اشتباكات وقتلى ومصابون في احتجاجات العراق

                

وسط احترازات أمنية مشددة تظاهر الاف العراقيين في العاصمة بغداد و10 محافظات في وسط وجنوب البلاد الجمعة للاسبوع التاسع على التوالي، مطالبين بحكومة مدنية واصلاحات حقيقية وتوفير الخدمات وملاحقة الفاسدين وتقديمهم الى العدالة فيما شهدت عدد منها اشتباكات بين المحتجين والشرطة، بينما قتل واصيب 7 متظاهرين لدى مهاجمتهم مقرا لحزب بارزاني بشمال البلاد.

ايلاف/أسامة مهدي من لندن: تظاهر الآلاف من المواطنين والناشطين المدنيين مساء اليوم في ساحة التحرير وسط بغداد وفي الساحات العامة بمراكز محافظات الوسط والجنوب للمطالبة بمكافحة الفساد وإصلاح مؤسسات الدولة متهمين الحكومة والبرلمان بتسويف الإصلاحات التي أعلن عنها مؤخرا ورددوا هتافات واهازيج تطالب  بعدم الاكتفاء باطلاق الوعود وشددوا على ضرورة كشف جميع المفسدين وعدم التستر عليهم وتقديمهم الى المحاكمة وداعين الى دولة مدنية.

وانطلقت التظاهرات في العاصمة و10 محافظات اخرى هي كربلاء والنجف والديوانية والمثنى وذي قار وواسط وميسان والبصرة (جنوب) وبابل وديالى (وسط) ضمن الحراك الشعبي الاسبوعي للدعوة للاصلاح وضرب الفساد ومعالجة تردي الخدمات رافعين اعلاما عراقية ومنددين بالطائفية.

وطالب متظاهرو عدد من المحافظات باقالة حكوماتها المحلية ومحافظيها وتطبيق اصلاحات حقيقية وناشدوا المرجعية الشيعية العليا بحماية المتظاهرين والكشف عن المفقودين منهم مهددين بتنفيذ اعتصامات مفتوحة في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

متظاهرو بغداد يدعون لاصلاحات حقيقية

ففي بغداد خرج الاف المواطنين والناشطين المدنيين بتظاهرة في ساحة التحرير وسط العاصمة داعين  الحكومة الى تنفيذ إصلاحات حقيقية وملاحقة المسؤولين الفاسدين هاتفين بشعارات تحث على التمسك بالوحدة الوطنية ونبذ الطائفية.

واكد متظاهرون في تصريحات لهم الاستمرار بتظاهراتهم وعدم التنازل عن مطالبهم في القضاء على الفساد وإنهاء الفقر وتوفير الأمن والخدمات وتحقيق العدالة الاجتماعية.

واشاروا الى ان هذا الحراك يعد نقطة تحول في تاريخ العراق المعاصر موضحين ان أكثر من 800 مليار دولار قد سرقت منذ عام 2003 وان أكثر من ثمانية آلاف مشروع لم ينفذ منها سوى 450 فقط والبقية تم ابتلاع اموالها بحسب اقوالهم.

وقد فرضت القوات الامنية إجراءات مشددة حول ساحة التحرير وسط بغداد مكان تجمع المحتجين والمناطق المحيطة بها تحسبا لوقوع أي خروقات أمنية.

محافظات تدعو لاقالة محافظيها واشتباكات في كربلاء

وفي مدينة كربلاء كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اشتبك المتظاهرن بالايدي مع افراد قوات مكافحة الشغب الذين حاولوا منعهم من الوصول الى امام مبنى المحافظة كما قالت الوكالة الوطنية العراقية "نينا" لكنهم تمكنوا من تجاوز الحاجز الاول الذي وضعته قوات مكافحة الشغب في الشارع المؤدي الى مبنى المحافظة.

وقد شاركت مجموعة من متظاهري ساحة التحرير في بغداد بتظاهرة كربلاء تضامنا مع المتظاهرين فيها واستنكارا لما تعرض له المتظاهرون بكربلاء من تجاوزات في تظاهرة الجمعة الماضية.

كما تظاهر المئات في ساحة المجسرات وسط النجف (160 كم جنوب بغداد) مرددين هتافات ورافعين شعارات مؤيدة للمرجعية الشيعية في مطالبتها بالجدية والاسراع في الاصلاح والكشف عن الفاسدين والنهوض بوضع القضاء العراقي. وجدد المتظاهرون المطالبة باقالة رئيس مجلس القضاء الاعلى مدحت المحمود ودعم القوات الامنية والحشد الشعبي لتخليص العراق من ارهابيي داعش.

وفي محافظة بابل (100 كم جنوب بغاد) طالب المتظاهرون امام مبنى المحافظة باقالة المحافظ صادق مدلول السلطاني داعين مجلس المحافظة باستخدام صلاحياته بتبني اصلاحات تعمل على القضاء على الفساد المالي والاداري المنتشر بين دوائر الدولة. كما طالبوا بايجاد حلول لشحة المياه التي باتت تهدد المئات من القرى في عموم المحافظة مما ينذر بكارثه انسانية وحملوا الحكومة المحلية مسؤولية الخسائر المالية جراء هذا الجفاف.

كما دعوا الى اقالة المدراء العامين الذين ثبت تقصيرهم وعدم قيامهم باعبائهم الوظيفية والكشف عن مصير المخطوفين من الناشطين في المجتمع المدني الذين مضى على اختطاف اثنين منهم اكثر من شهر دون معرفة مصيرهما.  

وتظاهر المئات وسط مدينة الديوانية (180 كم جنوب بغداد) للمطالبة بإلاصلاحات فيما طوق بعض المتظاهرين مقر حزب الفضيلة الإسلامي الذي ينتمي اليه المحافظ الجديد سامي الحسناوي وطوقوه احتجاجا على تعيين الحسناوي الذي يقولون إنه ليس من أهالي الديوانية.

ودعوا الى حل مجلس المحافظة واحالة المتورطين بعمليات فساد من مسؤولي المحافظة للقضاء وسرعة تلبية مطالب المواطنين المشروعة.

اما في محافظة ميسان (365 كم جنوب بغداد) فقد تظاهر المئات في عاصمتها العمارة مطالبين الحكومتين المحلية والمركزية بتنفيذ إصلاحات جادة وحقيقية وتنفيذ مشاريع تخدم المواطنين والمباشرة بتشغيل المعامل والمصانع المعطلة لتوفير فرص عمل للشباب وتشغيل العاطلين عن العمل منهم وابعاد المحافظة ودوائرها عن المحاصصة الحزبية وتطهير القضاء العراقي من الفاسدين والمفسدين وفتح ملفات الفساد.

وتظاهر العشرات وسط مدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار ( 375 كم جنوب بغداد) داعين رئيس الوزراء حيدر العباديالى بتنفيذ وعوده في متابعة وتنفيذ مطاليبهم . كما نظم العشرات من أهالي محافظة واسط (160 كم جنوب بغداد) تظاهرة في عاصمتها الكوت للمطالبة بالخبز والحرية وبدولة مدنية داعين الحكومة إلى تنفيذ مزيد من الإصلاحات ومكافحة الفساد في مؤسسات الدولة.

وحمل المتظاهرون لافتات منددة بقتل المتظاهرين وتكميم الأفواه وأكدوا على أن التظاهر السلمي حق كفله الدستور.

وخرج المئات في تظاهرات قرب ديوان محافظة البصرة (375 كم جنوب بغداد) مطالبين بإجراء إصلاحات واسعة وتحسين الخدمات الأساسية وإعطاء المحافظة ما تستحقه من أموال ومناصب حكومية رفيعة.

ودعوا الى إجراء إصلاحات واسعة تشمل مكافحة الفساد الإداري وإقالة مسؤولين من بينهم 25 مديرا عاما واعطاء البصرة نصيبها من إيرادات النفط والمنافذ الحدودية وأيضا تسمية سفراء ووزارء منها للنفط والنقل.

يذكر ان العبادي وضمن حزم الاصلاحات التي اطلقها قد اعفى 123 وكيل وزارة ومديرا عاما من مناصبهم واحالتهم الى التقاعد، كما قرر تقليص عدد المناصب الوزارية الى 22 بدلا من 33 عبر الغاء ثلاثة مناصب لنواب رئيس الوزراء واربع وزارات  ودمج ثماني وزارات وجعلها اربعا فقط. كما قام بتقليص مرتبات المسؤولين الكبار والغاء غالبية عناصر حماياتهم واعادتهم الى القوات الامنية.

قتلى في هجوم على حزب بارزاني

سقط سبعة متظاهرين في محافظة السليمانية ( 330 كم شمال بغداد) بين قتيل وجريح عندما هاجموا مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق الشمالي في قضاء قلادزي شرق السليمانية.

فقد قتل شخصان واصيب 5 آخرين اثناء مصادمات مع قوات الامن في مدينة قلعة دزة التابعة لمحافظة السليمانية احتجاجا على تأخر صرف رواتبهم وكذلك مطالبهم لحل ازمة رئاسة اقليم كردستان.

وكانت الاحزاب الكردية قد فشلت في اجتماعات انتهت بمدينة السليمانية الليلة الماضية في التوصل الى حل لازمة رئاسة الاقليم بينما كان متظاهرون يطالبون بمرتباتهم المتأخرة منذ 3 أشهر يشتبكون مع قوات الشرطة التي اصابت بالرصاص اثنين منهم.

فقد انتهت اجتماعات الاطراف الكردستانية الخمسة وهي: الحزب الديمقراطي الكردستاني والتغيير والاتحاد الوطني الكردستاني والجماعة الإسلامية والاتحاد الإسلامي الكردستاني في محافظة السليمانية الشمالية والتي خصصت لحسم مسألة رئاسة اقليم كردستان من دون نتائج. وكان مقررا صدور بيان بعد انتهاء الاجتماعات لكنه نظرا للخلافات في وجهات النظر بين الاطراف المجتمعة لم يصدر اي  بيان أو اعلان عن نتيجة الاجتماعات.

وقد انتهت الاجتماعت بالفشل فيما كان مواطنون اكراد ينظمون تظاهرون خارج قاعة الاجتماعات احتجاجا على تأخر سداد مرتباتهم منذ ثلاثة اشهر.

وخرج معلمون وعاملون بمستشفيات وموظفون آخرون بالقطاع العام للشوارع لمطالبة حكومة كردستان بأجورهم المتأخرة لكن الشرطة تصدت لهم حين حاولوا اقتحام قاعة الاجتماعات فأندلعت اشتباكات بين الطرفين ادت الى اصابة اثنين من المحتجين برصاص الشرطة.

وهذه المظاهرات المستمرة منذ اسبوع هي ألاطول التي يشهدها الاقليم منذ بدء أزمة اقتصادية مصحوبة بصراع مع الدولة الإسلامية "داعش" وانخفاض في أسعار النفط الذي دفع المنطقة إلى شفا الافلاس.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

426 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع