نشاطات وإصدارات دار الشؤون الثقافية

     

التركيب اللغوي لشعر الجواهري
اسراء يونس

صدر عن دار الشؤون الثقافية العامة الدراسة الموسومه بـ (التركيب اللغوي لشعر الجواهري) وهي دراسة في عروض المعاني، تأليف د. حسين علي حسين الفتلي ضم الكتاب 279 صفحة من القطع المتوسط.
تعد الدراسات اللغوية التطبيقية من الدراسات التي تلامس مواطن الابداع في النص الادبي وقد اختص الكثير من هذه الدراسات في جامعاتنا الاكاديمية بهذا المجال، ونظراً لفائدة هذه الدراسات ووفرة النتاج الشعري وجودته ظلت الحاجة اليها قائمة.
ويذكر ان قارئ شعر الجواهري يقع على الكثير من عناصر الابداع والجودة لكونه يعمد على استعمالات لغوية بعضها جاء موافقاً للقواعد النحوية وبعضها الاخر يعد شاذاً عنها، او نادراً في الاستعمال وكل ذلك يستحق الدراسة والوقوف عليه لامتلاكه  نتاجاً شعرياً ضخماً.
 لقد اعتمد الكاتب لهذه الدراسة على اخذ عينات لكل حالة او استعمال لحروف المعاني، وعلى وفق منهج جمع بين الاستقراء والوصف والتحليل في أربعة فصول يتقدمها التمهيد وتعقبها خاتمة بنتائج البحث، وثبت بالمصادر والمراجع. وتناول في التمهيد عرض لحروف المعاني بين العمل والاختصاص عرضاً مبيناً اراء العلماء.
شمل الفصل الأول (حروف الجر) من حيث تسمية هذه الحروف وعددها وما استعمله الجواهري منها ومعانيها واستعمال بعضها مكان البعض. واختص الفصل الثاني بدراسة (الحروف النواسخ) ودرس فيه ان واخواتها ومعانيها وانماط مجيئها عند الشعر ثم درس (لا) النافية للجنس والمشبهات بليس (ما ولا ولات) وانماط مجئيها في شعره. اما الفصل  الثالث فقد حمل عنوان (احرف النداء والتنبيه) وعرضت فيه احرف النداء العربية وما استعمله الجواهري منها، ودرس الباحث أنماط النداء التي وردت في شعره واغراض المجازية التي خرجت اليها واحرف التنبيه والتراكيب التي ولدت فيها، وانماط حذف النداء في شعره. وضم الفصل الرابع (إلا) الاستثنائية و(إذا) الفجائية فتناول أنماط مجيئها في شعره.


العودة الى الذات
شيماء عبد الرحمن
صدرَ كتاب جديد عنوانهُ: (العودة إلى الذات) للمؤلف مالك مسلماوي، ضمن سلسلة الموسوعة الثقافية التي تتناول مختلف العلوم والفنون والآداب، والتي تصدرها دار الشؤون الثقافية العامة. يبلغ عدد صفحاته (120) صفحة من القطع الصغير.
يعتبر الكتاب محاولة نقدية لوضع تمظهرات النص العراقي  الحديث في إطار يحدد بنية الشكلية العامة وصيغة تفاعله مع الواقع في تفاصيله النفسية والاجتماعية السائدة.
وأن نصوص الكتاب نصوص مختارة من لدن الشعراء أنفسهم ولابد أن يكون الشاعر حريصاً على عرض أفضل ما لديه لوضع تجربته الشعرية على المحك، قراءة وتوثيقاً.
وعن طريق الاستقراء كانت أهم المشتركات النصية هو تمركز ذات الشاعر بحضورها الدائم في النص، مع التباين في طبيعة هذا الحضور. فالذات هي العنصر المهيمن، والنص يدور حولها دوران الرحى، كما أن النصوص أنشغلت كثيراً بالواقع وأقامت متونها عليه لكنها تبقى ضمن إطار الرؤيا الذاتية في وصفها الدقيق. فالنص الشعري- في مجمله- (نص دائر)، حولَ ذاته مرة، وحولَ الخارج مرة آخرى.
أن النص وهو يستعيد وعيه- بات أكثر جرأة في محاولته الهروب من الذات ومماحكة المظاهر الاجتماعية الشاذة والانكسارات المتوالية تحت سيادة العنف
واللا معقول وشيوع الجريمة. ولقد كان لذلك صدى قوي في الذات الشاعرة، لذا ساد الخطاب الشعري التوتر والرفض والسخرية والصورة اللاذعة.. ومن المؤكد أن الانقلاب السياسي والاجتماعي يؤدي الى تهيئة الاجواء الى أنقلاب ثقافي، وهذا بدوره يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر في عملية التغيير وتكريس الأوضاع الجديدة.. لكن عملية التغيير في العراق سارت بطريق متعرجة ومليئة بالعثرات لأسباب معلومة، كما أن الفاعل الثقافي لم يمارس الدور المطلوب بسبب الإقصاء والتجاهل والتعطيل المقصود في حمى الصراع على السلطة وأزدهار المشاريع الطائفية.
ولقد دعمت قراءتي ببعض من الآراء النقدية المحلية والعربية والأجنبية، وتطرقت الى النظريات الحديثة التي تعالج النص الحديث من جميع جوانبه. معتمداً مراجع أفادت المداخلة، ولم أنقطع الى منهج محدد فالشعر أوسع من أن يحاط بمنهج، لكني لجأت الى المنهج الوصفي التحليلي- كمنهج عام- لبنية النص اللغوية/ النحوية وبنيته الدلالية.
أما الظاهرة الاسلوبية الطاغية فهي الصورة الشعرية والإغراق بالمجاز والتعشيق السردي في مقاربة الواقع.. من ناحية أخرى كان الاكثر طغياناً هو النزعة التشاؤمية وهيمنة الروح السوداوية، الامر الذي يحيل الى فهم النص الشعري على أنه ردة فعل لصدمة الواقع المعاش وما يتضمنهُ من تجاذبات نفسية وأجتماعية وسياسية تحيط بالإنسان وتتلاعب بمصيره.. فالنص هنا إستجابة موضوعية لوجود قلق مهدد.. ولقد أجتمعت النصوص على هجاء الواقع ورفضه ومحاولة الخروج منه لما يحويه من الألم والقمع، ومثلما توحدت النصوص في موضوعاتها، توحدت أيضاً أو كادت في أنغمارها في الصياغة الشكلية.
لاتريد هذه المقاربة التقصي الشامل للخواص النصية وأن تمت الإشارة الى معظمها بصورة سريعة، إنما جرى التركيز على الخاصية التشكيلية التي ينزع اليها النص لنصل في النهاية الى عد قصيدة النثر العراقية إجمالاً بأنها تقع تحت غواية الشكل وحمى التجريب.


رواية العنف.. دراسة سوسيونصية في الرواية العراقية مابعد 2003
محمد رسن
ضمن سلسلة نقد التي تصدرها دار الشؤون الثقافية العامة، صدرَ كتاب للدكتور باسم صالح عنوانهُ: (رواية العنف) دراسة سوسيونصية في الرواية العراقية مابعدَ 2003.
حيثُ شهدت الرواية العراقية بعدَ سنة 2003، حضوراً لافتاً لثيمة العنف، لاسيما العنف الجسدي. وهذا الحضور هو أنعكاس وتمثل للعنف المجتمعي الذي شهدهُ العراق بعدَ التغيير الكبير الذي حدث سنة 2003، نتيجة لانهيار السلطة المركزية، وهيمنة الفوضى. وغياب الأمن، حيث تصدع البناء المجتمعي للمجتمع العراقي، وبرز للعيان العنف الجماعي، وظهور الجماعات المسلحة التي تتخذ من العنف شعاراً لها.
ونقصد بالعنف هنا الإيذاء الجسدي، والتعامل بشدة وقوة مع الآخر من أجل إقصائه وإلغاء وجودهُ المادي والمعنوي، أو قهره وإخضاعه، حيث تحول العنف إلى سلطة تمارسها الجماعات المتناحرة بوسائل مختلفة، تدفعها غريزة التسلط والسيطرة على الآخر.
كما يقصد برواية العنف: الرواية التي ترتكز على ثيمة العنف، لاسيما العنف الجسدي، حيث تعالج العنف وتمثلاته في المجتمع بأشكال مختلفة.
بعدَ هذه الخلاصة الموجزةيذكر الكاتب أن هذه الدراسة ستتناول الرواية العراقية التي كُتبت بعد تغيير النظام السياسي في العراق سنة 2003- بغض النظر عن الموقف الأيديولوجي للرواية من هذا التغيير- حيث يشكل هذا التغيير نقطة تحوّل كبرى في تاريخ العراق الحديث. وهذا يعني أن مصطلح (مابعد التغيير) معني بالتحقيب التاريخي، وليسَ بالتحقيب الآيديولوجي. كما تعالج رواية مابعد التغيير القضايا التي أستجدّت بعد التغيير نتيجة الحرية في الكتابة التي أكتسبها الروائيون، أو تعالج القضايا السياسية والاجتماعية في مرحلة حكم النظام السابق بالنقد والمراجعة، والتي لم يكن مسموحاً للكتّاب الخوض فيها أو مناقشته.
بعدَ هذا التوضيح يلخص لنا الكاتب الفصول التي تناولها في كتابه والتي جاءت على التوالي. فقد درس الجسد في الفصل الاول (الجسد) على عدَّ أن الجسد هو الذي تجري عليه عمليات العنف والتسلط والتعذيب وإلغاء الوجود إلانساني. وقسم الفصل بدوره على مبحثين: درس في المبحث الاول الموت العنيف، حيث هيمن الموت على نحو واضح في تمثلات العنف الجماعي في الروايات عينة البحث.
بينما درس في المبحث الثاني (الانبعاث) بعد الموت. حيث وجد أن ثيمة الانبعاث أو وهم الانبعاث بعد الموت شكّلت حضوراً لافتاً في الروايات المختارة.
كما تناول في الفصل الثاني (كرونوتوب العنف)، على فرضية أن العنف في الروايات عينة البحث كان مجسداً من خلال الزمان (الآن- بعد التغيير)، والمكان (هنا- أي في بغداد). وعلى هذا الاساس قسم الفصل الى مبحثين،
درس في البحث الاول زمن العنف، حيث يتكرس العنف على نحو مهيمن في حاضر الشخصيات. بينما أختلف الروائيون في النظرة الى المستقبل، بين النظرة المتفائلة، والنظرة المتشائمة، وغياب الرؤية المستقبلية.
بينما درسَ في المبحث الثاني فضاء العنف، حيث هيمن تمثيل العنف في العاصمة بغداد. وهذا ما أنعكس على عنوانات الروايات عينة البحث حيث تحضر كلمة (بغداد) في عنوانات روايات العنف المختارة.
أما الفصل الثالث فقد تناول فيه (النص- المرآة)، حيث يرى أن النصوص الروائية عينة البحث تستند على نصوص سابقة وتقوم عليها، فتكون النصوص اللاحقة مرآة للنصوص السابقة، مع مراعاتها للسياقات التاريخية والاجتماعية في زمن كتابة النص- المرآة. وهذا مايجعل الروايات عينة البحث تنتمي لأدب مابعد الحداثة.
يذكر أن الكاتب وقع أختياره على ثلاثة نماذج روائية من الرواية العراقية في مرحلة مابعدَ التغيير حيث عدها روايات عنف بأمتياز وهي:
1-أموات بغداد، جمال حسين علي الصادرة سنة 2008
2-فرانكشتاين في بغداد، أحمد سعداوي الصادرة سنة 2013.
3-مشرحة بغداد، برهان شاوي، الصادرة سنة 2014.
لقد قامت الدراسة على فرضية هيمنة ثيمة العنف في النماذج المذكورة بحيث يمكن أن نسمي هذه النماذج بروايات العنف.



  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

687 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع