته الى العراق، حصل على رتبة عالية وفقًا لمبدأ الدمج في القوات المسلحة.

وولد العبودي في بغداد عام 1961، وشغل مقعدًا نيابيًا في إحدى الدورات السابقة ممثلًا عن كتلة بدر النيابية، وظهر اسمه بقوة كمرشح لشغل منصب وزير الداخلية .

وترى أوساط عراقية أن ارتماء عبد المهدي في أحضان الجهات الموالية لإيران، تسبب بتململ واضح لدى بعض الأطراف في الداخل، خاصة تلك التي ترى أهمية استقلالية القرار العراقي عن الخارج، وتعزيز دور المستقلين في وزارات الدفاع والداخلية، مثل التيار الصدري، وتيار الحكمة المعارض بزعامة عمار الحكيم.

بدوره يرى الصحافي العراقي حسين دلي، أن ”صعود قيادات في منظمة بدر في أعلى الدرجات الخاصة في حكومة عبدالمهدي يقلق الأحزاب الشيعية المنافسة“.

واعتبر بأن ذلك ”قد يكون السبب الرئيس وراء تحرك الصدريين الأخير بشأن مراقبة حكومة عادل عبدالمهدي وتهديده بمظاهرات الشارع“.

وقال الصحافي أحمد عرب إن ”تعيين أبو منتظر الحسيني مستشارًا عسكريًا للقائد العام للقوات المسلحة، وهو من قوات بدر مؤامرة على الجيش العراقي والمؤسسة العسكرية، لصالح فصائل الحشد المسلح“.

من جهته يرى المحلل السياسي كتاب الميزان أن ”سياسة رئيس الوزراء بدت تتضح شيئًا فشيًا، خلال الفترة الماضية، وهي تهدف إلى تمكين الفصائل المسلحة والجهات المشبوهة من السيطرة على أهم مؤسسات البلاد، وهي رئاسة الوزراء“.

وأضاف في حديث لـ“إرم نيوز“ أنه ”في بداية الحديث عن الدرجات الخاصة أعلن هادي العامري الأمين العام لمنظمة بدر، تنازله بشكل نهائي عن كل المناصب في الدولة، لكنهم يعودون الآن يتقلدون مثل تلك المناصب، وهذا تناقض واضح في المواقف“.

ويرى الميزان أن رئيس الوزراء يتعرض لضغوط من قبل الفصائل المسلحة، خاصة بعد الأمر الديواني الأخير القاضي بهيكلة الحشد، لكن يبدو أن تلك التعيينات تأتي من خلال الاتفاق بين الجانبين على زج قياداتهم في المؤسسة العسكرية والسياسية مقابل الرضوخ ولو بشكل جزئي للأمر الديواني.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

662 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع