ناشطة أميركية تتهم بريمر (بتدمير الزراعة) في وادي الرافدين

  

واشنطن - متابعة المشرق:اتهمتْ ناشطة بيئية أميركية عراقية الأصل، الحاكم المدني الأميركي للعراق، بول بريمر، بتدمير الزراعة في بلاد وادي الرافدين،

من خلال حرمان الفلاحين من خزن البذور أو تبادلها أو إعادة زراعة ما حصدوه منها، مبينة أنه منح شركتين أميركيتين حق احتكار توريد بذور معدلة جينياً وأسمدة خاصة لزراعتها للعراق، لتحقيق أرباح طائلة على حساب أبناء البلد الذين كانون “يعانون الجوع وتردي الخدمات”. جاء ذلك في تقرير نشره موقع منت بريس نيوز الإخباري الأميركي المستقل. وقالت الطبيبة والناشطة البيئية، داليا وصفي، وهي أميركية من أصل عراقي، إن “الحاكم المدني لسلطة الاحتلال في العراق، بول بريمر، أصدر مئة أمر حددت جهود إعادة اعمار العراق”، مشيرة إلى أن من تلك “الأوامر ذلك المرقم 81 الذي دمر قطاع الزراعة، حيث أوكل مصير القطاع إلى شركتي مونسانتو Monsanto العملاقة لتقنية الحيوية وإنتاج البذور، وكارجل اند داو كيميكال Cargill & Dow Chemical للتصنيع الكيمياوي والزراعي”. وذكرت وصفي، أن “العراق كان بحلول العام 2005 يوفر أربعة بالمئة فقط من احتياجاته للبذور”، مبينة أن “الأمر المرقم 81 للحاكم بريمر، لم يسمح للمزارعين العراقيين بخزن البذور أو تبادلها بينهم، كما لم يسمح لهم أيضاً بإعادة زراعة ما حصدوه من بذور، ما أدى، فضلاً عن عوامل أخرى، منها الحصار الذي كان مفروضاً على العراق، أدى إلى انهيار تصنيع البذور في البلد”. وقال الموقع، إن “حديث الناشطة وصفي الذي نشر في الـ13 من أيار 2016 الحالي، استقطب أكثر من مليون و115 ألف مشاهدة على موقع فيسبوك، حيث تزامن مع الذكرى السنوية الرابعة للمسيرة الاحتجاجية ضد شركة مونسانتو الزراعية التي شهدتها أكثر من 40 دولة حول العالم في الـ21 من الشهر الحالي”. وكشفت الناشطة وصفي، عن “قيام شركة مونسانتو الأميركية بتسويق بذور معدلة جينياً للعراق يتعذر على المزارعين إعادة زراعتها مجدداً بعد جني المحصول”، مؤكدة أن “الأمر 81 فتح الباب على مصراعيه لجني شركات زراعية عملاقة مثل كارجل انكوربيريشن داو اند كيميكال ومونسانتو، أرباحا طائلة من خلال إنتاج بذور معدلة جينيا وخلطات خاصة من الأسمدة التي يستوجب استخدامها لزراعتها”. وتابعت الطبيبة الناشطة بيئياً، أن “إدارة بوش عينت حينها، دانيل امستوتز، نائب رئيس شركة كارجل للصناعات الكيمياوية وتصنيع البذور، للإشراف على مهمة الهيمنة على القطاع الزراعي العراقي وجعله بمثابة مختبر لتطبيق تجارب ما تنتجه الشركة من بذور معدلة جينيا”، لافتة إلى أن “العراق كان يواجه حينها معدلات قياسية من الحرمان الغذائي، إذ كشف خبراء الأمم المتحدة، عام 2005، عن معاناة قرابة ربع الأطفال العراقيين نتيجة عدم وجود ما يسد رمقهم من الجوع، في حين كان 7.7 بالمئة منهم يعانون نقصاً حاداً في التغذية”. وتابعة وصفي، أن “القرار 81 سمح لشركة مونسانتو جني أرباحاً طائلة من تصدير البذور متجاهلة بذلك المخاطر المترتبة على الفلاحين العراقيين”. يذكر أن داليا وصفي، طبيبة وناشطة سلام أميركية من أصل عراقي، ولدت عام 1971 في نيويورك، من أم يهودية أميركية وأب عراقي مسلم، وفي مطلع العام 2006 زارت داليا العراق لمدة ثلاثة أشهر تجولت فيها بمدينة البصرة، قبل عودتها للولايات المتحدة لتتحدث أمام تجمع في الكونغرس عما آلت إليه الأمور في العراق من انعدام الأمن والخدمات وعدم توافر مياه الشرب وانتشار البطالة، عادة أن العراق أصبح "أسوأ حالاً بعد الغزو مما كنا نتوقع".

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

915 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع