تنتحل الصفة الأمنية .. عصابات مسلحة تخطف الفتيات في العراق

                

بغداد – محمد البغدادي – الخليج أونلاين :دقت عمليات خطف الفتيات القاصرات من قلب العاصمة العراقية بغداد ناقوس الخطر، لا سيما في ظل تصاعد هذه الظاهرة، والتي تم تسجيل ست حالات منها خلال أسبوع واحد فقط، ما جعل العائلات تسعى إلى مغادرة العاصمة نحو أماكن أكثر أمناً.

إذ تجوب عصابات ومجاميع مسلحة شوارع العاصمة العراقية بغداد، تنتحل الصفة الأمنية بارتداء الملابس العسكرية وحمل أسلحة وهويات للأجهزة الأمنية، وتخطف الفتيات القاصرات، بحسب ما يؤكد مصدر أمني.

وقال مصدر في وزارة الداخلية، طالباً عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية: "الكثير من العصابات المتخصصة بعمليات الخطف هم منتسبون في كتائب وفصائل مسلحة تابعة لأحزاب وتيارات لها ثقلها في العملية السياسية في العراق؛ لذلك لا يمكن محاسبة الجناة".

وأضاف المصدر لـ"الخليج أونلاين": "تلك العصابات تتاجر بالأعضاء البشرية من خلال عمليات الخطف، والبعض الآخر من العصابات تخطف الفتيات وتبيعهن لشبكات الدعارة، وكل ذلك يحصل بعلم الحكومة والجهات الأمنية".

وتابع حديثه قائلاً: "أغلب عمليات الخطف تتركز في مناطق مختلفة من بغداد، ومن أبرز تلك المناطق المنصور والعامرية والغزالية واليرموك وزيونة"، مؤكداً تشكيل خلية من كبار القادة من وزارتَي الدفاع والداخلية لغرض متابعة الوضع الحالي.

- ستة حوادث خلال أسبوع

ويؤكد مواطنون أن تلك العصابات المسلحة تدخل إلى المناطق السكنية بحرية تامة، وتخطف الأطفال والفتيات أمام أنظار ومسامع القوات الأمنية؛ ما أجبر الكثير من العوائل على السفر خارج العراق والسبب الأساس هو الأمان المفقود في كثير من المناطق، ولا سيما العاصمة.

أبو محمد العبيدي، أحد سكان منطقة الغزالية غرب بغداد، تحدث قائلاً: "في الآونة الأخيرة انتشرت عصابة "أبو موس"، المتخصصة بخطف الفتيات القاصرات واغتصابهن، وتعذيبهن بالموس".

وأضاف العبيدي لـ"الخليج أونلاين": "هذا الحادث هو السادس من نوعه في أسبوع واحد في منطقة الغزالية والمنصور، والأجهزة الأمنية لم تتخذ إجراءات لردع تلك العصابة"، مشيراً إلى أن "الكثير من العوائل سافرت إلى الخارج لقضاء عطلة العيد وبنفس الوقت هروباً من الأوضاع الأمنية".

ومنذ غزوه في 2003، بدأ العراق يحتل مراتب متقدمة في تقارير عالمية تصنف البلدان الأسوأ معيشة في العالم، وتعتمد التقارير في تصنيفاتها تلك على نقاط عديدة، منها الأمن في تلك البلدان.

وتقول الناشطة المدنية زهراء الطائي: "انتشار عمليات الخطف والاغتصاب وتعذيب الضحية؛ هي بسبب كمية العنف الكبيرة التي اكتسبها البلد من جراء الحروب والاحتقان الطائفي".

وأضافت لـ "الخليج أونلاين": "هناك نوعان من عمليات الخطف التي يشهدها البلد؛ الأول تقوم به عصابات لأغراض عديدة أبرزها ابتزاز ذوي الضحية للحصول على مبالغ مالية، أو خطف الفتيات لبيعهن لشبكات الدعارة"، واستطردت بالقول: "أغلب ذوي الضحايا يخشون التكلم مع منظمات المجتمع المدني؛ بسبب تهديد تلك المليشيات لهم".

وتابعت حديثها قائلة: "النوع الآخر من عمليات الخطف هو الأخطر، إذ تقوم به مليشيات متنفذة بدوافع سياسية بحتة، وهو مرتبط بالوضع السياسي العام"، وأشارت إلى أن هذه العمليات ازدادت بعد انتهاء المعارك ضد تنظيم الدولة.

وتوجه اتهامات لفصائل ومجاميع "شيعية" بتجارة الأعضاء البشرية، أو العمل مع شبكات الدعارة من خلال عمليات مختلفة؛ بإنشاء شبكة من السماسرة، أو من خلال عمليات الخطف في مناطق بغداد.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

811 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع