استخفاف إيران بسيادة العراق!!!

             

اقتحام آلاف الإيرانيين للحدود العراقية يعكس استخفاف إيران بسيادة العراق

اقتحام عشرات الآلاف من الزوار الإيرانيين للحدود العراقية يتجاوز، وفق البعض، مجرّد كونه حادثة أمنية عابرة، إلى اعتباره انتهاكا متعمدا للسيادة العراقية واستعراضا إيرانيا للقدرة على تجميع الحشود وتوجيهها ضد مناهضي نفوذها والطامحين إلى الحد منه.

صحيفة العرب/بغداد - أثار اقتحام عشرات الآلاف من الزوار الإيرانيين الشيعة غير الحاصلين على تأشيرات دخول، لمعبر حدودي بين إيران والعراق غضبا في العراق، باعتباره انعكاسا لاستخفاف إيران بالسيادة العراقية.

ورأى ساسة ونواب عراقيون معارضون لنفوذ إيران ببلادهم في الحادثة امتدادا لسياسة “الهيمنة” الإيرانية القائمة تجاه العراق منذ سنوات، محملين حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي التي تقودها أحزاب شيعية “مسؤولية الحفاظ على رموز السيادة العراقية، وفي مقدمتها احترام حدود البلد والقوانين المعمول بها في دخول الأجانب إلى الأراضي العراقية”.

ولم تتردّد وزارة الداخلية العراقية من جانبها في اتهام السلطات الإيرانية بتعمّد حادثة الاقتحام لفرض دخول الإيرانيين إلى العراق دون تأشيرات.

وجاء ذلك بعد أن شهد منفذ زرباطية الحدودي في محافظة واسط بجنوب البلاد فوضى عارمة بسبب اقتحامه من قبل عشرات الآلاف من الزوار الإيرانيين الذين لا يحملون تأشيرات دخول، ما تسبب بخسائر مادية وإصابات بين حرس الحدود.

وتحدث البعض عن وجود خلفيات سياسية أعمق وراء حادثة الاقتحام التي شهدها المنفذ المذكور، وذلك عبر ربط الحادثة بموقف إيراني غاضب من ظهور تيار سيادي داخل العراق وفي صفوف العائلة السياسية الشيعية ذاتها ما ينفكّ يعمل على تعديل العلاقة بين بغداد وطهران القائمة منذ سنة 2003 باتجاه الحدّ من النفوذ الإيراني داخل العراق ومن تدخّل إيران في مسائل سيادية عراقية بما في ذلك القرار السياسي.

وسبق لرئيس الوزراء العراقي الحالي حيدر العبادي أن طالب إيران باحترام سيادة بلاده، فيما تقول مصادر سياسية عراقية، إن مرجعية النجف العليا بقيادة رجل الدين علي السيستاني تدعم التيار السيادي داخل العراق من منطلق رفض المرجعية خضوع العراق لمرجعية قم الشيعية الإيرانية التي تمثل أساسا لولاية الفقيه في إيران.

وتظهر إحصائيات رسمية قفزة هائلة خلال السنوات القليلة الماضية في عدد الزوار الإيرانيين المتوجهين إلى العراق للمشاركة في إحياء مناسبات شيعية. ويؤكد البعض أن تزايد الأعداد يأتي بتشجيع من الدولة الإيرانية بهدف توجيه رسالة إلى العراق ودول الجوار بشأن قدرة طهران على جمع الحشود البشرية وتوجيهها إلى مواطن نفوذها.

ويلفت هؤلاء إلى أن استخدام إيران للحشود في المناسبات الدينية سلوك قديم يعود إلى سنة 1986 حين استخدمت طهران الآلاف من الحجاج الإيرانيين في محاولة تسيير مظاهرات وإثارة الفوضى في البقاع المقدسة داخل الأراضي السعودية خلال موسم الحج تلك السنة.

ويتوقع توافد الملايين من العراقيين والعرب والأجانب على مدينة كربلاء الواقعة على بعد 110 كلم جنوب العاصمة العراقية بغداد لإحياء ذكرى أربعينية الحسين التي تصادف بعد غد الخميس. وأعلنت السلطات المحلية في محافظة واسط العراقية نهاية الأسبوع الماضي أن نحو مليون زائر إيراني دخلوا العراق عن طريق منفذ زرباطية من أجل المشاركة في المناسبة، فيما أكد السفير الإيراني في العراق حسن دنيفار أمس بلوغ عدد الزوار الإيرانيين الذين دخلوا العراق المليوني زائر.

وتضم مدينة كربلاء التي تحمل قدسية خاصة لدى الطائفة الشيعية مرقد الحسين بن علي الذي قتل مع عدد من أفراد عائلته على يد جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية في العاشر من محرم سنة إحدى وستين للهجرة.

وسهّل العراق العام الماضي دخول زوار إيرانيين دون تأشيرة إثر تدفقهم غير المسبوق الذي شهدته البلاد بعد مرور ستة أشهر من استيلاء داعش على مساحات شاسعة منها.

وأظهرت حادثة منفذ زرباطية أن إيران غير راضية على فرض نظام التأشيرة على زوارها وتعمل على إزالته.

وأصدرت وزارة الداخلية العراقية أمس بيانا توضيحيا بشأن الأحداث التي شهدها منفذ زرباطية الحدودي مع إيران يومي الأحد والإثنين، مشيرة إلى انفلات الوضع في المنفذ على الحدود، ومحمّلة الجانب الإيراني المسؤولية كونه “لم يقم بواجباته وتعهداته بشكل مسؤول”.

وقالت الوزارة في بيانها إن “منفذ زرباطية الحدودي في محافظة واسط شهد خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية حوادث مؤسفة”، مبينة أن “المنفذ كان يشهد انسيابية عالية حسب الضوابط والأصول المعمول بها، حيث تقوم الجهات المسؤولة بالتدقيق في تأشيرات الدخول التي منحتها الممثليات القنصلية العراقية ويجري التأكد والتثبت من المعلومات كما هو مطلوب”.

وأضافت الوزارة أن “حشود الزائرين بدأت تتدفق بشكل فاق طاقة المنفذ على الاستيعاب منذ يوم الأحد وتبين أن قسما من الزائرين ويعدون بعشرات الآلاف لم يحصلوا على تأشيرات دخول نافذة، ما سبب إرباكا للمنفذ وزحاما خانقا وتدافعا أدى إلى تحطيم الأبواب والأسيجة وحصول خسائر مادية وجرح بعض أفراد حرس الحدود وانفلات الوضع في المنفذ”.

وتابعت الوزارة، أن “تدفق الحشود بالطريقة غير المنضبطة كان متعمدا للضغط على مسؤولي المنفذ لفتح الحدود بشكل غير قانوني وبحجة عدم سيطرة الجانب الإيراني على الداخلين من الحدود الإيرانية. وكان الاتفاق ينص على أن يقوم الجانب الإيراني بمنع الأفراد غير الحاصلين على تأشيرات من الاقتراب من المنفذ الحدودي”.

وحمّلت الوزارة السلطات الإيرانية المسؤولية لأنها لم تقم بواجباتها وتعهداتها بشكل مسؤول “يمنع انفلات الوضع على الحدود في المنفذ”. وأضافت “حرصا على الدماء ولإتاحة الفرصة للجانبين للسيطرة على جانبي الحدود فقد امتنع حرس الحدود العراقي عن استخدام القوة رغم أن العراق له الحق في استخدام كل الوسائل لحماية حدوده وأمنه والتثبت من هويات الداخلين”.

كما أوضحت الداخلية العراقية أن “العراق يفتخر بأن شعبه المضياف حريص على تمكين جميع المسلمين من أداء طقوسهم وشعائرهم وقد وضع كل إمكاناته في خدمة ذلك لكنه يدعو جيرانه إلى مراعاة أوضاعه الأمنية والسياسية”.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1155 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع