ملوك الذهب في مالي.. من أميركا إلى مكة

                  

 أبوظبي - سكاي نيوز عربية:كثيرون لا يعرفون عن تاريخ دولة مالي القديم غير أنها إحدى منارات الإسلام في غرب إفريقيا بعد أن دخلتها الدعوة الإسلامية واللغة العربية عبر الفاتحين الأوائل، وعلى الأخص دولة المرابطين في المغرب في القرن الخامس الهجري.

ولقد استمرت مالي منذ ذلك الوقت في التنامي كإحدى الدول الإسلامية الحديثة، مستغلة نشر الدعوة الإسلامية عبر ملوكها الجدد للتوسع في جميع الأنحاء، من السنغال جنوبا، إلى كانم، المعروفة بشمالي نيجيريا حديثا.

وبفضل قبيلة إفريقية قوية وثرية حينها، تمكن أشهر اثنين من ملوك مالي من بسط نفوذ غير مسبوق في المنطقة، قوامه سلطة عسكرية قوية، وثراء فاحش غير مسبوق في التاريخ.

وكان أول هؤلاء، أبوبكر الثاني، الذي عده مؤرخون المستكشف الأول للقارة الأميريكة قبل كريستوفر كولومبوس بقرنين، والذي عاش في القرن 14 الميلادي.

وقد أطلقت على مدينة تينبكتو عاصمة مالي حينها "عاصمة الذهب" بفضل الثروة اللافتة لهؤلاء الملوك، حيث قام أبوبكر بفضل ثرائه باتخاذ قرار غريب حينها، حينما قرر الإبحار لاستكشاف ما وراء المحيط الأطلسي، أو بحر الظلمات كما أطلقت عليه بعض الكتابات العربية حينها.

ولقد قام أبوبكر حينها بجمع نحو 200 سفينة بمصاحبة 2000 زورق إضافي وجهز أطعمة جافة تكفيه عامين ليبحر متنازلا عن الملك لأخيه، لعدم يقينه من عودته، المغامرة التي سردها وريث عرشه الملك منسا موسى حين مروره بالقاهرة في رحلة حجه الشهيرة التي لقيه فيها المؤرخ المصري العمري.

وحسب شهادة كريستوفر كولومبس نفسه، فإنه أقر أن أفارقة قد سبقوه إلى أميركا، ما قرره علماء مثل الفرنسي إيفان فان سيرتيما والذي عمل في جامعة Rutgers University، وكذا العالم المالي جاوسوس دياوارا حيث ذكروا أن أبابكر الثاني نجح في الوصول إلى العالم الجديد.

أما الملك منسا موسى الذي عد أثرى رجل عبر التاريخ، بثروة قدرت بما يساوي 400 مليار دولار اليوم، فقد كان هذا الرجل أشهر زعماء إفريقيا والإسلام في القرون الوسطى، وقد اشتهر كذلك بفضل رحلته الشهيرة إلى الحج بعد أن وسع دولته لتضم أكبر وأشهر مناجم ذهب في غينيا بالجنوب.

وكانت القاهرة أشهر محطاته للحج، حيث استقبله المماليك عام 1324 للهجرة، حيث وزع في القاهرة وفي مكة وفي كل مكان مر به الذهب، ما أدى إلى انخفاض الذهب في العالم أجمع وأدى إلى حالة تضخم سريع لعشرين سنة تالية بسبب ذهب تلك الرحلة.

والطريف في القصة هو ما رواه المؤرخ العمري أن مانسا موسى اضطر للاقتراض في نهاية رحلة حجه لنفاذ الذهب الذي أحضره معه.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1084 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع