٤٠ مليون شخص مستعبدون .. أين يعيشون وماذا يفعلون؟

  

يتعرض 19%  للاستغلال الجنسي بينما كانت نسبة 17% يعملون في الأعمال القسرية التي تفرضها الدولة

صدوف نويران – إرم نيوز:العبودية لم تنقرض بعد، بل مازالت تمارس في قارات مختلفة رغم الجهود الدولية والأموال التي أنفقت لتخليص الضحايا من خطورة الظاهرة.

وقدر تقرير ،نشر أمس الثلاثاء، بموقع منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة (ILO)، و”مؤسسة عش حرًا”، أن هناك حوالي 40.3 مليون شخص في العالم عاشوا يوميًا شكلًا من أشكال الرق المعاصر خلال العام الماضي.

ومع أنه من الصعب قياس دقة هذه الأرقام، إلا أن العبودية تميل إلى أن تكون ممارسة خفية وغير مشروعة و قدرة الضحية على الكلام عنها محدودة.

واعترف معدو دراسة “التقديرات العالمية للرق المعاصر” أن هناك فجوات في المعلومات المتاحة على الرغم من أن بيانات الأمم المتحدة الواسعة النطاق قد استخدمت في الدراسة، إلا أن بيانات من بعض البلدان والمناطق النائية والمتوترة غير متاحة.

وقالت “فيونا ديفيد” المديرة التنفيذية للبحوث العالمية في مؤسسة “عش حرًا”: “إنه من الصعب أو حتى من المستحيل القيام بإحصائيات في المناطق التي تشهد صراعات”، مشيرةً إلى مناطق مثل سوريا وشمال نيجيريا تم استبعادها من الدراسة، وبسبب هذه العوائق أوضحت “ديفيد”، أن الرقم 40.3 مليون ربما يعتبر تقريبيًا وليس دقيقًا.

وتأمل مؤسسة “عش حرًا” أن يحفز القلق من هذه الأرقام العمل العالمي.

وقال “أندرو فورست” مؤسس منظمة غير ربحية لمكافحة الرق: “إن هذا تاريخيًا حقيقي نحن نعلم أننا نتعامل مع مشكلة كبرى”.

ووجدت دراسة “التقديرات العالمية للعبودية الحديثة” أن الرق يحدث في كل منطقة وربما في كل بلد بالعالم.

ومن حيث الأرقام المطلقة، يعيش أغلب الأشخاص المستعبدين الجدد في آسيا ومنطقة المحيط الهادئ.

وفي الوقت نفسه، يعتقد أن العبودية كممارسة هي أكثر انتشارًا في أفريقيا.

ويحذر التقرير من أن هذه التصنيفات يمكن أن تتغير أيضًا في حال وجود بيانات أكثر دقة.

والجدير بالذكر أن الدراسة لا تحدد الأرقام حسب كل بلد، مثل “المؤشر العالمي للرق” المنفصل والذي ينشر سنويًا منذ عام 2013 من قبل مؤسسة “عش حراً”.

وانتقد بعض الخبراء، مثل “آن غالاغر” العالمة البارزة في تاريخ الاتجار بالبشر، منهجية تقديرات مؤسسة “عش حراً”، مشيرة إلى أن تقديم تقدير دقيق للرق المعاصر هو هدف نبيل.

وأصدرت منظمة العمل الدولية وهي إحدى وكالات الأمم المتحدة التي تتعامل مع معايير العمل، أيضا أرقاما في السابق تميل إلى أن تكون الاحصائيات أقل من تقديرات مؤسسة “عش حراً”، مما زاد الإرتباك بشأن واقع العبودية.

ويسعى الباحثون إلى إجبار قادة العالم على التعامل مع هذه المسألة بجدية أكثر من خلال استخدام منهجية جديدة تتضمن كمية كبيرة من البيانات الجديدة وخاصة تلك المتوفرة لدى “منظمة الهجرة الدولية”.

وتم الإفراج عن التقرير بالتزامن مع اجتماعات “الجمعية العامة الأمم المتحدة”، حيث ستتم مناقشة التقدم الذي تحقق نحو “أهداف التنمية المستدامة” سلسلة من الاتفاقات المبرمة فيما بين البلدان لتحسين العالم بحلول عام 2030، وموضوع الرق الحديث مذكور في هذه الأهداف بالتحديد.

وقال “غاي رايدر” المدير العام لمنظمة العمل الدولية في بيان له: “إن الرسالة التي ترسلها منظمة العمل الدولية واضحة جداً، ومفادها أن العالم لن يكون في وضع يمكنه من تحقيق أهداف التنمية المستدامة ما لم تكن هناك زيادة كبيرة في الجهود المبذولة لمكافحة هذه الآفات.

وأضاف: “هذه التقديرات العالمية الجديدة يمكن أن تساعد في تشكيل وتطوير التدخلات لمنع العمل القسري وعمالة الأطفال”.

وقد يكون ذلك صحيحًا، فتقرير التقديرات العالمية للرق المعاصر لا يقدم فقط تفاصيل عن المناطق التي يعيش فيها الأشخاص المستعبدون، بل أيضًا بعض التفاصيل التي يحتمل أن تثير الدهشة حول كيفية معيشتهم.

عبودية مقنعة

ويخلص التقرير إلى أن العبودية الحديثة لا تعني الرجال المكبلين بالسلاسل كما يتصور الكثيرون بل هي مقنعة.

وفي الحقيقة، معظم الرقيق ليسو من الرجال على الإطلاق، حيث تستأثر النساء والفتيات بما يقدر 28.7 من المستعبدين، فحوالي 71% من الإجمالي هن من النساء والفتيات.

ومن ناحية أخرى، يعتقد أن 1 من كل 4 من ضحايا الرق المعاصر هم من الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا.

وكان هناك أيضًا تباين واسع في نوع الرق الذي وجد، حيث وجد التقرير أن 24.9 مليون شخص كانوا من ضحايا العمل القسري في عام 2016.

وكان معظم هؤلاء الناس (64%) يستغلون في العمل القسري في الاقتصاد الخاص، والأكثر احتمالًا أن يكونوا من العاملات في المنازل، وعمال البناء أو الذين يعملون في قطاع الصناعة التحويلية.

في حين يتعرض 19%  للاستغلال الجنسي بينما كانت نسبة 17% يعملون في الأعمال القسرية التي تفرضها الدولة.

وبعيدًا عن مفهوم العمل القسري، هناك تعريف آخر للرق هو الزواج القسري، والذي يشكل 38% أو 15.4 مليون، من العدد الإجمالي.

وجدير بالذكر أن النساء والفتيات يشكلن 88% من حالات الزواج القسري، فضلًا عن 99% من الاستغلال الجنسي.

كما وجد التقرير أن الناس يجدون أنفسهم ضحية في هذه الحالات لمجموعة متنوعة من الأسباب، فعندما يتعلق الأمر بالعمل القسري، كان الشكل الأكثر شيوعًا للقسر هو احتجاز الأجور، مع استعباد تكتيكي على نطاق واسع، وكذلك التهديد بالعنف كان أيضًا موجودًا، كما كانت هناك أعمال فعلية للعنف البدني.

زواج قسري

والمرأة أيضًا من المحتمل أن تواجه العنف الجنسي كأسلوب إكراه.

وينطوي الزواج القسري غالبًا على الأطفال غير القادرين على إعطاء الموافقة، وفي بعض الأحيان تجبر النساء على الزواج لإلغاء ديون أو تسوية نزاع داخل الأسرة، فالزواج مازال جزءًا من التقاليد، على الرغم من أن الزواج القسري غالبًا ما يستخدم من قبل الجماعات المسلحة أثناء الصراع.

واعترفت “ديفيد” بأنه ربما هناك حاجة للمزيد من العمل لجعل هذا النوع من التقديرات على المستوى الكلي أكثر دقة، وقد بدأت منظمة العمل الدولية حملة ضد عمالة الأطفال منذ عقود، وفقط بسبب هذه التقديرات الأولية التي أجريت سابقًا جعلتنا نرى ما إذا كانت هذه السياسات لها تأثير.

وقالت “ديفيد” : “إننا حقًا في الأيام المبكرة جدًا لما يعادل العبودية الحديثة”.

لكن “فورست” قال إنه يأمل الآن أن تكون مؤسسة “عش حراً” ومنظمة العمل الدولية قد اتفقتا على هذا الرقم، حيث يمكن بذل جهد أكبر للقضاء على الرق المعاصر.

وقال: “الرق المعاصر موجود في الواقع، وخلافًا للظواهر الطبيعية، مثل السرطان أو فيروس نقص المناعة البشرية أو فيروس إيبولا، هذا هو الشيء الذي يمكننا كبشر السيطرة عليه”.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

596 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع