أزمة مياه خطيرة تهدد جنوب العراق بالجفاف

              

              الجفاف أصاب زراعة العراق في مقتل

الخليج أونلاين:مع تزايد انخفاض مناسيب المياه في محافظات العراق الجنوبية؛ بسبب قلة الإطلاقات المائية من دول المنابع المائية، حذّر مسؤولون عراقيون من مخاطر حدوث جفاف يتسبب بكارثة بيئية.

وتعيش عدة مدن في جنوب العراق أزمة مياه تسببت بتوقف أغلب مضخات مياه الشرب، وانتشار أمراض بيئية وبائية أدت إلى نفوق أعداد كبيرة من المواشي، لا سيما في مناطق الأهوار (مسطحات مائية واسعة)، وتعرض مئات الأراضي المزروعة للجفاف.

وقالت عضوة لجنة الزراعة والمياه البرلمانية، شروق العبايجي، في حديث لـ"الخليج أونلاين": إن "العراق يعاني منذ مدة ليست بالقصيرة من أزمة مياه كبيرة تهدد المحافظات الجنوبية بالجفاف؛ بسبب انخفاض مستوى مياه نهر دجلة إلى مستويات مخيفة".

وأضافت أن "أغلب الأنهار والأهوار في مناطق جنوبي العراق تعرضت لجفاف كبير؛ ما أدى إلى انتشار الأمراض البيئية والأوبئة التي تسببت في نفوق إعداد كبيرة من الثروة الحيوانية كالجاموس والأسماك، بالإضافة إلى تلوث مياه الشرب".

وعزت العبايجي سبب تفاقم أزمة المياه في العراق إلى "قلة الأمطار وانعدامها في السنوات الماضية، والطرق التقليدية التي يتبعها الفلاحون في الزراعة التي تعتمد على الري السيحي؛ حيث يهدر العراق سنوياً أكثر من 85% من كميات مياهه بسبب عدم مواكبة تطورات طرق السقي الحديثة".

وتابعت: "إضافة إلى المخاطر التي يواجهها العراق بسبب أزمته المائية، فإنه مهدد بمخاطر قد يلحقها سد أليسو التركي"، مبينة أن "سد أليسو إذا ما اكتمل إنشاؤه فإنه سيحرم 690 ألف هكتار من الأراضي الزراعية العراقية من المياه التي تقع على مجرى نهر دجلة".

وكان محافظ ميسان، علي دواي، قال في بيان له في 26 نوفمبر 2017: إن "شح المياه يرجع إلى أسباب عديدة، من بينها إقامة دول أعالي النهر (تركيا وإيران) مشاريع للسدود وعدم إطلاق الحصة المقررة للعراق من المياه، والتجاوزات الحاصلة على الحصة المائية من قبل المحافظات المجاورة، كذلك التجاوزات في البحيرات وانحباس الأمطار".

وأشار دواي إلى انخفاض موارد المياه في المحافظة إلى نحو النصف، موضحاً أن موارد نهر دجلة إلى ميسان والتي تؤمن الخطط الزراعية وحصة وزارة النفط والمعامل الصناعية ومياه الشرب تبلغ 220 متراً مكعباً/ ثانية، بينما تراجعت حالياً إلى 120 متراً مكعباً.

- تسمم ونزوح

وفي هذا السياق حذر عضو مجلس قضاء المجر في محافظة ميسان، جنوبي البلاد، علي وادي، من مغبة جفاف الأنهر وتوقف معظم محطات المياه التي تغذي القضاء بمياه الشرب.

وقال وادي في حديث لـ"الخليج أونلاين": إن "معظم مشاريع المياه في مدينة المجر والمناطق المحيطة بها توقفت عن ضخ المياه منذ أيام؛ بسبب انخفاض منسوب مياه الأنهر إلى أدنى مستوى، وحدوث حالات تسمم بين صفوف الأهالي".

وأضاف أن "أزمة المياه التي تعيشها أغلب مناطق جنوبي العراق أدت إلى نزوح العديد من العائلات إلى مناطق أخرى من المحافظة؛ بسبب قلة المياه وانعدام الماء الصالح للشرب، وانتشار الأمراض بين المواشي والأغنام".

من جهته قال المهندس الزراعي خالد العنزي: إن "الجفاف الذي تعرضت له الأنهر والأهوار جنوب العراق تسبب بخسارة كبير للفلاحين والمزارعين في كل من محافظات واسط والنجف وميسان والبصرة تقدر بملايين الدولارات؛ وذلك نتيجة لانتشار أمراض صدأ القمح والعنكبوت واللفحة النارية ومرض الترستيزا؛ التي تتسبب بموت ودمار الزراعة في مناطق واسعة".

وأضاف لـ"الخليج أونلاين" أن "بعض العائلات لجأت إلى مياه الآبار بديلاً عن شبكات مياه الشرب دون الاكتراث بما قد تسببه هذه المياه من أمراض، وكذلك استخدامها لري مزروعاتهم ومواشيهم".

- نزاعات عشائرية

وبينما تقف الحكومة العراقية موقف المتفرج أمام ما تشهده البلاد من أزمة مياه خطيرة يعاني منها أغلب العراقيين، حذر مواطنون من تسبب الأزمة بنشوب نزاعات عشائرية حول الأنهر وأولوية سقي وإرواء المواشي.

وقال الشيخ فواز المعموري، في حديث لـ"الخليج أونلاين": إن "العراق يمر بأزمة مائية تعد الأشد سوءاً منذ سنوات، وباتت تهدد أمن واستقرار العراق"، لافتاً الانتباه إلى أن "معظم النزاعات العشائرية التي تشهدها المحافظات الجنوبية باتت تشكل مصدر قلق للحكومة العراقية والقوات الأمنية سببها المياه".

وأضاف أن "أزمة المياه خرجت عن سيطرة الحكومة العراقية التي باتت عاجزة من إيجاد حلّ لها"، محذراً "الحكومة العراقية من نشوب ثورة شعبية تنطلق شرارتها من مناطق القرى والأرياف إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه".

وأشار المعموري إلى أن "الوضع في المحافظات الجنوبية، وبعدما تفاقمت معاناة الأهالي، ونفوق أعداد كبيرة من المواشي، أصبح لا يمكن السكوت عليه بعد الآن".

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

702 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع