"تاكسي القراءة" بالبصرة.. الكتاب يصل صالونات الحلاقة والمقاهي

     

مؤيد يسعى من خلال مبادرة "تاكسي القراءة" لتشجيع الشباب على القراءة 

عمار الصالح-البصرة:عند السابعة صباحا يبدأ علي مؤيد مسيرة عمله اليومي مصطحبا في سيارته التاكسي طلبة من جامعة البصرة (جنوبي العراق) الذين يوصلهم إلى كلياتهم، مستثمرا الوقت معهم في الحديث عن الكتب التي منحت له مجانا تشجيعا لمبادرته "تاكسي القراءة".

مؤيد شاب في العشرين من عمره اضطرته الظروف للعمل سائق تاكسي نهارا ويكمل دراسته الإعدادية مساء، أطلق مبادرة منتصف العام الجاري 2018 تضمنت عرض مجموعة من الكتب في سيارته على الركاب ويترك لهم حرية اختيار الكتاب الذي يرغبون في قراءته.

ويقول مؤيد عن مبادرته "بعد عملي في التاكسي شعرت بأنني أعيش أجواء غريبة ابتعدت فيها عن البيئة التي كنت خلالها أتجول بين عناوين الكتب والقراءة ومحاولات كتابة النص النثري، فقررت أن أصطحب مجموعة من الكتب التي لم أكمل قراءتها معي في التاكسي، لأتمكن من الاطلاع عليها أثناء التوقف في الازدحام أو انتظار الركاب".

تجاوب مع الكتاب
لمس مؤيد اهتمام وتفاعل الركاب الذين استغربوا في البداية وجود هذه الكتب في سيارته، ويضيف "أخذت أعرض على الركاب تصفح الكتب، وبالفعل وجدت تجاوبا كبيرا من بعضهم فتبلورت لدي فكرة تاكسي القراءة وكتبت على سيارتي "تاكسي القراءة" لأعرفها إلى المواطنين في الشارع".

لاقت مبادرة الشاب أصداءها عند دور النشر والكتاب فأهدته إصدارات جديدة ليضيفها إلى مكتبته المتنقلة في شوارع البصرة والتي ضمت عناوين مختلفة ليوفر فرصة الاختيار أمام الركاب، كما تأثر به عدد من أصدقائه الذين نقلوا التجربة إلى أماكن عملهم في صالونات الحلاقة أو المقاهي.

لم تقتصر مبادرة تاكسي القراءة على تشجيع القراءة، بل توجه مؤيد إلى منح الراكب الكتاب بالمجان عند نجاحه في قراءته لعشر دقائق متواصلة ليحصل على نسخته من الكتاب الذي يرغب فيه.

يواصل مؤيد مشوار يومه في إكمال دراسته الإعدادية بمرحلتها الأخيرة في إحدى المدارس المسائية بالبصرة، وهو يسعى إلى دخول كلية الفنون الجميلة ليحقق حلمه في الكتابة المسرحية.

تعميم المبادرة
يخطط مؤيد لتأسيس اتحاد تاكسي القراء في البصرة مطلع العام المقبل 2019 مع مجموعة من زملائه، مشيرا إلى أن للكتاب نكهة ثقافية خاصة تختلف عن القراءة في مواقع الإنترنت التي "حجمت ثقافتنا وأفقدتنا متعة القراءة وتوفير المعلومة الدقيقة" كما يقول.

وتعليقا على الموضوع، اعتبر عضو اتحاد الكتاب والأدباء في البصرة باسم القطراني أن مبادرة تاكسي القراءة ستعيد الثقة بالجيل الجديد وتفتح آفاقا جميلة وتعمق ثقافة حب القراءة والعودة إلى الكتاب بوصفه مرجعا ثقافيا مهما.

القطراني -الذي يشغل مدير الإعلام في تربية البصرة- عمل على تكريم صاحب المبادرة باعتباره أحد طلبة مدارس البصرة فخصص له مجموعة من الكتب، ويقول إن "مثل هذه المبادرات تحتاج إلى اهتمام ودعم كبيرين لتعميمها، حيث ممكن من خلال العودة إلى القراءة أن يتم التغلب على الكثير من المشاكل التي أفرزها تدهور البنية الثقافية التعليمية في العراق".

معرفة جديدة
من جهتها، قالت الطالبة الجامعية مريم كاظم إنها تتعمد أن تستقل تاكسي القراء بشكل يومي وهي متوجهة إلى كليتها لتستغل الوقت في الاطلاع والقراءة.

واعتبرت أن توفير الكتاب في التاكسي يعكس صورة إيجابية عن سائق هذه السيارة غير الصورة السلبية التي غالبا ما تكون تجاه أصحاب هذه الصنعة.

أما زميلتها سارة أحمد فأنهت قراءة كتابها الثالث بعد مضي نحو شهرين على تواصلها مع تاكسي القراءة التي أضافت لها متعة القراءة وزيادة في المعرفة، كما تقول.

المصدر : الجزيرة

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

689 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع