أتعس خطأ عسكري.. ٥٠٠ جندي فقط أسروا ١٠ آلاف من العدو

       

العربية نت:عقب نجاحه العسكري المذهل خلال معركة ينا يوم 14 من شهر أكتوبر/تشرين الأول سنة 1806، أمر الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت جنوده بملاحقة جيوش مملكة بروسيا المنسحبة لمنعها من الالتحاق بقوات حليفتها روسيا.

خلال تلك الفترة، تلقت القوات البروسية صفعة موجعة عقب معركة ينا، حيث فقدت خلالها هيبتها ومكانتها على الساحة الأوروبية والتي كانت قد كسبتها خلال عهد الملك فريدريش الثاني. في أثناء ذلك، ومع حلول القوات الفرنسية عند مدينة شتتين تعرضت الجيوش البروسية إلى إهانة ثانية دوّنها التاريخ كأتعس حصار عسكري.

ومع أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول سنة 1806، حل 500 جندي فرنسي من قوات فرقة الفرسان مدعومين بمدفعين خفيفين فقط بقيادة الجنرال أنتوان لسال قرب مدينة شتتين الساحلية والتي تحصّن داخلها ما يزيد عن 10 آلاف جندي بروسي مدعومين بنحو 281 مدفعا بقيادة الجنرال المخضرم فريدريش فون رومبرغ والذي يصنّف ضمن خيرة القادة العسكريين في تاريخ بروسيا حيث امتلك الأخير خبرة 50 سنة في المجال العسكري.

             

صورة للجنرال الفرنسية لسال وهو بصدد تلقي وثيقة إستسلام القوات البروسية قرب شتتين سنة 1806
إضافة إلى تفوقه العددي وامتلاكه نحو 281 مدفعاً، حظي الجيش البروسي بدعم عسكري جيد حيث لم تتردد السفن العسكرية البريطانية في النزول بميناء المدينة من أجل تزويدها بالمؤن والعتاد مما يخول لها مجابهة حصار طويلة الأمد.

وعشية يوم التاسع والعشرين من شهر أكتوبر/تشرين الأول سنة 1806، أرسل الجنرال الفرنسي لسال أحد مبعوثيه نحو مدينة شتتين للتفاوض، حيث طالب الفرنسيون القوات البروسية بالاستسلام وفتح أبواب المدينة بعد أن قدموا ضمانات بحسن معاملة الجنود الأسرى. في أثناء ذلك، رفض الجنرال البروسي فون رومبرغ العرض الفرنسي، مؤكداً أن قواته ستدافع عن شتتين حتى النهاية. وبعد مضي نحو ساعة عن العرض الفرنسي الأول، أرسل الجنرال الفرنسي لسال مبعوثاً آخر إلى مدينة شتتين، وخلال هذه الجولة الثانية من المفاوضات نوّه الجنرال الفرنسي لسال إلى امتلاكه 50 ألف جندي ومئات قطع المدفعية، ملوحاً بتدمير مدينة شتتين بشكل كامل وإعدام جميع الجنود البروسيين عقب نهاية المعارك.

وخلال تلك الفترة، افتقر الجنرال البروسي فون رومبرغ للمعلومات حول حجم القوات الفرنسية المتمركزة خارج شتتين. وبالتزامن مع انتشار أخبار الهزيمة البروسية بمنطقة ينا خلال وقت سابق من نفس الشهر، آمن الجنرال البروسي بصدق أقوال نظيره الفرنسي، وبدلاً من خوض غمار معركة صنّفها خاسرة ومكلفة، فضّل فون رومبرغ الاستسلام وإلقاء الأسلحة والقبول بمطالب الفرنسيين حفاظا على أرواح جنوده.

       

لوحة زيتية تجسد عددا من أفراد فرقة الفرسان الفرنسية الأولى سنة 1812
عقب إلقائهم لأسلحتهم واستسلامهم للفرنسيين، ذهل الجنرال البروسي فون رومبرغ من هول الصدمة التي واجهها حيث اطلع الأخير على الحجم الحقيقي للقوات الفرنسية والتي لم يتجاوز عددها 500 جندي. وعقب هذا الحصار والذي يصنّف كأتعس حصار عسكري، تحول الجنرال الفرنسي أنتوان لسال إلى بطل قومي في بلاده، وفي مقابل ذلك أصبح الجنرال البروسي فون رومبرغ أضحوكة بسبب هذا الخطأ العسكري الذي كلّفه كثيراً.

وفي حدود سنة 1809، مثل الجنرال فون رومبرغ أمام المحكمة العسكرية البروسية بتهمة الاستسلام دون قتال وإذلال الجيش، ليصدر في حقّه حكماً بالسجن مدى الحياة. وبعد مضي حوالي شهرين فقط عن هذه المحاكمة، فارق فون رومبرغ الحياة بين جدران زنزانته عن عمر يناهز 79 سنة.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

766 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع