عملية استعادة الموصل تتعثر لشراسة مقاومة مقاتلي داعش

 

مدينة الموصل ثانية كبرى المدن بعد العاصمة بغداد تحت سيطرة تنظيم الدولة منذ يونيو 2014

بغداد - عمر الجنابي - الخليج أونلاين:كشفت مصادر عشائرية في مدينة الموصل شمال العراق، عن توقف العملية العسكرية التي انطلقت لتحرير جنوب المدينة من سيطرة تنظيم "الدولة"، في حين عزت السبب إلى المقاومة الشرسة التي يبديها مقاتلو التنظيم والخسائر البشرية الكبيرة التي منيت بها القوات الأمنية منذ انطلاق العملية.

وقالت المصادر، طالبة عدم الكشف عن هويتها، في حديث لمراسل "الخليج أونلاين": إن "تنظيم داعش في مدينة الموصل دفع بآلاف من مقاتليه الذين جندهم بعد سيطرته على المدينة للدفاع عنها، الأمر الذي جعل مهمة القوات الأمنية التي أطلقت عملية كبرى لتحريرها أكثر تعقيداً".

وأضافت: أن "عملية الفتح العسكرية التي انطلقت مؤخراً لتحرير جنوب مدينة الموصل كصفحة أولى من مراحل العملية توقفت منذ أسبوع؛ نتيجة للمقاومة الشرسة التي يبديها عناصر تنظيم داعش والخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي تعرضت لها القوات الأمنية في الآونة الأخيرة".

وأشارت إلى أن "العملية لغاية الآن لم تحقق أية نتائج، سوى تحرير بعض القرى النائية التي انسحب تنظيم داعش منها لأسباب مجهولة"، متوقعة أن "يكون هذا الانسحاب تكتيكياً لاستدراج القوات الأمنية".

وكانت قيادة عمليات نينوى قد أعلنت في 24 مارس/آذار الماضي، انطلاق عملية "الفتح" لتحرير محافظة نينوى من سيطرة التنظيم الذي استولى على معظم أراضي المحافظة في العاشر من يونيو/حزيران من عام 2014، بمشاركة الجيش العراقي وقوات البيشمركة ومقاتلي الحشد الوطني المؤلف من أبناء العشائر السنية في مدينة الموصل.

من جهته، أعرب الأمين العام لوزارة البيشمركة الكردية، جبار ياور، عن قلقه من إخفاق القوات الأمنية متمثلة بالجيش العراقي في إحراز تقدم عسكري في مناطق جنوب الموصل.

وقال الياور في تصريح صحفي له: إن "القوات الأمنية تكبدت خسائر بشرية ومادية كبيرة دون أن تحقق أي تقدم يذكر؛ بسبب عدم الإعداد للمعركة رغم امتلاكها الأسحلة المتطورة"، مشدداً على "ضرورة التخطيط للعملية وتوقيتاتها".

وأشار إلى أن "قوات البيشمركة قلقة من نتائج العمليات العسكرية في محور مخمور التي أخفقت في تحقيق الأهداف التي خطط لها، وكان من المؤمل أن تكون قاعدة للانطلاق نحو تحرير باقي المحافظة".

من جانبه، عزا قائد عملية الفتح، اللواء نجم عبد الله الجبوري، سبب توقف العملية العسكرية إلى "عدم وصول كافة التعزيزات العسكرية الكافية لتحقيق الأهداف الموضوعة".

وقال الجبوري في بيان صحفي له: إن "عملية الفتح لتحرير مدينة الموصل ستستأنف عملياتها العسكرية بعد وصول التعزيزات العسكرية من الشرطة الاتحادية ومقاتلين من العشائر المحلية للسيطرة على الأرض بعد استعادتها".

وأضاف: أن "تنظيم داعش حفر خلال سيطرته على مدينة الموصل شبكة من الأنفاق تحت قرية النصر، وأعد انتحاريين وأسطولاً من السيارات الملغومة يحتوي بعضها على غاز الكلور، وهو سلاح كيماوي سبق أن استخدمه تنظيم الدولة من قبل في شمال العراق".

وأشار إلى أن "وصول مزيد من القطعات العسكرية سيعزز القوات العسكرية لمواصلة الهجوم ضد المتشددين"، لافتاً إلى أن "هناك محاولات من بعض الأطراف تحاول النيل من قدرات الجيش العراقي".

وبدوره قال الخبير العسكري خالد عبد الكريم، في حديث لمراسل "الخليج أونلاين": إن "معركة الموصل ستكون أكثر تعقيداً من المعارك السابقة التي خاضتها القوات الأمنية ضد تنظيم داعش؛ بسبب استمكان عناصر التنظيم في هذه المدينة باعتبارها المعقل الأول والرئيسي لعناصر التنظيم وقادته".

وأضاف: أن "معركة تحرير الموصل هي معركة مصيرية للجانبين، حيث تسعى القوات الأمنية إلى إثبات وجودها وكشف قدراتها العسكرية في المدينة، التي انهارت بها فرق عسكرية بأكملها وتبخرت كما يتبخر الماء في دقائق، وفي المقابل يستميت مقاتلو التنظيم للدفاع عن عاصمة الخلافة كما يدعون".

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

558 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع