بعد بريطانيا.. ٧دول أوروبية قد تطالب بالانفصال

        

لندن - الخليج أونلاين:بعد صدمة إقرار انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، يستعد قادة القارة العجوز لسيناريوهات محتملة لم تخطر على بال أحدهم، لتكون بريطانيا بذلك قد فتحت المجال أمام دول أخرى قد تطالب بالخروج من الاتحاد.

خطب مصيرية، حذر من خلالها رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك منذ أسابيع من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يشكل تهديداً خطيراً على "الحضارة السياسية الغربية"، ورغم أن المخاوف المتعلقة بتفكك الاتحاد الأوروبي قد تبدو بعيدة، فإن هنالك بلداناً أخرى من الممكن أن تجري فيها استفتاءات مشابهة.

- السويد

تنظر السويد إلى نفسها باعتبارها معادلاً اسكندنافياً لبريطانيا؛ حيث ترفض اعتماد العملة الأوروبية الموحدة اليورو، وسياسات الاتحاد الأوروبي، وتتوافق كل من بريطانيا والسويد على 90% من جميع القضايا.

ومن المتوقع أن يثير استفتاء بريطانيا على الاتحاد الأوروبي مخاوف استثنائية في السويد، فمن ناحية، قبلت الدولة مئات الآلاف من اللاجئين العام الماضي، لكنها سعت جاهدة إلى دمج بعض منهم، لذلك اكتسب اليمين المتطرف في السويد زخماً وسط مستجدات ذكرت البعض بصعود حزب الاستقلال في المملكة المتحدة، المؤيد لانسحاب بريطانيا من الاتحاد البريطاني.

ورغم أن معظم السويديين لديهم انطباع إيجابي تجاه الاتحاد الأوروبي، فإن تصويت البريطانيين قد يغير المعادلة، وتتسلل الشكوك إلى السويديين، لترتفع مطالبات بإجراء استفتاء على انفصال البلاد من الاتحاد، إلا في حال محاولة قادة الاتحاد الأوروبي تعزيز تماسكه من خلال التعاون أكثر، والتركيز على الأعضاء الأساسيين، والسماح للحكومات الوطنية أن تكون لها الكلمة العليا.

- الدنمارك

أجرت الدنمارك استفتاء في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، صوت فيه الدنماركيون ضد تسليم مزيد من الصلاحيات للاتحاد الأوروبي، ومع أن تأثيره محدود، فإنه قد يفتح المجال أمام تنبؤ الدنماركيين حقاً بأنهم يريدون التصويت للخروج من مظلة الاتحاد، لذلك يعتقد معظم السكان في البلدان الأعضاء بالاتحاد الأوروبي أن بروكسل لا ينبغي أن تكون أكثر قوة مما هي عليه، وفقاً لدراسة حديثة صادرة عن مركز بيو للأبحاث.

ومن العوامل التي قد تمهد للخروج من الاتحاد هو أن معظم الدنماركيين يتخوفون من زيادة معدلات الهجرة وتدفق اللاجئين، الذي ربما يعتبرونه تهديداً لنظام الرفاهية في تلك الدولة الصغيرة، إضافة إلى أن الدنماركيين طالما اعتمدوا على بريطانيا حليفاً قوياً في المفاوضات مع الاتحاد؛ لأن مواقفهم السياسية متماثلة، في حين ألمحت أستاذة العلوم السياسية، مارلين ويند، من جامعة كوبنهاغن، إلى أنه "من دون بريطانيا لن يكون للدنمارك القدرة على جر قاطرة مصالح الدنمارك"، بحسب وكالة "بلومبيرغ".

- اليونان

اختفت أزمة ديون الحكومة اليونانية في الغالب من النقاش العام والعناوين الرئيسية، وإن كانت ستعود عاجلاً أم آجلاً، إلا أن صحيفة "كاثيميرني" اليونانية تخشى من أن مخاوف الأزمة المستمرة، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، من الممكن أن تصبح تهديداً لوضع عضوية اليونان في الاتحاد.

وتشير الصحيفة إلى أن "مصدر القلق الرئيسي في أثينا يتمثل في أن الخروج من الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يضعف عزيمة منطقة اليورو لتعزيز موقف اليونان ضمن العملة الموحدة، التي قد تتطلب المزيد من الأدوات، إضافة إلى مستوى أعلى من التكامل عما عليه الحال اليوم".

ولفانجو بيكولي، مدير الأبحاث لشركة استشارات الأخطار السياسية "تينيو إنتيليجنز"، قال للجريدة: إنه "في جميع الأحوال تعتمد اليونان بقدر أكبر على تقاسم العبء الأكبر في منطقة يورو أكثر تكاملاً، إلا أن ذلك لن يكون محتملاً في الغالب بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، ومن ثم فإن جل ما تخشاه اليونان لا يتمثل في استفتاء مناهض للاتحاد الأوروبي تحت تأثير الأحزاب اليمينية، بقدر ما تخشى من دفع الاتحاد لليونان للخروج منه من أجل إنقاذ التلاحم بين بقية الأعضاء.

- هولندا

أوصلت الصحيفة الهولندية "ألمغين دغبلاد" رسالة بالغة الوضوح للبريطانيين قبيل استفتاء يوم الخميس؛ إذ تصدرت صفحتها الأولى مقالة بعنوان "لا تتركني بهذه الطريقة". ومع أن الرسالة قد لا تعبر عن وجهة نظر معظم الهولنديين حول الاتحاد الأوروبي، إلا أنها ألقت فكرة الانفصال للجمهور بطريقة قد تعتبر تمهيداً للخروج من الاتحاد وصناعة رأي عام في هولندا.

جيرت ويلدرز، رئيس الحزب الشعبوي اليميني، دعم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وعقد الآمال على إجراء استفتاء مماثل في هولندا؛ إذ قال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، في مقابلة أجريت معه مؤخراً: إن "أردنا أن نحيا كأمة فعلينا أن نوقف الهجرة ونوقف الأسلمة"، وأضاف ويلدرز الذي يتصدر حالياً استطلاعات الرأي في بلاده: "ولن نتمكن من تحقيق ذلك داخل الاتحاد الأوروبي".

- المجر

لا يُعرف عن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوروبان أنه صديق مخلص للاتحاد الأوروبي، فقد اكتسب الرجل في واقع الأمر سمعة مناقضة لذلك، وفي شهر مايو/ أيار الماضي، استقبل رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، أوروبان قائلاً له: "مرحباً أيها الديكتاتور"، في حين كانت كاميرات التلفزيون تسجل ذلك الحادث المحرج.

وعلى الرغم من الخلافات، فقد حث أوروبان بريطانيا مؤخراً على البقاء في الاتحاد الأوروبي، ولكنه قام بذلك على الأرجح لأن بريطانيا المشككة في الاتحاد تُعد شريكاً مهماً للحكومة في بودابست.

ويخطط أوروبان لإجراء استفتاء في المجر قد يفضي إلى نتائج تضر بتماسك الاتحاد الأوروبي، فبعد تدفق اللاجئين على الدولة، سُيطلب من المجريين تقرير هل سيتم السماح للاتحاد الأوروبي بإعادة توطين اللاجئين على الرغم من عدم موافقة البرلمانات الوطنية التي تتأثر بالقرار.

وجدير بالذكر أن المجر لن تُجري استفتاءً صريحاً على القطع بـ"البقاء أو الخروج" من عضوية الاتحاد الأوروبي، بل إن الاستفتاء قد تم تصميمه بصورة غير مباشرة لمسألة السلطة التي تتمتع بها بروكسل.

- فرنسا

فرنسا هي إحدى كبرى الدول المتحفظة على البقاء في الاتحاد الأوروبي، بواقع 61% ممن لديهم نظرة سلبية للاتحاد (مقارنة بالمجر التي تقدر فيها نسبة من يحملون وجهة النظر نفسها بنسبة 37%).

وإلى جانب ألمانيا، فإن فرنسا هي قوة دافعة في القارة الأوروبية، وإن كانت أيضاً تعاني كثيراً من المشكلات، من بينها ضعف الاقتصاد، وزيادة التهديدات الإرهابية، وأُلقي باللوم بشأن بعض هذه المشكلات على الاتحاد الأوروبي، أو على الظروف التي خلقتها الدول الأعضاء، ومعروف عن المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، دعمها الكبير لإجراءات التقشف التي تبنتها عقب فترة الكساد الأخيرة، وعلى النقيض من برلين، فإن باريس لم تستطع بعد التغلب على ارتفاع معدلات البطالة، وضعف النمو الاقتصادي.

وينظر كثير من الفرنسيين بحالة من عدم التصديق حيال ما قامت به ميركل من فتح حدود ألمانيا أمام اللاجئين السوريين عام 2015، وقد يصب هذا في مصلحة حزب الجناح اليميني بالجبهة الوطنية، التي من المتوقع أن تستحوذ على المزيد من السلطة السياسية في الانتخابات القادمة، كما أن زعيمة الحزب مارين لوبين دعمت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى المصير المشابه الذي ينتظر فرنسا حال قاد حزبها البلاد.

- أسكوتلندا

رغم أن بريطانيا أجرت ثلاثة استفتاءات شعبية خلال العامين الماضيين، فإنه بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قد تحتاج إلى استفتاء رابع من أجل انفصال أسكتلندا عن المملكة المتحدة، لأن أسكتلندا صوتت للبقاء كجزء من المملكة عام 2014 على أن تكون المملكة جزءاً من الاتحاد الأوروبي، لكن أغلبية الشعب مؤيد للاتحاد، وقد يدفع مجدداً بالضغط على الحكومة لإجراء استفتاء شعبي لإعلان الانفصال.

رئيسة الوزراء الأسكتلندي نيكولا أستورجين، وهي عضو في الجبهة الوطنية الأسكتلندية، قالت: إن "الانفصال يجب أن يناقش في حال خروج بريطانيا، وقد تنضم أسكوتلندا أيضاً إلى منطقة اليورو نتيجة لذلك".

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

765 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع