الحرب القادمة ستكون كهرومغناطيسية!!

       

سلاح الأشعاع الميكروي

شيئاً فشئياً يصبح الإنسان عاجزاً أمام التكنولوجيا المعادية ويوماً بعد آخر تفرض التكنولوجيا سيطرتها على كل من يعادي حاملها ، ذهب زمن البطولة والمبارزة بالسيف أو المسدس وجهاً لوجه، ليحل محله عدو مختبئا خلف لوح الأزرار ليسيطر على ضحيته السافرة المجردة من أي وسيلة حماية

كان لاختراع البارود أثراً خطيراً في تطور الصراعات المسلحة إذ نقل الحرب من المبارزة بالسيوف والحراب الى التدمير على نطاق واسع لم يضاهيه في هذه النقلة النوعية إلا اختراع القنبلة الذرية واستعمالها في هيروشيما وناغازاكي في اليابان لاختتام الحرب العالمية الثانية، وفي غضون ذلك تطورت صناعة البارود ذاتها لتتوصل الى بارود شديد الانفجار والذي شكل بدوره نقلة نوعية أخرى وإن كانت ثانوية، كذلك تطورت الأسلحة الكيمياوية والجرثومية لكن استعمالها كان محدود النطاق وكلا النوعين ممنوعان من الاستخدام الدولي وبالمناسبة فإن هذا يشير الى مفارقة حقيقية ، فما يعرف باسلحة الدمار الشامل هي ممنوعة دولياً لكن باقي أنواع اسلحة الدمار المتمثلة بأنواع المتفجرات هي مسموحة حتى وإن استخدمت بكميات تسبب دماراً هائلاً وشاملاً

إذا كان استعمال الدبابة لاول مرة في الحرب العالمية الأولى قد اثار رعباً كبيراً، وأشد منه ما سببته القنبلتين الذريتين في الحرب العالمية الثانية فإن الرعب القادم ينبغي أن يكون من الاسلحة الكهرومغناطيسية التي برزت في الألفية الثالثة كوسيلة فعالة في حسم الصراعات، وكان لمخطط غزو العراق أثره البالغ في تطوير مثل هذه الأسلحة إذ حرصت الإدارة الأمريكية على تطوير اسلحة غير ملوثة للبيئة حرصاً على قطعاتها العسكرية التي ستحتل البلد وتمكث فيه ، فما هي أهم اشكال هذه الأسلحة

أولاً أسلحة الميكروويف أو الموجات الدقيقة: هي اسلحة غير قاتلة وتعتمد على تسليط حزمة من الموجات الدقيقة أو الميكروويف عند إطلاقها، فتسبب تولد حرارة في جسم الشخص الذي يتعرض اليها لذلك تستخدم في تفريق الحشود البشرية إبان الاضطرابات، ولا يمكن للاشعة هذه أن تخترق مسافة أكثر من واحد ملمتر من جلد الشخص المتعرض وتكون كافية لتسخين جزيئات الماء في الجلد فيشعر المتعرض بحرقة في جلده لا تلبث أن تزول حال خروجه من نطاق تأثير الاشعة أو حال إنقطاع بثها، ولا يوجد تأثير يتبقى لها في الجسم. يتمكن الشعاع الميكروي أن يرحل لمسافة تبلغ كيلومتراً واحدة من جهاز الإطلاق، ويعتقد بأن أول استخدام فعلي لها قد تم في الشوارع العراقية بعد الغزو بنحو عام ، وكانت الآليات التي تحملها تحمل اسم الشريف

ثانياً وسائل التدمير الإلكترونية : وهي قنابل يمكن عند إطلاقها شل جميع أنواع الأجهزة الكهربائية إبتداءاً من الحواسيب الشخصية، وألاجهزة الإلكترونية المشابهة وإنتهاءاً بأضوية المرور بل وحتى أجهزة تنظيم دقات القلب الإلكترونية وأجهزة المراقبة في المستشفيات. استخدمت هذه الوسائل لاول مرة في الحرب على العراق ، ولكنها بالطبع اشد خطورة على الدول المتقدمة التي تحتوي على أضعاف الأجهزة الالكترونية المتحكمة في جميع نواحي الحياة فيها

ثالثاً: قنابل الوميض الكهرومغناطيسي: وقد يمكن أن تسمى باسم " أسلحة الطاقة الموجهة". تم تطوير هذه القنابل بحيث تخترق المخابئ من خلال فتحات التهوية لتنفجر في مخابئ الاسلحة مطلقة طاقة كهرومغناطيسية تقدر بنحو 2 مليار واط فتسبب تدمير الأسلحة الكيمياوية وكذلك جميع الأجهزة الإلكترونية بالكامل، ويشبه مهندسوا هذه القنابل بأن الحاسوب أو التلفزيون المتأثر سيبدو وكأن صاعقة جوية قد نزلت عليه. تحمل هذه القنابل بواسطة صواريخ كروز لإيصالها الى هدفها، وقد أعلن البنتاغون عنها قبيل التحضيرات لغزو العراق من دون إعطاء تفاصيل إذ كانت تعتبر من الأسرار العسكرية ، وقد تمت أول تجربة ناجحة لها في عام 1999 ولو أن الشكل الأولي من هذه القنابل استخدم في العراق عام 1991 حين القيت قنابل على محطات توليد الطاقة الكهربائية أطلقت ألياف كربونية دقيقة سبب عطلها

رابعاً: الدفق الكهرومغناطيسي عالى الإرتفاع تعود الخبرة الأمريكية لهذا النوع من الأسلحة الى الستينيات من القرن الماضي، وهو عبارة عن أمواج كهرومغناطيسية كثيفة تنشأ عند حدوث تفجير نووي على إرتفاعات شاهقة فوق سطح الأرض، الذي يطلق اشعة غاما التي تتفاعل مع جزيئات الغاز في الهواء الجوي وهو ما يعرف بتأثير كومبتون . عند وصول الامواج الى سطح الأرض أو بالقرب منه تمتصها الهوائيات وأية اجسام موصلة فتؤدي الى تخريبها وبذلك تتعطل أجهزة الملاحة في الطائرات وغيرها من سبل الإتصالات اللاسلكية
يعتقد الكثير من المراقبين بأن الحرب الثالثة ستشهد حرباً كهرومغناطيسية قد تقصر أو تطول وبذلك سيكون وصف حرب الأزرار هو أفضل وصف ممكن


أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

451 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع