مهنة الصحافة في العراق لا تشبه أي مكان آخر

      

العرب/بغداد- أكد العاملون في مجال الإعلام في العراق بأن مهنتهم تتعدى حدود الضغوط الاعتيادية التي يعاني منها الصحفيون في باقي أنحاء العالم، مبدين مخاوفهم من المخاطر المحيطة بهم، بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة في العراق.

وفي تعليق لما نشرته دراسات عالمية تشير إلى أن الصحافة من أكثر المهن تعرضا للضغط العصبي والنفسي، رجح الصحفي عصام الذهيباوي، كفة الصحفيين العراقيين على أقرانهم في جميع دول العالم من حيث المعاناة وسلب الحقوق، مشددا على بسط وتشريع القوانين المهمة وإعطاء الحقوق لهم بما يناسب خطورة هذه المهنة.

وقال الذهيباوي إن “جميع التقارير والدراسات التي تخص الصحفي ومهنته وما تنتجه هذه المهنة من ضغوط عصبية ونفسية عليه هو صحيح، لكن هذه الدراسات أخذت على دول تنعم بالأمن وليس كما هو في العراق”.

وأضاف إن “ما يتطابق في عمل الصحفي العراقي مع غيره من الصحفيين هو الوقت وما يحدده من التزامات في العمل فضلا عن التسابق في إبراز ما هو جديد وقيم لإظهار الهوية الصحفية حتى وأن كانت على حساب الراحة النفسية والعصبية”.

وأظهرت دراسة أميركية نشرها موقع “Newsroom.de” أن الضغط العصبي الذي يتعرض له الصحفي أو المتحدث الإعلامي لجهة معينة يفوق ضغط عمل الشرطي وسائق التاكسي.


وأرجعت الدراسة سبب زيادة الضغط على الصحفيين إلى ارتباطهم عادة بمواعيد تسليم محددة لمواضيعهم أما بالنسبة للمتحدثين الإعلاميين فإن تعاطيهم مع الرأي العام يضعهم تحت ضغط كبير إذ أن أي خطأ حتى ولو كان صغيراً، يحسب عليهم.

من جهتها قالت تهاني خلدون مراسلة قناة العراقية إن “مهنة الصحفي بشكل عام هي مهنة تختلف جذريا عن باقي المهن لما لها من خصوصية والتزام ومصداقية، فضلا عن أنها ترتبط بواقع أحداث يومية تكاد تقاس بالثواني، وخصوصا من يعملون في مجال الصحف والمواقع الإخبارية، أما الإعلاميون فهم لا يستثنون منه، وهذا ما يجعل من الصحفي أكثر عرضة للضغوط العصبية والنفسية”.

وأضافت خلدون إن “ما تتعرض له الصحافة في العراق هي مأساة تجلت بما ينتهجها الإرهاب بحقها من قتل وترهيب وخوف، فضلا عن الدور غير الفعال من الحكومة العراقية بحماية الصحفيين وتشريع قوانين مهمة تضمن لهم حياتهم المستقبلية”، مشيرة إلى أن “جميع الصحفيين في العالم يتفاخرون كونهم يمتهنون هذه المهنة، إلا في العراق خوفا من القتل والبطش”.

وفي سياق ذي صلة أكد الباحث الاجتماعي عبد الرحمن العزاوي أن “مهنة الصحافة لا يمكن فيها إمساك العصي من الوسط بل هي قياس للمصداقية والأخلاق المهنيتين في نقل الحقيقة، فلهذا هي مهنة من أصعب المهن لما تحمل من مسؤولية كبيرة على عاتق الصحفي”.

وأضاف العزاوي إنه “من الطبيعي أن تكون هذه المهنة ذات أبعاد نفسية وعصبية بل تكون أكثر من ذلك، لما تحمله من مسؤولية في إيصال الخبر الصحفي وبمهنية عالية”.

وتشير التقارير الصادرة من لجنة حماية الصحفيين التي توثق كل حالة وفاة مرتبطة بجميع العاملين في وسائل الإعلام منذ عام 1992، أن 619 صحفيا قتلوا خلال العشر سنوات الماضية، منهم 151 صحفيا في العراق وحده.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

731 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع