سكان الموصل يلجؤون لبدائل "قاتلة" عن المياه والمحروقات والسجائر

              

الموصل - الخليج أونلاين (خاص):دفعت الظروف المعيشية الصعبة لسكان مدينة الموصل المحاصرين، للجوء إلى بدائل قد يكون غالبها "قاتلاً" لهم عند استعمالها، فانعدام الوقود وغياب الماء الصالح للاستعمال البشري، وحتى السجائر، أمور فاقمت أزمة الأهالي من وجود التهديد العسكري واستمرار معركة الموصل.

يتجمع العديد من أهالي الموصل، ومعهم مختلف الأواني والعبوات البلاستيكية، بمختلف أحياء المدينة، في طوابير طويلة للحصول على الماء من آبار تم حفرها قبل أكثر من عام ونصف العام، عندما بدأت أزمة الماء تلوح بالأفق.

حفرت تلك الآبار في جوامع الموصل أو بمناطق داخل الأحياء السكنية، وتم تشغيل مضخة ماء تعمل بالمولد الكهربائي لسحب الماء، إلا أن تحذيرات وصلت لـ"الخليج أونلاين"، أكدت أن هذا الماء غير صالح للاستهلاك البشري، وقد أدى عند استعماله في مرات سابقة، إلى حالات تسمم وأمراض جلدية.

ويقول يونس أمين، وهو أحد سكان المدينة: إنه "منذ أسبوع والماء مقطوع عن أحياء الموصل بعد توقف مشاريع الماء عقب توقف خط الكهرباء المغذي للمدينة والقادم من سد الموصل، فاضطررنا إلى اللجوء للآبار للحصول على الماء".

وأضاف في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "نعرف جيداً أن هذا الماء غير صالح للاستعمال البشري، من خلال مذاقه المر ورائحته غير المرغوبة؛ إذ إن هذه الآبار لا يتجاوز عمقها في أفضل الأحوال 20 متراً، وهو ليس بعمق يمكن الحصول منه على ماء حلو، فنعرف أن هذه الحفر التي نسميها آباراً، ماؤها عبارة عن مياه صرف صحي للمنازل تسربت تحت الأرض إلى تلك الحفر".


وسائل "قاتلة" للتدفئة والطبخ

وبعد قطع الطريق بين الموصل وسوريا، وهو الشريان الوحيد الذي يربط المدينة بالعالم الخارجي، توقف وصول المواد الأساسية والإمدادات للمدينة، ومنها الوقود الذي تضاعف سعره عدة مرات حتى وصل عشرة أضعاف سعره، وانعدم بشكل نهائي، ما دفع الأهالي لاستخدام وسائل "قاتلة" بدل المحروقات.

مشهد الأهالي في الموصل وهم يحملون فؤوساً وأغصان أشجار ويسيرون في الشوارع أصبح مألوفاً بالمدينة، فقد لجؤوا إلى الاحتطاب كبديل عن الوقود السائل، وكذلك الكهرباء التي لا تصل للمدينة، خصوصاً بعد أن أطفئت مولدات الكهرباء الأهلية محركتها لنفاد الوقود.

ولا يكتفي بعض أهالي الموصل باقتحام الغابات لتكسير أشجارها والحصول على الحطب؛ بل يخاطرون بحياتهم بدخول مبانٍ حكومية مثل جامعة الموصل، وكذلك مقرات عسكرية سابقة، بهدف الحصول على أي شيء يمكن حرقه للتدفئة والطبخ وتسخين الطعام، وتعتبر تلك المقرات معرضة للغارات الجوية؛ لكونها أهدافاً عسكرية؛ إذ إن تنظيم "الدولة" كان يتخذها مقرات له قبل أن يغادرها بعد اشتداد الضربات الجوية عليها.

ويروي أنس مصطفى، لـ"الخليج أونلاين"، كيف أن "الكثير من الأهالي لم يعد لديهم وقود للطبخ والتدفئة، وبعد إغلاق الأفران والمخابز أبوابها، أصبحت صناعة الخبز في المنزل أمراً ضرورياً، مثل إعداد الطعام؛ لذلك لا بد من توفير الحطب لذلك".

وأضاف: "عدد من المنازل توقفت فيها المدافئ التي تعمل بالكهرباء والوقود السائل؛ لانعدامهما، فلجأ الأهالي إلى وضع مواقد بدائية يدوية الصنع داخل المنزل، وحرق كل ما يمكن حرقه حتى الملابس؛ لغرض التدفئة، وهذا الأمر قد يعرضهم لخطر الاختناق إن لم يتم تصريف الدخان بشكل جيد".

سجائر بأضرار مضاعفة عن الحقيقية

لم تكن الخضراوات والمواد الغذائية الأساسية هي من نفذت من أسواق الموصل فحسب؛ بل إن الكثير من المدخنين يبحثون عن السجائر بشغف الإدمان، والتي كان التنظيم قد منعها منذ أكثر من عامين، إلا أن المدخنين كانوا يحصلون عليها سراً عبر تجار السوق السوداء، لكنها اختفت تماماً بعد بدء المعركة، إلا بسعر خيالي يصل إلى 12 ألف دينار عراقي، ما يعادل 9.5 دولارات، في حين كان سعره سابقاً لا يتجاوز ثلث الدولار فقط.

ولجأ المدخنون، بحسب ما تحدث شهود لـ"الخليج أونلاين"، إلى سحق أوراق الشجر اليابسة، مثل ورق العنب، ووضعها داخل لفائف من ورق الدفاتر وتدخينها بدلاً عن السجائر؛ لتلبية رغبتهم في الدخان.

واستبشر الأهالي مع أول توغل لافت للقوات الأمنية، الثلاثاء، من المحور الجنوبي للمدينة، واستعادة حي جديد بالكامل شرقاً، وإكمال استعادة حي آخر، بعد الهجوم الذي مضى عليه أكثر من ستة أسابيع لاستعادة الموصل من تنظيم "الدولة"، المسيطر على المدينة منذ صيف 2014.

وبدأت الحملة العسكرية في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وتحظى بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

656 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع