سيناريو متوقع لتشكيل أكبر كتلة برلمانية تضم سائرون والنصر والوطنية وأحزاباً كردية

   

بغداد/ المدى:أعلنت مفوضية الانتخابات، فجر السبت، أنّ ائتلاف(سائرون) الذي يحظى بدعم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فاز بالمرتبة الاولى في الانتخابات البرلمانية بحصوله على 54 مقعداً برلمانياً. وقد تحالف التيار الصدري مع الحزب الشيوعي العراقي وشخصيات مدنية أخرى لخوض الانتخابات التي جرت يوم السبت الماضي.

ويعتبر الصدر خصما قديما للولايات المتحدة، وهو يعارض أيضا النفوذ الإيراني في العراق.

ولا يمكن للصدر أن يتولى رئاسة الوزراء، لكن فوز الكتلة التي يدعمها يمنحه وضعا قويا في مفاوضات اختيار مَن سيتولى المنصب.
وجاءت في المرتبة الثانية كتلة الفتح التي يتزعمها هادي العامري، إذ حصلت على 47 مقعدا. ويتولى العامري، الذي تربطه علاقات وثيقة بإيران، قيادة قوات الحشد الشعبي التي لعبت دورا رئيسا في إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش.
وفي المرتبة الثالثة، جاء ائتلاف النصر الذي يتزعمه رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي بحصوله على 42 مقعدا.
وكانت حصة ائتلاف دولة القانون الذي يترأسه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي 26 مقعدا، بينما حصل تيار الحكمة الذي يتزعمه عمار الحكيم على 19 مقعدا.
وحاز ائتلاف الوطنية الذي يتزعمه إياد علاوي على 21 مقعداً، فيما حصل تحالف القرار لنائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي على 15 مقعداً.
وفي الإقليم حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني على 25 مقعداً، بينما حصل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني على 18 مقعداً.
ويمثل فوز الصدر عودة مفاجئة لرجل دين سبق وتعرض للتهميش لسنوات من قبل خصوم مدعومين من إيران. وقاد الصدر انتفاضتين ضد القوات الأمريكية في العراق.
ويمثل أداء ائتلاف سائرون توبيخا للنخبة السياسية التي يلقي الكثير من الناخبين باللوم عليها في تفشي الفساد، وانهيار نظام الخدمات العامة وتعطل عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويقول هذا الائتلاف إنه يعارض بشدة أي تدخل أجنبي في العراق الذي يتلقى دعما قويا من طهران وواشنطن.
وتعهد الائتلاف بمساعدة الفقراء وبناء المدارس والمستشفيات بعد أن تضررت البلاد من الحرب على داعش وعانت أيضا من تراجع أسعار النفط.
وقبل الانتخابات، أكدت إيران علنا أنها لن تسمح للمدنيين واليساريين بحكم العراق. وفي تغريدة بعد إعلان النتائج قال الصدر إن"الإصلاح ينتصر والفساد ينحسر".
ولا يضمن الفوز بأكبر عدد من المقاعد للصدر اختيار رئيس الوزراء، إذ يجب أن توافق الكتل الفائزة الأخرى على الترشيح.
وفي سيناريو محتمل فإن الصدر سيتحالف مع رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي تضم قائمته 42 مقعداً خصوصا بعدما رحب الاخير بدعوة للتحالف أطلقها الصدر قبل أيام.
كما من المتوقع أن يضم التحالف، ائتلاف الوطنية، وكتلة الحكمة التي ضمنت 19 مقعدا، والحزب الديمقراطي الكردستاني الذي ضمن 25 مقعداً، فضلا عن تقارب محتمل من شأنه أن يضم حزب الاتحاد الوطني الى هذا التحالف الذي يضمن في حال إعلانه أكثر من نصف مقاعد البرلمان الـ 329 مقعداً.
بدأ الصدر أولى خطوات تشكيل تحالفه عشية إعلان النتائج الاولية بنشر تغريدة مشفّرة رحب خلالها بكتل للتحالف معه فيما استشنى ائتلاف دولة القانون وقائمة الفتح لقربهما من إيران.
كما التقى يوم الجمعة بوفد من سفراء دول الجوار وكان غياب السفير الإيراني في بغداد عن الاجتماع لافتا.
في انتخابات 2010، فازت مجموعة نائب رئيس الجمهورية الحالي إياد علاوي بأكبر عدد من المقاعد، وإن كان ذلك بهامش بسيط عن ائتلاف المالكي حينها، لكنه مُنع من تولي منصب رئيس الوزراء وألقى باللوم على طهران في ذلك.
لكن هذا السيناريو مستبعد تكراره في الانتخابات الحالية، لأن التحالف المتوقع الآخر الذي يضم دولة القانون وكتلة الفتح وكتلة إرادة التي لم تحصل سوى على 3 مقاعد لم يبلغ عتبة نصف البرلمان ولم يكن قريبا منها.
مع أن الانتخابات وجهت ضربة للعبادي الذي كان يطمح لاحتلال المرتبة الاولى، لكنه لا يزال يستطيع أن يظهر كمرشح توافقي مقبول لجميع الأطراف،لأنه أدار بمهارة المصالح المتضاربة للولايات المتحدة وإيران خلال رئاسته للوزراء.
وينظر إلى العامري كأحد أقوى الشخصيات في العراق وقد قضى 20 عاما في قتال صدام حسين من إيران.
وأجرى الميجر جنرال قاسم سليماني، قائد العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني والشخصية المؤثرة في العراق، محادثات مع سياسيين في بغداد لتشجيعهم على تشكيل حكومة جديدة تحظى بموافقة إيران، ومن المتوقع أن تستمر المفاوضات لشهور.
ويجب تشكيل الحكومة في غضون 90 يوماً من إعلان النتائج الرسمية.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1013 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع